الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إقرار الدستور قضى على أحلام الرجعيين وخفافيش الظلام




كتب- مجدى الكفراوى

أكد الشاعر الكبير سيد حجاب فى اللقاء الفكرى الذى أقيمت ندوته بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب: على عشق مصر هذا الوطن الذى نحلم به حرًا مستنيرًا عادلاً.

وقال إن قدر مصر منذ مطلع التاريخ هو الاستجابة للتحديات، التى واجهتها مصر بإجابات مبتكرة وبإبداع عظيم، وقد حدث هذا فى مطلع التاريخ حيث فرض النيل الشرس تحديه على المصريين، ولكن استطاع المصريون أن يروضوا مجرى النهر، وصنعوا أول حكومة مركزية فى التاريخ وأول حضارة عظمى فى تاريخ البشرية وأول إبداع إنسانى فى ملك الله.

ولقد عاد هذا التحدى وفرض نفسه على مصر من جديد فى العصر الحديث والمعاصر، فقامت ثورة 1919 ثورة الحريات، وثورة 1952ثورة العدالة الاجتماعية، وجاءت ثورة 25 يناير لتدمج شعارات الثورتين فى شعار«عيش حرية وعدالة اجتماعية» فالمصريون ابتكروا هذا الشعار الشديد الدلالة.
لقد عبر الاستبداد السابق والأسبق، الطريق أمام مصارحة المصريين لأنفسهم، رجالا ونساء شيوعيين وسلفيين، لقد جاء دستور 30 يونيو خارطة الطريق نتيجة هذه المصالحة، لقد مرت مصر بمشروعين عظيمين أولهما مشروع النهضة التى أرادها مع على وحاول أن يستكمله من بعده حفيده إسماعيل، لولا المؤامرات التى قامت بها الدول الاستعمارية الكبرى للسيطرة على مصر.

وجاء المشروع الثانى وهو تأسيس مصر الحرة النامية العادلة فى عهد عبد الناصر، وكاد ناصر أن يحقق هذا الحلم، لولا مؤامرة كسر مصر والعرب فى هزيمة 1967، أما المشروع القومى الثالث والذى يجب علينا جميعًا أن نلتف حوله، هو مصر حرة ديموقراطية فيها تداول للسلطة ، لنخطو بذلك قدمًا فى طريق الحداثة.

وعن الشعر واهتمامه بكتابة الأغاني، أكد أن الدارس للشعر العربى القديم سيجد أنه يندرج تحت إطار ما يسمى الشعر الغنائى، والمقصود أنه أحادى الصوت أى لا يحوى إلا صوت قائله، ولعل هذا ما دفعنى للاهتمام بكتابة الأغنية حتى أعود بها إلى عالمها الشعرى، وجميعنا يعرف أن أحد أهم الموسوعات فى تاريخ الشعر العربى تحمل اسم: «الأغانى للأصفهانى». وكاتبها يحاول أن يربط فيها بين الغناء والشعر، وكذلك الموشحات الأندلسية والمغربية، فالعلاقة بين الشعر والغناء هى علاقة أزلية وموغلة فى القدم، حيث ولد الشعر فى حضن الغناء فى حضن رعاة الإبل، وكذلك ولد الشعر الأوروبى. فالشعر ولد لصيقًا بالغناء، وكل دورى هو أننى عدت بالقصيدة إلى عالم الغناء، وليس هناك فرق عندى بين القصيدة التى تُلقى والقصيدة التى تُغنى.

وعن كيفية حفاظ الشاعر على شخصيته الشعرية ما بين الأصالة والحداثة قال حجاب: أن المسألة لا تأتى بقرار ولكن بأن يعيش الشاعر بصدق كل زمن مع من حوله، ولعل هذا يجعلنى أثير قضية شائكة وهى أزمة الأصالة والحداثة، بمعنى نأخذ كام فى المائة أصالة وكام فى المائة حداثة، ولعل هذا هو أننا لازلنا حتى الآن محل سرك لم نتحرك إلى الأمام، وبالعودة إلى الحضارات القديمة سنجد أن أصحابها انفتحوا على كل مدركات عصرهم من فنون وعلوم ، مثل أولئك الموسوعيين الذى سبقوا قيام الثورة الفرنسية ومهدوا لها.