الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بهاء طاهر:رجال الدين غير مؤهلين للحكم على الإبداع




قال الروائى الكبير بهاء طاهر: فى جميع العصور يقال عن الحرية كلام انشائى جميل، لكنه لا يطبق أبداً، فيتم التغنى بالحرية كثيراً ولا يعمل بها إلا قليلا، وإذا تم تجسيدها فى شكل قوانين تلحق بها كلمة «فى حدود القانون» وهى فى حقيقة الأمر تجب ما سبقها، والمفارقة أنه عندما ألغيت الرقابة على النشر فى التسعينيات، وقيل إن رئيس التحرير هو المسئول الوحيد عن ذلك، كانت الرقابة أشد لأنها أوكلت هنا إلى الرقيب الداخلى له.
وأضاف خلال الندوة التى أقامها المقهى الثقافى  حول «حرية التعبير»:  الحرية هى نبض الإبداع دونها يموت ويلجم المبدع عن الإفصاح عما يجول بخاطره، وأنا أكتب وأمارس حريتى المطلقة ولا أضع حدوداً لرؤاى كيلا تخترق المحاذير أو التابوهات ومع ذلك لا أحاول أن أكون صدامياً وهذا طبعى فى الحياة، فالكتابة تعكس صورة مصغرة للكاتب فى واقعه المعاش، ولكن الأهم من ذلك أن يخرس الكاتب الرقيب الداخلى الذى يقبع فى داخله ويتحرر منه، فالرقابة الذاتية أقسى من الرقابة الرسمية أو المجتمعية، وإذا تمكن هذا الصوت الداخلى من الكاتب من المستحيل أن يقدم عملاً مهما على الإطلاق سيظل دوماً أسير القيد الذى وضعه هو لنفسه، وأرى أن الحل الوحيد للفصل بقضايا الإبداع أن يترك الأمر لأهل الاختصاص من الضالعين فى الفن الأدبي، ويكون لهم سلطة إصدار القرار، وفى رأيى لايصح أن يؤخذ برأى رجال الدين فى تقييم الإبداع لأنهم غير مؤهلين لذلك، لذا يجب فصل المرجعية الدينية عن حرية الإبداع وهذا هو التحدى الحقيقى الذى نواجهه.
وحول مستقبل الحرية فى ظل المد الأصولى والتهديدات التى تلاحق المبدعين قال: هناك علاقة مباشرة مابين القمع والحرية، فالقمع الشديد يولد رغبة أشد لهذه الحرية، فإذا نظرنا إلى الأدب الروسى سنجد أن أروع فترات ازدهاره كانت فى أقصى فترات القمع وإحكام السيطرة والرقابة عليه، هى علاقة غريبة تنشأ من الدفاع عن الذات والرغبة فى البقاء وهو شعور إنسانى عام  بالخطر وهذا ليس بجديد، فالمؤرخون يقولون: إن حضارة المصرى القديم بدأت بقبوله تحدى نهر النيل الغاضب فى وقت من الأوقات بعد فترة الجفاف، فروض النهر وشق له الترع، ونحن نمر الآن بمرحلة مشابهة، التحدى شديد وستكون الاستجابة بنفس درجة الشدة.