السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خطة أمريكية روسية لرحيل الأسد




 
كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعمل مع روسيا حول خطة لرحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة على نموذج الخطة اليمنية.
 
وقالت إن الخطة تدعو إلى تسوية سياسية ترضى المعارضة السورية، وهدفها تطبيق عملية انتقالية على نموذج تلك الجارية فى اليمن.
وأن نجاح الخطة لتوسيع الأزمة فى سوريا رهن بروسيا الحليف الرئيسى لدمشق التى تعارض تنحى الأسد وسيعرض أوباما هذا الاقتراح على الرئيس فلاديمير بوتين الشهر المقبل خلال أول اجتماع لهما منذ عودة بوتين إلى الكرملين فى السابع من مايو.
 
وكشفت مصادر مطلعة لـ «روزاليوسف» أن قطر والكويت والإمارات طلبت عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب للرد على المجزرة التى ارتكبها النظام السورى والتى حدثت ببلدة الحولة بضواحى مدينة حمص السورية والتى راح ضحيتها العديد من المدنيين ومن ضمنهم عدد كبير من الأطفال، كما كشفت المصادر أن قطر طلبت أن يكون الاجتماع فى الدوحة بينما رجحت المصادر أن يتم عقده فى تونس وذلك لوجود وزراء الخارجية العرب لمشاركتهم فى منتدى التعاون العربى الصينى والذى سيعقد على مدار اليومين، كما أنه يتم الآن إعداد مشروع قرار من جانب الأمانة العامة يتضمن تدخلًا دوليًا لحماية المدنيين من الأعمال الوحشية والمجازر التى يرتكبها النظام السوري. وفى ردود أفعال مباشرة على مجزرة الحولة أدانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أمس الأول السبت المجزرة فى الحولة السورية معتبرة أنها «فظاعة» ودعت مجدداً إلى وقف إراقة الدماء فى البلاد.
وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها الدوليين لزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد و«أعوانه» بعد المعلومات بشأن مجزرة الحولة، مؤكدة أن «حكم القتل والخوف يجب أن ينتهي. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون ومبعوث المنظمة الدولية لسوريا كوفى عنان ان مجزرة الحولة التى اتهم معارضون سوريون النظام بارتكابها تشكل انتهاكًا «صارخًا ورهيبًا» للقانون الدولي.
 
واعتبر ان «هذه الجريمة الصارخة والرهيبة التى استخدمت فيها القوة فى شكل أعمى وغير متكافئ تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى ولالتزامات الحكومة السورية بوقف استخدامها السلاح الثقيل فى المدن (بوقف) العنف مهما كان وشدد على أن منفذى هذه الجرائم ينبغى محاسبتهم.
من جهته أعلن المجلس الوطنى السورى المعارض ان عنان اتصل برئيس المجلس المستقيل برهان غليون مندداً بالجريمة النكراء فى مدينة الحولة السورية ومؤكدًا أنه «سيطرح الموضوع بشكل قوي» أمام الرئيس الأسد.
 
وكان المجلس الوطنى السورى دعا فى بيان مجلس الأمن إلى «عقد اجتماع فوري» بعد المجزرة واتخاذ «القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري، تحت الفصل السابع (من ميثاق الأمم المتحدة) والتى تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة.
 
ودعا وزير الخارجية البريطانى وليام هيج إلى «رد دولى قوي» بعد هذه المجزرة واعرب عن نيته المطالبة باجتماع عاجل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة.
 
وقال هيج إن «أولويتنا فى مواجهة هذه الجريمة الرهيبة هى تحديد الوقائع والتحرك سريعًا للتأكد من كشف هوية المسئولين عنها ومحاسبتهم.
وأضاف باشرنا مشاورات عاجلة مع حلفائنا تمهيدًا لبلورة رد دولى قوى شملت مجلس الأمن الدولى والاتحاد الأوروبى والمنظمات المكلفة حقوق الإنسان داخل الأمم المتحدة.. وسنطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة.
 
من جانبها أدانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاثرين اشتون هول المعلومات التى تتحدث عن مجزرة وحشية ارتكبتها القوات المسلحة السورية فى مدينة الحولة.
 
وقالت «أدين بأشد العبارات هذا العمل الشائن الذى ارتكبه النظام السورى ضد مدنييه على رغم وقف اطلاق النار الذى تمت الموافقة عليه وبحضور مراقبى الأمم المتحدة.
 
وقالت أشتون إنه «على المجتمع الدولى مواصلة التكلم بصوت واحد لطلب إنهاء حمام الدم والمطالبة بتنحى بشار الأسد والسماح بانتقال ديمقراطى للسلطة. وادان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس «المجازر» التى وقعت فى الحولة بسوريا و«الفظائع» التى يتحملها الشعب السورى ودعا المجتمع الدولى إلى المزيد من التعبئة.
 
وقال فابيوس «أجرى فورًا اتصالات بهدف عقد اجتماع فى باريس لمجموعة دول أصدقاء الشعب السوري، مدينًا الانجراف الدامي» للنظام السورى نحو العنف. ودعا الحزب الاشتراكى الفرنسى الذى ينتمى إليه الرئيس فرنسوا هولاند المجتمع الدولى للعمل من أجل وقف المجزرة فى سوريا.
وكتب النائب جان كريستوف كامبادليس السكرتير الوطنى للحزب الاشتراكى المكلف بالمسائل الدولية فى بيان «إن الحزب الاشتراكى يدين بأكبر قدر من الحزم المجزرة التى ارتكبت فى مدينة الحولة.
 
