الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كيف تربين ابنك ليصبح رئيسا للجمهورية»؟.. حملة لصناعة الشخصية القيادية




ركب طفل مركب داخل النيل وربط حجرة فى حبل ومد الحبل فى النيل وعندما عاد قام والده بتعنيفه على فعلته بشكل قاسى، وبسؤال الطفل عن سبب مااقوم به أخبر والده أنه يريد أن يعرف عمق النيل.. المفاجأة أن هذا الولد بعد 25 سنة صار عالم فيزياء متميزاً.

فما يقوم به الطفل - من وجهة نظر كثير من الأمهات والآباء- من أعمال تخريب وشقاوة هو فى الحقيقة مجرد تجارب يكتشف بها الطفل ماحوله لينمى خبراته، فكل طفل يولد ولديه كل مقومات الشخصية الناجحة داخل عقله على هيئة ملفات مخبأة ومع الوقت يفتح الطفل هذه الملفات دون أى تدخل من أحد.. هكذا شرحت هنا رضوان فكرتها عن التربية خلال ندوة كيف تصنع من طفلك رئيسا للجمهورية؟ بإحدى دور الحضانة بمدينة نصر.

بدأت المدربة بسؤال الحضور عن ماهى صفات رئيس الجمهورية أو الشخصية القيادية فأجاب المتدربون الثقة بالنفس، الحكمة، قوة الشخصية، القدرة على اتخاذ القرار، قوة الخطابة وغيرها من الصفات.

ثم سألت الأمهات عن دورهم فى حياة أطفالهم فجاءت الإجابات القدوة، الآمان، الحنان، المسئولية، الرعاية، الاحترام. أما السؤال الأخير فكان عن مايتبادر إلى الذهن عندما يذكر كلمة طفل وهنا رد الحضور عجينة صلصال، كائن ضعيف، براءة، تربية، توجيه، فرحة، أمل.

ومن هذه الإجابات التقطت المدربة طرف الخيط لتنتقد نظرة الأمهات للأطفال فكل ماتبادر لذهنهم هو توجية الأطفال وتربيتهم، ووصفت تلك النظرة «بالدونية» فالطفل فى اعتقادهم مخلوق ضعيف مخرب يسبب الفوضى.

ثم شرحت هنا فكرتها فى التربية على هيئة مثال قائلة:» عندما يشاهدك طفلك تأكلين تفاحة حمراء ثم يشاهد فى يدك فى اليوم الثانى كوباً أحمر فسوف يصمت لبرهة، فى هذا الوقت هو يقوم ببعض العمليات المعقدة لفتح أحد الملفات للربط بين نفس اللون فى شكل مادتين مختلفتين».

وتحذر المدربة من التدخل والحديث للطفل فى هذه الفترة الحرجة وحتى يفقد الطفل تركيزه؛ وذلك لأن تدخلك من أجل تعريفه أن هذا كوب نشرب فيه مثلا يشوش عليه تفكيره ويبعده عن فتح الملف بالتالى تضيع عليه فرصة كبيرة ربما لاتتكرر.

وفى الأسطورة اليونانية القديمة يٌحكى أن مجموعة من الأشخاص يبنون برجاً وكلما قرب انتهاء البرج جاءت الأرواح الاشريرة لتهدمه وتكرر الحال أكثر من مرة حتى توقف الأشخاص عن بنائه، وضحت المدربة أن الأشخاص هم الأطفال الصغار فى طريقهم لفتح الملفات التى خلقها الله داخلهم أما الأرواح الشريرة فهم المربون ومع كل مرة يفشل فيها الطفل يفقد اهتمامه حتى يتوقف تماما عن بناء البرج.

وأشارت هنا إلى الدور المطلوب من الأمهات القيام به قائلة:» أحيانا يأتى طفلك ليسألك سؤال يقف فى طريقه خلال فتح الملف، قدمى له المعلومات الصحيحة ولاتنزعجى من السؤال حتى لو كان أكبر من سن الطفل». فإذا سألك طفلك لماذا تنجب الأمهات ولا ينجب الآباء؟ أى أم ستتهرب من الإجابة رغم أن بإمكانها الرد على هذا السؤال بكل سهولة قائلة أن كل أم تمتلك كيس يطلق عليه «الرحم» ينمو داخله الطفل بعيدا عن الطعام والشراب أما الآباء ليس لديهم هذا الكيس.

وتعد هذه المحاضرة جزءاً من حملة برعاية إحدى دور الحضانة بمدينة نصر تهتم بالأطفال من سن الولادة حتى سن السادسة من أجل مساعدة المربين لمعرفة أسرار إنشاء جيل من الأطفال الأقوياء السعداء ليصبحوا رواد المستقبل، حيث يؤمن القائمون عليها أن هذه الفترة فى عمر الطفل والتى تسمى بـ «المرحلة الذهبية» هى مرحلة فارقة تستطيع أن تؤثر على شخصية وتفكير الطفل.