الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رسالة إلى السيسى




انتظر المصريون قرار المشير عبد الفتاح السيسى للترشح للرئاسة، القرار صعب وأخذ وقتًا طويلًا للتفكير فيه ،خاصة أن له تداعيات كبرى فى الداخل والخارج ويأتى فى وقت من أصعب اللحظات التى يعيشها الوطن بعد ثورتين شعبيتين غيرتا في كثير من طباع وأحوال المصريين وأحب أن أقول للمشير السيسى كمواطن مصرى.. الناس فى انتظارك وسيصمدون معك حتى تستطيع أن تعبر بالبلاد من هذه العاصفة التى تريد أن تطيح بهذا الوطن.. البسطاء والفقراء من النساء والرجال والشباب يعلقون عليك آمالا عريضة بعد السنوات العجاف التى مرت عليهم ننتظر رئيسًا لكل المصريين وليس لفئة وحيدة كما كان يحدث فى السابق. حدثت تغييرات جذرية فى سلوكيات الشعب وفوارق اجتماعية على مدار الثلاثة والثلاثين عاما الماضية إلى حد أن استطاع البعض ان يتكسب ما يقرب من مليون جنيه يوميًا وهذه الفئة لا يتجاوز عددها 100 شخص فى مصر، أما باقى المصريين فذابت بينهم الفوارق والطبقات فلم تعد هناك طبقة متوسطة أو فقيرة.. السواد الأعظم مكث تحت خط الفقر وبمراحل.. وصل الأمر بالفقراء  إلى أنهم  كانوا يجمعون الخبز وفضلات الطعام من الفنادق الكبرى التى تٌلقى فى القمامة لكى يأكلوه ويطعموا به أولادهم الصغار.. رايت هذا بعينى ولم أره فى فيلم سينمائى أو مسلسل تليفزيونى.. بل شاهدته فى الواقع وفى اليقظة وأمام عينى.. هؤلاء الفقراء وغيرهم من الشعب يعلقون آمالا كبيرة عليك أن تشعر بهم وتضمد جراحهم التى نزفت سنوات عندما تركهم الرؤساء والمسئولون فريسة للجوع والمرض.. فهل من بارقة أمل تلوح فى الأفق لهؤلاء الضعفاء والمساكين المنسيين؟!
وتذكر سيادة المشير أن التاريخ لا يغفر لأحد.. اراد الله لك أن تكون قائدًا واراد لك أن تكون رئيسا للمصريين فى وقت لاحق إذا شاء فكل شىء بإرادته، ولا يتم الا بقدرته.. أذكرك بالسابقين من رؤساء مصر وما حدث لهم فلم يكن يتخيله بشر.. وكيف تعامل معهم الشعب وهذا الشعب بطبيعته لا يستطيع أحدا من كان أن يفك جيناته الوراثية فتارة تراه ساكنًا خانعاً راضيًا بما هو فيه، وساعة أخرى تراه هائجا كموج المحيط لا تستطيع  أقوى السفن أن تصمد امام أمواجه العاتية، وساعة أخرى تراه مليئا بالحزن وأخرى بالفرح.. والأيام والسنين الماضية خير شاهد على ذلك.
أخيراً الطريق أمامك ليس مفروشًا بالورود وستواجهك الصعاب والتحديات بل والانقسامات من البعض ممن اختاروك.. فهذه سنة الله فى كونه.. ولو رضى الناس عن شخص خلقه الله فى الأرض لكانت مكة كلها رضيت عن رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - ولكن أراد الله أن يتحداه البعض ويقف أمام دعوته أقرب الناس اليه.. واياك أن تتخذ من بطانة أهل السوء مكانًا فى بلاطك، فهم أهل الشر، وهم سدنة  الحكام فى كل عصر، لا يرون إلا مصالحهم الخاصة وعندما يقع سيدهم يفرون هاربين.
الأمل موجود والصبر له حدود والطريق أمامك ليس مفروشًا بالورود.