مخاوف التقارب السياسى
أحمد محمد جلبى
أحمد محمد جلبى
ثمة أمور لا يمكن انجازها إلا إذا اتحدت عناصر النخبة الحاكمة على هيئة ما: مثل التكتل المتماسك، الذى هو عرضة لاختبارات متلاحقة واعادة النظر فى جدواه وافراده ومهامه وسنلاحظ أن التكتل الذى استمر من 30/6 إلى الآن صادف مشكلة كادت تطيح به هو خروج الدكتور البرادعى منه دون سابق انذار قاصداً تفكيكه بعد أن تم استقطابه من جماعة الإخوان الخوارج فى تلك المباحث الجانبية التى سبقت فض رابعة بالقوة والتى فشل فيها فى تغليب مصالح الجماعة على مطالبات القوى الوطنية فما كان منه الا أن حاول نسف حكومة الانقاذ من الداخل ورغم تلك المحاولة البائسة والتى اضرت وكشفت عمالة البرادعى للقوى الغربية بل حتى ارجعت الذاكرة لتآمره على العراق فى السابق فقد لفتت الانظار ايضا لمخاوف حدوث ذلك مرة بعد مرة اثناء تكوين التكتل السياسى التى يناط بها تحمل مسئوليات الحكم فى المرحلة المقبلة 6 ابريل ذهبت إلى تيار الخوارج الإخوان وانشقت عن التحالف الشرعى للبلاد (الانقاذ + الجيش + الشرطة + القضاء + الاعلام والمثقفين + الشعب الذى خرج 30 يونيو إلى 3/7 وتفويض القضاء على الإرهاب 27/7 وجماهير استفتاء 14 يناير على الدستور).
نحن إذن أمام تحالف معادى ومقابل يستقطب كل من يشرد أو لم يحسم أمره بعد ويتخذ من عمليات التظاهر والتخريب والتفجير لتسخين الحالة وصهر التكتل داخله واعداً بمكاسب لكل من شارك فى هذا يسعى إلى ضرب البنية التحتية لمصر ويزرع ألغاماً فعلية وسياسية ويزيد من مساحة التدخل الدولى والضغط على الحكومة التى تقف شبه عاجزة عن المواجهة الحل الأمنى لن يكون ناجعاً إلا إذا صاحبه تحرك وتكتل سياسى على الأرض فلا زال التحالف الشرعى الذى يحكم البلاد بعيداً بثلاث خطوات للخلف عن تحالف الإخوان والصهيونية الغربية وجماعات طابور الإرهاب والتجسس والتى تحاول الوصول إلى استمرار الأوضاع الاقتصادية المتردية إلى اطول فترة ممكنة بل حتى تخليق كارثة غذائية دون النظر إلى حالة المجتمع ومدى تضرره من تلك الممارسات الاجرامية ولابد أن الأجهزة الأمنية قد رصدت ذلك التعاون التطبيقى وتهريب السلاح والذخيرة والآثار والتقارير التى تروح للاعلام والخدمات السرية مع العلم أن القيادات السياسية الحزبية تريد أن تضع حداً للصراع الحالى والوصول إلى استقرار مصر وشل كل الايدى الخفية التى تلعب فى الأمن بصفة عامة مع تبنيهم فكرة المساعى الحميدة لحفظ الاوضاع من التدهور كأحد الأدوات لفض صراع شحن الشارع مع اعترافهم أن جماعة الإخوان متنصلة من كل المبادئ أو الالتزامات الاخلاقية أو الوطنية إلا أنهم لا يزالون يأملون فى جرهم إلى الدخول مجدداً إلى العملية السياسية البرلمانية وفى ذلك لا يختلفون كثيرا عن المغيبين اتباع حركات «الليبرال» المناهضين للدولة لذلك ونحن على اعتاب مرحلة جديدة خاصة أن رئيس الجمهورية المؤقت حدد ميعاداً لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، نحن ننتظر المشير السيسى ليعلن رسميا موقفه فالنداءات المتكررة والمطالبات الشعبية تريده فى موقع المسئولية وتزكيه وهى أقرب للتعاون معه للمرور بالبلاد من محنتها المتشعبة التى أنهكت العباد فالتكتل السياسى الواجب تدعيمه اليوم بالشباب والكفاءات المدنية وخبرات القوات المسلحة فى التنمية البشرية مفتاح المرور إلى المستقبل نحن نحتاج إلى حازم جازم صريح وليس سياسياً متلوناً يغير مواقفه بين كل لحظة والساحة فقيرة لرجل مثل عبد الفتاح السياسى الذى يستطيع إعادة التوازن بعد أن دمره الإخوان بأفعالهم الإجرامية.
باحث - معهد البحوث والدراسات الافريقية