الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رسالة إلى الرئيس القادم




كتب: محمد أنور السادات

سيادة رئيس مصر القادم هذه رسالتى إليك...
اجعل دستور مصر واقعاً يلمسه الشعب وليس مجرد كلمات لا تتجاوز شفتى من يقرأها، فقد خرج الشعب للتصويت بالملايين من أجل أن يرى الحلم حقيقة، وفى هذا الدستور رأى المواطن كرامته الإنسانية وحقوقه وحرياته.
اعمل على ترسيخ مكتسبات النضال الشعبى، وأهمها التداول السلمى للسلطة، اجعلها دولة حرية الرأى والفكر والتعبير، اجعلها دولة حرية تشكيل الأحزاب والنقابات والجمعيات وحرية الصحافة والإعلام وحرية تداول المعلومات، وذلك بالفعل وليست مجرد كلمات فى قوانين لا تطبق.
أرجو منك أن لا تستغنى عن أى جهد ولا تهمل أى رأى، فاجعل الكل يعملون دون استحواذ أو إقصاء، اعمل علي إنهاء الصراع بين أطياف المجتمع، اسعى للبناء مع الجميع وبالجميع، كن سيدى رئيسا لكل المصريين.
اجعل من الشباب قاعدة انطلاقك نحو الحكم الرشيد فبينهم نوابغ فى جميع المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية بل والسياسية أيضاً، وذلك يضخ دماء جديدة فى عروق حكومتك فمنهم من يصلح وزراء ومستشارين للحكومة ومحافظين، فهم بحق أصحاب أفكار خلاقة وعقول مبدعة.
سيدى الرئيس.. مصر غنية بثروتها البشرية، وتقدمها مشروط بالاستثمار الجاد فى البشر وضمان الحياة الكريمة لهم.
كذلك يجب أن تلتزم بالإصلاح السياسى والإصلاح المؤسسى وسيادة القانون، فهم المدخل الأساسى للتنمية، اعمل على البناء القوى لمؤسسات الدولة، وعلى توسيع قاعدة المشاركة الشعبية فى اتخاذ القرار، كرّس لمبدأ محاسبة المسئولين باستخدام آليات الرقابة الشعبية، واستقلال المؤسسات الرقابية، واستحداث آليات جديدة لمحاربة الفساد عبر الإصلاح المؤسسى والتشريعى، وتعميق قيم الشفافية وسيادة القانون.
سيادة الرئيس.. اعمل على أن تكون مصر دولة العلم والتعليم فلا يمكن لقاطرة التنمية أن تسير دون وقودها الأساسى، فلابد من تطوير التعليم ليعمل على عرس القيم التى تجعل الشباب مشاركا فى التنمية متمتعا باستقلالية الفكر والقدرة على الابتكار والتفكير النقدى واحترام الوقت واتقان العمل، كما هو الحل بالنسبة للبحث العلمى المستقل، فكلاهما يجب أن يرتبطا بالمشروع الوطنى للتنمية ومتطلبات دولة الرفاهية.
عليك أن ترسى دولة العدل والمساواة، دولة الأخلاق والقيم الإنسانية من أجل تفادى انهيار منظومة القيم وانتشار السلبيات وفوضى المجتمع وظهور ثقافة الفساد والعنف والكراهية والطائفية، مما يؤثر سلبا على برامج الإصلاح السياسى، والاقتصادى، والاجتماعى، فإن الاهتمام ببرامج الإصلاح القيمى والأخلاقى أمر ضرورى لإمكانية تفعيل برامج الإصلاح المختلفة.. سيادة الرئيس.. احرص على استقلال القرار الوطنى، فإن العلاقات بين الدول تقوم على أساس الندية ورعاية المصالح المشتركة والتعاون المتبادل وتبادل المنافع، وذلك فى إطار من الاحترام والسيادة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، واليقين بأن العداء لا يدوم ويمكن أن تتحسن علاقات دول بأخرى بعد جفاء وفتور.
سيادة الرئيس.. هذا بعض من كل أمالى فى سيادتكم، وفقكم الله فى الخروج بمصر إلى بر الأمان عبر قيادة حكيمة فى مرحلة فارقة من عمر الوطن.