الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اختزال قصة ثورة




كتبت: نجلاء الزعفرانى


قادتنى الصدفة البحتة إلى كتابة هذا المقال وهو باكورة مقالاتى فى العريقة «روزاليوسف» بقيادة الكاتب المبدع جمال طايع.
مصادفة قرأت مقالا ارسلته المتألقة الفنانة التشكيلية سوزان شكرى والتى تحرر مقالها فى روزا أيضا إلى استاذتى الكبيرة الدكتورة سهير حواس. وكان المقال عن مساعى الدكتورة سهير فى اعادة النصب التذكارى العريق الذى صممه الفنان أبوبكر خيرت ليتوسط اشهر ميادين مصر على الإطلاق «ميدان التحرير».
وعودة إلى النصب التذكارى بميدان التحرير. كانت محافظة القاهرة قد اصدرت قرارا فى اكتوبر 2013 الماضى بعمل نصب تذكارى فى ميدان التحرير تخليدا لشهداء ثورة يناير 2011. وعقب اشارة الدكتورة سهير حواس إلى النصب التذكارى الأصلى الذى كان موجوداً فى منتصف الميدان ايام حكم الملك فاروق ذهبت لأشاهد النصب التذكارى الجديد وبكثير من اللباقة يمكننى القول إن نسبة النصب الحالى وحجمه لا يتناسبان مع حجم فراغ ميدان التحرير والمبانى المحيطة به.
وتم تصميم النصب الأصلى فى فترة الملك فاروق الذى كان يريد وضع تمثال لجده إسماعيل فى ميدان التحرير باعتبار أنه صاحب الفضل فى تعمير المنطقة من الميدان إلى قصر عابدين، وتمثال آخر لأبيه الملك فؤاد أمام قصر عابدين. وقد تم صنع التمثالين بالفعل وكان مفروضا أن يعلو تمثال إسماعيل القاعدة الأصلية. فلما قامت ثورة يوليو1952 وكانت بالأساس ضد حكم فاروق كان طبيعيا إلغاء فكرة التمثالين بينما تم وضع القاعدة التى صممها ابو بكر خيرت لعدة سنوات فى الميدان.
وعند حفر مترو الأنفاق فى التسعينيات قامت المحافظة برفع القاعدة و تشوينها على صورة قطع تلفت بعض اجزائها وإن كان ترميمها ممكنا وقامت الدكتورة سهير بالبحث عنها حتى وجدتها فى أحد المقالب العمومية وتكتمت على السر طوال خمس سنوات خوفا من إهدار بقايا النصب.
ميدان التحرير ليس فقط أشهر ميادين مصر لأنه شهد ثانى ثورات مصر فى العصر الحديث ولكنه أحد أشهر ميادين العالم ايضا لنفس السبب. وتخليد هذا الحدث الجلل يتطلب الكثير من التفكير والتحضير. فمن المهم أن يكون النصب الجديد على نفس روعة النصب السابق بقياساته ونسبه وحجمه الذى يمكن للرائى أن يشاهده من اى مكان فى الميدان مهما بعد أو قرب. وأنا عن نفسى لا أرى غضاضة فى أن يعاد النصب القديم إلى موقعه فى منتصف الميدان لأن تصميمه ونسبه رائعة جدا كما شاهدناه من صور قديمة إذا لم يوجد بديل على نفس المستوى. اما فى حالة تصميم نصب جديد فليكن على قدر شهرة ومكانة الميدان العالمية وأن يتم التصميم فى إطار مسابقة لها شق محدود بين نحاتين معروفين وشق عام لمن يرغب بالتقدم بتصميم جديد، وأن يشارك الفنانون المصريون كلهم فى تصميم رمز لميدان ثورة غيرت الكثير ليس فقط فى الحياة السياسية والاجتماعية فى مصر بل اعطتنا مساحة للمشاركة لما يدور فى بلدنا لم يعهدها هذا الجيل ولا الأجيال التى سبقته. فليكن النصب رمزا لمعنى هذه المشاركة.