الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

توحيد خطبة الجمعة




جاء قرار وزير الأوقاف بتوحيد خطبة الجمعة فى المساجد ليغلق الباب أمام بعض من يصعدون إلى المنابر من التيارات السياسية المختلفة يروجون لأفكارهم ودعوتهم الخاصة بهم..القرار وإن كان تنفيذه صعبًا على أرض الواقع ولكنه يحد من الحديث فى الأمور السياسية.. المنابر هى مطلع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. وكان عليه أفضل الصلاة والسلام إذا صعد المنبر ظهرت عليه بعض العلامات والتى تشير إلى رهبة الموقف والحديث إلى الناس، ولم يكن الرسول الكريم يوجه انتقادًا لاحد باسمه أو يشيرإلى شخص معين من الجالسين وانما كان يقول ما بال أقوام تقول كذا أو تفعل كذا.. هذه هى إشاراته لمن يستمعون إليه فى الخطبة.
وفى العام الماضى شهدت العديد من المساجد والتى هى بيوت الله فى الأرض يلجأ إليها الناس لكى يشعروا بالسكينة والاطمئنان لأنهم فى الأصل يلجأون إلى الله داخل بيته وهو المسجد.. رأينا ما حدث بين المصلين والعديد من الخطباء والائمة سواء كانوا دعاة من الأوقاف أو الجمعية الشرعية أو الإخوان المسلمين. يصعد الخطيب فيحمد الله ويثنى عليه ويصلى على رسول الله عليه الصلاة والسلام ويتحدث فى الأمور السياسية ويتطرق إلى أحوال البلاد فيضطر إلى الوقوف بجانب من ينتمى إليه من التيارات السياسية سواء كان رئيسًا أو مسئولين أو شخصية عامة ومن الممكن أن يهاجم هؤلاء الأشخاص أيضًا إن كان ضد فكرهم وبالتالى فإن الحاضرين من المصلين غير راضين عن ذلك فمنهم المؤيد للخطيب والمعترض عليه.. ويتمادى الخطيب حتى يجبر أحد المصلين أو بعضهم من الوقوف داخل المسجد بل يتعدى الأمر إلى ارتفاع صوت المصلين اعتراضًا على الخطيب ومن الممكن ان يتم جذب الإمام من المنبر والتعدى عليه داخل المسجد.
لم تحدث هذه الأفعال الشائنة داخل بيوت الله إلا العام الماضي.. لم أر فى سنوات عمرى كلها هذا التعدى السافر على بيوت الله وهى المساجد إلا السنة الماضية فقد كنا نذهب إلى المساجد نصلى ونسمع الخطبة ونكن كل التقدير والإجلال للإمام الذى من المفترض انه يقف مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الوضع الآن فى المساجد بدا فى  حالة استقرار بعدما قويت الدولة وذهب إلى غير رجعة من يستخدمون بيوت الله فى اغراضهم السياسية..ولكن ما اريد أن أقوله ان فكرة توحيد الخطبة على مستوى المساجد لن تكون مجدية بعض الشيء خاصة أن كل مجتمع وكل محافظة مرتبطة بأحوال من يعيشون فيها، فمثلاً الخطبة فى جاردن سيتى لا يمكن ان تكون مثل الخطبة فى إحدى القرى والنجوع البعيدة فى صعيد مصر فالظروف مختلفة بين الناس.. ولكن الأهم هو غرس التقوى والإيمان فى قلب الإمام ومساندته ماديًا، وتصحيح فكره والتوضيح له بانه يقف فى موقف عظيم الشأن ألا وهو مطلع رسول الله..فإذا استطاعت الوزارة تنفيذ ذلك فقد نجحت فى خروج المساجد من المعادلات السياسية التى لا تليق ببيوت الله.
وأخيرًا جهد مشكور لوزير الأوقاف النشط محمد مختار جمعة وننتظر منه المزيد بشأن الملف الدعوى ومحاربة الفكر المتطرف والارتقاء بأئمة ودعاة الأوقاف.
[email protected]