الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«حسيتوا بيه»؟!




لا أتحدث عن «خازوق» شق أعضاء الإخوان على مدار الساعات الماضية ليلقوا مصير السورى سليمان الحلبى قبل 200 عام، عندما أصدر الجنرال «رينيه» قاضى الحملة الفرنسية حكما بإعدامه بطريقة فى غاية الغرابة تبدأ بحرق يديه مروراً بـ«الخزوقة» على أن تبقى  أشلاءه على «الخازوق» حتى يلتهمها الطير.. لن أقول أيضاً إن المصريين نفذوا ذات الطريقة الغريبة ـــ بحذافيرها ـــ مع «قطيع الخرفان» الذى كان على رأس السلطة قبل 30 يونيو بعد أن حرقوا أعضاءه فى صناديق الاستفتاء وساحات الميادين ليتركوا أشلاءهم على «أعمدة الثورة» كى تحترق ذاتياًَ بنيران حقد هؤلاء الإرهابيين داخل القفص «العازل للصوت».
لا أتحدث أيضاً عن «صوابع» تلعب هنا أو هناك، لاسيما مع وضع المصريين تفسيراً جديداً لتلك «الأصابع»، عندما تسابقوا يومى 14و15 يناير الماضى كى يضعونها فى «حبارات» الاستفتاء، لتأخذ لوناً جديداً يتحدى لون الدماء الذى يملأ أيادى القتلة مدبرى الإنفجارات والاغتيالات، ويكتب أيضاً شهادة ميلاد جديدة لخارطة الطريق بإجراء الانتخابات الرئاسية أولا، لتتحول أحلام «الخونة» فى العودة الى الحياة السياسية لكابوس مرير، وتنتهى آمال «طابورهم الخامس» الذى ظل خلال الأيام الماضية يتعامل بمبدأ «التقية» ـــ هو إخفاء لما يبطن المرء ـــ لاقناع أبناء دائرته أنه «مش إخوان» أملا فى الوصول بأصواتهم إلى البرلمان.
أتحدث اليوم عن «عناد المصريين» الذى فشل الإرهابيون فى تقدير حجمه وشراسته، ليفاجأوا أنه الأقوى أمام كيدهم  ومكايدهم.. والأشرس فى مواجهة صواريخهم وقنابلهم ، بعد أن كشف أبناء هذا الوطن عن «جبروت عنادهم» بتفجيرهم قنابل «ذكرى الثورة» فى وجه الإرهاب، ليجبروا الإخوان على أن «يحسوا بيه» وهو يحرق أعضاءهم ـــ أو قل «أذنابهم» حتى نحافظ على سياق الحديث ــ.!
وإن كان مشهد المصريين فى «ذكرى الثورة» كفيل بأن يدفع «الخرفان» إلى الشعور بهذا العناد، إلا أن الساعات الماضية أجبرتهم على الإحساس به كاملاً، بعدما أعلن المشير عبد الفتاح السيسى عن نيته خوض الانتخابات الرئاسية بعد اجتماعه مع المجلس العسكرى، وهو الإعلان الذى قوبل باستجابة أعضاء المجلس لنداءات الشعب باعتبارها تكليفاً والتزاماً.
«الإخوان» لم «يحسوا بيه» وحدهم، بل شعر بهذا العناد كل المتحدين لإرادة المصريين والكارهين للحراك الشعبى المصرى.. هؤلاء الذين يتخذون من عرقلة خطى خارطة الطريق «مهنة وهواية»، ويستمتعون بـ«الغلوشة» عليها سواء بالفعل أو بالتستر على جرائم «الخرفان»، ويعيشون بيننا يدسون السم فى العسل بتصريحات يؤكد ظاهرها رفضهم للإرهاب، أما باطنها فيسوده الحقد على المصريين.
وكالعادة.. كان لمعالى رئيس الوزراء المفدى حازم الببلاوى نصيباً من هذه «الغلوشة»، إذ طل علينا من «دافوس» معلقاً على نداء المصريين لـ«المشير» بخوض انتخابات الرئاسة، قائلا: «النساء أكثر مطالبة بترشح السيسى  للرئاسة لأنه رجل وسيم»، وكأن رئيس الحكومة التى جاءت بها الثورة لم يجد سبباً آخر يدفع المصريات الى مطالبة «السيسى» بالترشح.. ولم يشعر بأن الشعب برجاله ونسائه لم يجدوا من يخلصهم من حقبة الإخوان كالحة السواد سوى هذا الرجل.
وإذا كانت الرؤية قد اتضحت جلية أمام المصريين حول الرجل الذى سيجلس على «كرسى الحكم» قريباً، لننهى عصر التحليلات والتخمينات بلا رجعة، وإذا كان الإرهاب قد عاد إلى خطة ـــ أو خسة ـــ «الاغتيالات» تزامناً مع دخول قياداته إلى قفص «محاكمة الثورة»، وإذا كان «الفاضيين» قد بدأوا الهجوم على «السيسى» متهمينه بــ «الكذب» بعد ترشحه للرئاسة متناسين أن قراره جاء تلبية لــ «رغبة شعبية»،  وإذا كنا فى انتظار تغيير حكومى يطيح بـ «شيخ شيوخ حكومات العواجيز» بعد أن فشل نداء «اغسلها يا ببلاوى» فى أن يدفع رئيس «حكومة البلاوى» إلى أن يكف عن هذا «الهزى» الذى لا يجدى ولا يثمر.. ندعو الله أن يقضى هؤلاء جميعا أيامهم الأخيرة صامتين كافيين خيرهم شرهم.. حتى لا يجبرونا نحن المصريين على أن «نحسسهم بيه» بعدما فاض بنا الكيل .. ولا أراكم الله «عنادنا» فى عزيز لديكم!