الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

في ندوة عن الحركات عن الحركات الإسلامية: الإخوان جماعة متهالكة




كتبت- سوزى شكري

فى ندوة «مكتبة الأسرة» حول كتاب حسام تمام «الحركات الإسلامية فى العالم»، تحدث منير أديب وأحمد بان، لتحليل العمل وتقديم قراءتهما النقدية.
قال منير أديب: تمام كان باحثا لا يجرى مع الموجة، وعايش الحركة الإسلامية مما دفعه الى قراءة هذه الحركة من بعيد، وكان يصدق او لا يصدق
الخبر بناء على معايشته للحدث، والتأكد من صدق الحركة، كان فى بعض الفترات يذكر وجهة نظره ثم ينتقد ما توصل إليه وهو ما يعنى أنه يحاول فهم الظاهرة، وكان يرى أنه لا توجد مسلمات فى العمل السياسى ولكن وجهات نظر.

كان ينتقد رأيه من واقع معلومات يذكرها فى السياق، وهذا العمل كتب فى ثلاث سنوات من واقع معايشة للحركات الاسلامية فى دول زارها المؤلف.. ويأتى الكتاب فى شكل مقالات نشرت فى الصحف ثم جمعت والكتاب يعد نواة لعمل بحثى كبير يتناول الحركات الإسلامية بشكل أكثر تفصيلا وكان يتناول التجربة التركية فى مقالات بينما مجال البحث يتسع لذلك، ويحتوى الكتاب على  26 عنوانا وكل عنوان يستحق أن يكون كتابا منفصلا.

وانتقد منير أشياء وصفها بالسلبية فى مادة البحث فلم يكن هناك ما يسمى بالترابط الفكرى بين ما كتب ذلك لأن هذه المعايشات كتبت فى أوقات وأزمان مختلفة فهو حين يزور تركيا يكتب دراسته بالروح وينشر الدراسة وتمر شهور ويزور موريتانيا ويرصد طبيعة الحركة الاسلامية بروح أخرى.

ووصف منير الكتاب بأنه أشبه بالتجميع لعدة أرواح، الأبحاث تم ترتيبها بشكل معين ثم أخذ الترتيب اشكالا أخرى فهو يتحدث فى دراسة عن أيمن الظواهرى ثم المغرب ونفاجأ بدراسة عن وجود الجهاديين وارتباطهم بالقاعدة بينما يمكن تجاور الأبحاث المتشابهة.

اعتمد الكاتب على فكرة المعايشة فى زياراته الى الشرق والغرب من خلال مؤتمراته التى سافر اليها وجعلته يشتبك مع قادة الحركات الاسلامية ومن ضمن الاشياء التى أحسن كتابتها «السلفيين» وتميز فيها وفى غيرها من المناطق ومن الأمور التى تبدو مهمة ان تمام توقع اشياء فى بزوغ التيار السلفى نلمسها الان، فتوقع أن يصل التيار السلفى الى مجال اوسع وارحب وان يحتل مكان الإخوان.

والتيار السلفى لم يقع فى دهاليز السياسة التى تجبر اصحابها على الاعتذار وكان يرى أن الاخوان جماعة متهالكة لانها استغرقت نفسها فى التنظيم والتنظيم تهرب منه الكفاءات ويحارب أى فكرة لا تسير على النسق العام وتبدو الجدلية فيمن يكون له الغلبة.

وهناك من يرون ان العالم والفيلسوف هو من يضع الخطوط الرئيسية للتنظيم وبالتالى فمن حقه ان يتمرد عليه بينما لا يوجد فى التنظيمات الإسلامية مفكرون لانه لا يسمح لأحد بالتمرد على افكاره، ومن يقترب من التنظيمات الإسلامية يعرف أنها توجه سهام النقد اللاذع والتنظيم لا يقبل النقد وعلى الأتباع والحواريين السمع والطاعة.

ولم يتصور أحمد بان أن يجلس للحديث عن حسام تمام الذى وصفه بأنه علامة للبحث فى الحركات الاسلامية واسس لأجيال كثيرة، وعايش الاخوان وقرر أن يكون باحثا وليس حركيا وقدم قراءة اقتربت من هذه الظاهرة واختلطت فيها الجوانب الحركية بالدراسة الاجتماعية وهو من العلامات البارزة رغم عمره المحدود، وحاول التطواف فى كل الحركات الاسلامية ليقم دراسة بانورامية.

وقال إن الكتاب احتوى على 26 مقالًا هى أقرب الى دراسات تحليلية وكانت البداية من المغرب التى تعرضت لحركة العدل والاحسان وهى حركة تتميز بالمعارضة السياسية الهادئة وتختلف لديها الرؤية بالممارسة. وقد تحدث عن رؤية وأحلام هذه الحركة فى مجتمع ملىء بالحركات.

وتطرق المؤلف فيما بعد الى تجربة موريتانيا داخل مجتمع يحتوى مليون شاعر والمناخ الصوفى المتركز فيها وتحدث عن محاولة التوفيق بين أهل الفكر والتصوف لقطع الطريق عن التصوف.

وتجربة المغرب العربى تتميز بدرجة عالية من النضج والتوافق وادراك التغييرات الاجتماعية وتجربة مختلفة حين تحدث عن حركة التوحيد والاصلاح التى انتبهت مبكرا الى أن مسار الاصطدام والعنف مع الدولة لن يؤدى الى شىء خصوصا مع صيغة ولاية أمير المؤمنين، وهى تجربة مختلفة تفصل بين ما هو دينى ودعوى.