الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فرنسا وبريطانيا يتهمان السلطات السورية بارتكاب مذبحة الحولة




 
روايات متضاربة وبيانات مختلفة قدمها مندوبو الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولى حول أحداث المذبحة التى وقعت فى بلدة الحولة السرية السبت الماضى، وراح ضحيتها 108 أشخاص، من بينهم 49 طفلا.. مندوبا فرنسا وبريطانيا فى مجلس الأمن اتهما السلطات السورية بارتكاب المذبحة، فى الوقت الذى قال فيه السفير الروسى إن حقيقة الأحداث التى شهدتها البلدة السورية يكتنفها الغموض، ونفى اتهام رئيس بعثة المراقبين الدوليين فى سوريا للسلطات الحكومية بأن يكون لها دخل فى وقوع المذبحة.
 
أما السفير السورى الدائم بالأمم المتحدة فقد اتهم السفيرين البريطانى والفرنسى بالكذب، وحذر من أن بلاده تواجه نفس الظروف التى عاشتها الجزائر فى تسعينيات القرن الماضي، بعد إلغاء نتيجة انتخابات البلديات والتى حققت فيها جبهة الانقاذ الإسلامية فوزا كاسحا.
 
نائب السفير الروسى لدى الأمم المتحدة ألكسندر بانكين، قال «إن الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين فى سوريا لم يتهم الجيش السورى بارتكاب المذبحة التى راح ضحيتها 108 أشخاص، من بينهم عدد كبير من الأطفال، كما أن الظروف التى أدت إلى أعمال القتل فى حولة غير واضحة أو غامضة، فهناك عمليات قتل تمت بواسطة اطلاق النار من مسافات قريبة للغاية، وصاحبها اعتداءات جسدية شديدة مثل قطع الرءوس وفصلها عن الأجساد».
 
وأضاف السفير الروسى: «مازال من غير الواضح ما الذى حدث، ما الذى أثار ذلك؟ نفهم أن قرية الحولة لم تكن خاضعة لسيطرة القوات الحكومية، كما فهمنا أنه كانت هناك مظاهرة محلية فى إحدى مناطق القرية، وأن إطلاق النار والقصف قد بدآ بعد ذلك كما يزعم. ومن الحقيقى أن الجنرال مود قد وضع الأدلة على أن الدبابات كانت هناك، كما تم استخدام المدفعية الثقيلة هناك، إلا أن الجنرال مود لم يربط بشكل مباشر بين القصف وأعداد القتلى، كما حدد أسباب الموت فى أربع فئات من بينها إطلاق النار  من مسافة قريبة، والإيذاء البدنى الشديد، والموت بسبب الشظايا، وذخائر المدفعية».
 
 
وأكد السفير الروسى أن الجنرال مود لم يقدم أى إحصاءات بعدد القتلى نظرا للظروف التى تم فيها إرسال دوريات البعثة إلى المنطقة، والتى لم تمكن المراقبين من رؤية كل الجثث، حيث إن بعضها كان قد تم تكفينه وإعداده للدفن، وكان بعضها الآخر قد دفن بالفعل، قبل وصول مراقبى الأمم المتحدة إلى القرية المنكوبة.
 
 
وشكك فى صعوبة تخيل قيام الحكومة السورية بالقصف، وإطلاق النار عن مسافات قريبة على أكثر من 40 امرأة، وأكثر من 30 طفلا دون سن العاشرة، مؤكدا «وجود طرف ثالث أو قوة ثالثة، أو قوى خارجية، تسعى الى التدخل العسكرى، مشيرًا إلى وجود حاجة إلى المزيد من التحقيقات ذات المصداقية».
 
أما السفير بشار الجعفرى مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، فقد قال إن ما وقع فى بلدة حولة يعيد الى الأذهان أحداث الجزائر عام 1990، حيث أدت عمليات قطع الرءوس إلى حرب أهلية راح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب الجزائرى».
 
وأوضح السفير السورى فى تصريحات إلى الصحفيين «أن من يقفون وراء عمليات قطع الرءوس هذه، يهدفون أيضا إلى زيادة حجم بعثة المراقبين الدوليين فى سوريا وإلى زيادة عسكرة الصراع، وتدويل التحقيقات الجارية بشأنه، وربما فى مرحلة لاحقة استحضار المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو».
 
لكن نائب المندوب الفرنسى الدائم لدى الأمم المتحدة مارتين بريان رفض التعليق على تشبيه المندوب السورى لما حدث فى بلدة حولة بالحرب الأهلية فى الجزائر فى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وقال إن مسئولية حماية المدنيين تقع فى المقام الأول على عاتق الحكومة، مشيرًا إلى أنه من غير المؤكد ما إذا كانت حولة تخضع لسيطرة القوات الحكومية.
 
وفيما يتعلق بحقيقة إحاطة الجنرال مود فى جلسة المشاورات المغلقة لمجلس الأمن، قال نائب السفير الفرنسى مارتين بريان إن «ما جرى فى بلدة حولة من وجهة نظرنا لم يكن أمرا غامضا».
 
وتحدث نائب المندوب الفرنسى الدائم لدى الأمم المتحدة السفير مارتين بريان عن احاطة الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين فى سوريا، مشيرا إلى أنه قال إن المراقبين تمكنوا فى بدة حولة من رؤية 108 «ضحايا المذبحة»، من بينهم 49 طفلا.
 
وأضاف ممثل فرنسا قائلا: «بهذه الجرائم، فإن نظام بشار الأسد يغرق سوريا بشكل أكبر فى الأهوال والفوضى، ويهدد الاستقرار الإقليمي، كما ينتهك مرة أخرى التزاماته  بموجب القانون الدولى، والقرارين 2042 و2043، وخطة كوفى عنان. إن ذلك ليس مقبولا».
 
وشدد السفير الفرنسى على أن المجلس بعث برسالة وهى «أن النظام السورى لا يمكنه مواصلة انتهاك التزاماته، لأنه يهدد خطة المبعوث الخاص المشترك كوفى عنان، كما بعث برسالة ثانية وقوية، وهى التأكيد مجددا على دعمه التام لعنان، ورحلته المرتقبة لدمشق، ولبعثة الأمم المتحدة للإشراف فى سوريا».
 
وفى المقابل، اعترف مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة مارك ليال جرانت بأن الجنرال مود أوضح فى احاطته الى أعضاء مجلس الأمن بأن الظروف التى أحاطت بمذبحة حولة اكتنفها الغموض.لكن السفير البريطانى استدرك قائلا للصحفيين «إن ذلك لا يهم، فقد كان من الواجب على سوريا أن تعيد الدبابات الى ثكناتها، وأن تتوقف عن استخدامها».
 
ووصف السفير بشار الجعفرى مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، تصريحات السفيرين البريطانى والفرنسى بأنها عبارة عن «تسونامى من الأكاذيب».
وقال: «إن التصريحات لتى قالها بعض أعضاء المجلس حاولوا بها تضليل الصحفيين بالقول إنهم يستندون فى توجيه الاتهام للحكومة إلى أدلة، مؤكدا أنهم مخطئون، ويضللون الصحفيين، ومؤكدا أنه لا الجنرال مود أو أى شخص آخر قد أخبر مجلس الأمن خلال الجلسة غير الرسمية أنه يلقى اللوم على الحكومة السورية عما حدث فى الحولة.