وإن الاشتراكيين يستقبلون بارتياح قرار الحكومة (الفرنسية) اجراء اتصالات على الفور مع مجموعة أصدقاء الشعب السورى لجمعهم فى باريس بغية اتخاذ مبادرات لوقف مجزرة فى سوريا.
وان الحزب يطالب كل المجتمع الدولي، والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة خصوصًا، بالتحرك ويندد بمستوى الوحشية غير المسبوق لنظام بشار الأسد.
وطالب المعارض السورى هيثم المالح المجتمع الدولى بضرورة دعم الجيش الحر لانقاذ البلاد من المجازر التى يرتكبها نظام بشار الأسد بحق الشعب السورى الأعزل.
 
وقال: يجب أن يتحرك الجيش الحر فورًا لإزاحة هذا النظام من على كرسى السلطة واعتقاله وتقديمه للمحاكمة جراء الانتهاكات البشعة التى ارتكبها بحق هذا الشعب.
وفى رد فعل من جانب الجيش السورى الحر على مجزرة الحولة وجه العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكرى الأعلى دعوات لشن هجمات انتقامية ضد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، والدوائر الحكومية التابعة له.
 
وقال: أدعو كل محاربينا الجنود والثوار للقيام بهجمات انتقامية ضد قوات الأسد والشخصيات الرسمية.
 
فى هذا الوقت الذى أعلنت سوريا أمس أنها قامت بتشكيل لجنة عسكرية عدلية مهمتها التحقيق بمجريات مجزرة الحولة التى ذهب ضحيتها أكثر من 114 شخصًا بينهم 32 طفلًا على أن تقدم هذه اللجنة نتائج تحقيقاتها خلال مدة ثلاثة أيام.
 
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسى خلال مؤتمر صحفى: «شكلنا لجنة عسكرية عدلية وهذه اللجنة ستقوم بالتحقيق بكل المجريات وخلال ثلاثة أيام ستصدر نتائج هذه اللجنة».
 
ونفى بشكل قاطع مسئولية النظام عن ارتكاب مجزرة الحولة وادانتها لهذه المجزرة الارهابية.
أعلنت سوريا ان المبعوث الدولى المشترك كوفى عنان المكلف بحل الأزمة السورية سيصل دمشق اليوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسى إن وزير الخارجية (السورى وليد المعلم) تحدث عن عنان ووضعناه بصورة ما جرى بالتفاصيل ( فى الحولة) وصورة التحقيق الرسمى السورى الذى يجرى حاليًا.
 
وأدانت تركيا بأشد العبارات مجزرة الحولة.
 
وأكدت انها جريمة شنعاء ضد الإنسانية تستهدف العقاب الجماعى للشعب السورى ولا تفرق بين الأطفال والنساء وكبار السن، وهى دليل دامغ آخر على وحشية وقسوة وانعدام شرعية النظام السوري.
 
واعتبرت ان ذلك «يفرض على البعض القطع مع سياسة النأى بالنفس عن سياسة الحوار التى ينتهجونها منذ بداية الأزمة والمسارعة إلى الإقدام على خطوات سياسية جريئة تعيد الخيوط إلى الداخل السوري. يأتى ذلك غداة مقتل 24 شخصًا بينهم ثلاثة فى محافظة أدلب ومواطن بمدينة حماة وثلاثة مدنيين بينهم سيدتان فى ريف درعا ومواطن فى عربين وتسعة أشخاص فى ريف حمص و5 مواطنين بينهم سيدة فى دمشق ومواطنان فى ريف حلب.
 
فيما ارتفع عدد شهداء مجزرة الحولة إلى 114 بينهم نحو 32 طفلًا بعد أن تم تسليم المزيد من جثامين الشهداء بوجود المراقبين والعثور على جثامين آخرين أمس.
أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين عن استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن بسبب ارتفاع وتيرة العنف فى بلادهم خصوصًا من مدينة حمص والتى تقع شمال سوريا، وأرجع ممثل المفوضية بالأردن أندروهاربر سبب تفضيل السوريين للأردن على دول الجوار الأخرى وقطع مسافات طويلة رغم الظروف الأمنية الصعبة إلى ما يتمتع به الأردن من أمن واستقرار إضافة إلى حسن الضيافة رغم أن محافظة حمص أقرب جغرافيًا إلى لبنان وتركيا.
 
وقال إن عدد المسجلين لديها تجاوز 20.5 ألف لاجئ، مشيرًا إلى أن عدد طالبى اللجوء حاليًا فى تصاعد مستمر ويقدر بحوالى 3 آلاف شخص وقدر هاربر عدد المحتاجين للمساعدة ما بين 30 و60 ألف شخص. ووصف الناطق باسم تجمع أحرار حمص أبو الفدا الأوضاع الإنسانية فى المحافظة بالمتردية للغاية، وذلك فى ظل وجود نقص كبير في المواد الغذائية والطبية.
وإن أهالى حمص يعانون بشدة بسبب محاصرة قوات الجيش النظامى لمحافظتهم التى لا تزال تتعرض للقصف بقذائف الهاون والصواريخ حتى الآن.