الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«السيسى سبايسى»!




إذا كنا نعلم أن نبأ اقتراب المشير عبد الفتاح السيسى من «كرسى الحكم» قد ألهب آذان الإخوان، لاسيما مع علمهم القاطع بأنهم وراء كل الظروف التى دفعت الشعب الى مناداة «السيسى» بالترشح، وتيقنهم بأنهم أهدوا السلطة على طبق من الذهب وبغباء منقطع النظير لمن وجد فيه الشعب مخلصاً ومنقذاً له من حقبتهم السوداء، ليضيعوا فرصتهم التاريخية التى حصلوا عليها بالضغط على المجلس العسكرى والحشد ضده اثناء توليه مقاليد إدارة الأمور فى البلاد، إذا بات واجباً علينا أن نغير استراتيجية حديثنا عن الجماعة فى الفترة القادمة، غاضين البصر عن كل تصريحات قياداتها أو تحالف دعم «الإرهاب» الذى يقف وراءها، لنتحدث فقط عن أحلامنا بغد  أفضل لمصر نتنفس فيه الشفافية والديمقراطية، حتى يعى المصريون أن حالهم لا يسير من سيئ إلى أسوأ.
ولكى ننحى «الخرفان» جانباً من سياق الحديث بعد أن عاقبهم المصريون على مدار الاسابيع الماضية بـ«حقن الشرعية» التى أضفوها على 30 يونيو فى صناديق الاستفتاء وميادين «ذكرى الثورة»، يجب علينا أن نقرأ المشهد المصرى قراءه جديدة بعدما تيقنا من اسم الفائز  فى سباق «الرياسة» المنتظر، خاصة وأن الأيام الماضية شهدت تحولاً جديداًَ فى الساحة المصرية بعد تلويح «السيسى» بترشحه للانتخابات الرئاسية وتأييد المجلس العسكرى لتلك الخطوة، إذ بدأت معركة «تكسير عظام»  يخوضها الآن عدد من رموز السياسة المصرية ممن يتعاملون بمنطق «عبده مشتاق»، هؤلاء الذين تذوقوا نبأ ترشح «السيسى» بـ«نكهة حارة» كادت أن تخرس ألسنتهم، لنجد أنصارهم يوجهون النقد لـ«المشير» بطريقة لا نعى منها سوى قدر «النفسنة» التى تملأ نفوسهم.
هؤلاء «المشتاقون» هم من وجهوا أنصارهم الى التعامل مع الموقف بهذه «النفسنة» أملاً فى أن تعود أسماؤهم إلى الساحة، بعد أن وجدوا أنفسهم يفقدون البريق الذى منحتهم لهم الحقبة السوداء التى عاشتها مصر بين «25 يناير و30 يونيو»، ليكون ظهور «السيسى» لهم بمثابة الضربة القاضية التى تحول أحلامهم وآمالهم إلى أنقاض، حتى أخذ هذا «البريق الكاذب» الذى يحيط بهم لون «الصدأ» الذى أصبح يأكل اسماؤهم يوماً بعد يوم.
حديثى - اليوم - لا يخص أسماءً مثل سامى عنان أو حمدين صباحى أو أى «مشتاق» يستقبل نباح أنصاره هجوماً ونقداً فى «السيسى» بصمت بالغ بل بسعادة «الحاقد»، ولا يمس أيضاً كل «مطبلين الزفة» الذين يسعون – قل «يتمحكون» - بكل ما أوتوا من قوة بحثاً عن دور فى المرحلة القادمة، ممن وجدوا فى تأييد «السيسى» سبوبة تجعلهم يعودون إلى المشهد، بعد أن أجبرتهم الأيام على أن يجلسوا فى منازلهم مرتدين «البيجامة» بلا عمل أو دور يذكر.. أيها المشتاقون و«كدابين الزفة»، كافكم عبثاً ونباحاً، واعلموا أن اسمائكم ستظل كما هى كماً مهملاً مهما حاولتهم «تعريضها» بكل السبل.. كفوا عن هذه «النفسنة» التى زكمت رائحة أطماعها أنوف المصريين.. وشاركونا الحلم فى «مصر أفضل». مصر خالية من «المشتاقين» و«الكدابين»!