الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طه حسين.. فى ختام شخصية المعرض




«طه حسين مبدعا» عنوان اعترف حلمى النمنم بصعوبته ووضع بعده الدكتور حسين حمودة علامة استفهام ودار حوله كلام رفع فيه كلاهما طه حسين إلى العنان وشعر كل منهما بأن الموضوع فى حاجة إلى المزيد من البحث.
تحت عنون «طه حسن مبدعا» دارت الجلسة الأخيرة للحديث عن شخصية العام الدكتور طه حسين والتى شارك فيها كل من الكاتب حلمى النمنم والدكتور حسن حمودة.
فى البداية أكد النمنم صعوبة الموضوع واتساعه، وقال: الجوانب الإبداعية فى أعمال طه حسين لها أكثر من مستوى بدأ بكتابة الشعر منذ أن كان طالبا فى الأزهر، وهناك من جمع قصائده بعنوان ديوان طه، وعندما سافر إلى فرنسا، توقف عن الشعر واتجه للكتابة كأستاذ جامعى فى قضايا الفكر والإبداع، وكتب الشعر، والمقال، وهو من أعلام كتاب المقال كما كتب الرواية والقصة القصيرة.
ووصف النمنم رواية «شجرة البؤس» لطه حسين بالمهمة والملهمة التى على غرارها ظهرت فيما بعد ثلاثية نجيب محفوظ، وقال: روايته «المعذبون فى الأرض» فقد نشرها فى مجلة الكاتب المصرى وكانت قصصها سببا فى غضب الديوان الملكى والقلم السياسى عليه وطبعها فى بيروت وبعد ثورة يوليو طبعت فى مصر فضلا عن «الحب الضائع» و«دعاء الكروان» والعديد من الأعمال.
وأضاف النمنم: تعامل طه حسين مع الفكر والتاريخ الإسلامى بما يوحى ببراعته الإبداعية فى هذا الجانب بوصفه من المجاهدين فى الفكر والتاريخ الاسلاميين، كما أن مقدمة كتابه على هامش السيرة تحدث فيها عن كيفية تناول السيرة و تحديد قيمة الأدب والتعامل مع الادب القديم، وقد أعاد الدكتور طه حسين تناول السيرة وقال إنه أعطى لنفسه الحرية فى أشياء لم ترد فيها نصوص قاطعة، وهو ما عرف بتحولات الكتاب الليبراليين الى الكتابات الإسلامية التى عرضت هؤلاء الكتاب إلى اتهامات عديدة ومن يقرأ مقدمة هيكل فى حياة محمد سيعرف مدى تعرضهم للنقد.
وتحدث الدكتور حسين حمودة «المعذبون فى الارض» و«جنة الحيوان» ووصفهما بأنهما ينتميان إلى شكل إبداعى حديث فى الكتابة القصصية، وهو ما جعل عميدالأدب العربى يسخر من قواعد فن القصة القصيرة المتعارف عليها لدى الغرب ويشير إلى أنه يكسر هذه القواعد ويرتضى صيغة حوارية بين صوت المحدث والقارئ، ولكل من الطرفين حرية واسعة جدا.
 وأضاف حمودة: «المعذبون فى الأرض» فيها قسمات كثيرة من تجربة طه حسين والجوانب الأساسية التى استند إليها فى كتاباته، ويطرح فيها العديد من القضايا التى طرحها فى أغلب كتاباته مثل العدل الغائب، وهى قضية تستدعى لديه الكثير، من هذه أحاديث المعدمين من مسيحيين ومسلمين، ومظاهر غياب العدل فى العمل تظهر وتتأكد بوجود فريقين: البائسون الأشقياء والقلة المنعمة التى تجد كل شىء، ونجده يستخدم مفردات تشير إلى العرى والذل وشظف العيش والحرمان، وسرد آخر يتصل بالقلة المنعمة وحشد مفردات تشير الى اللامبالاة وحجاب العقل والانقطاع عن الامس والغد وكأننا أزاء هجائية لهذه القلة المنعمة ونبرة شفقة إلى المعذبين، وفى المقابل يشير إلى مجموعة من الفضائل كقيم الكرامة والشرف والتعفف.
وتابع: الكتاب الآخر «جنة الحيوان» صدر فى الخمسينيات ويطرح ما طرح من قضايا من خلال الحكاية المجسدة التى تستند على تداخل استعاري، وهى صيغة مطروحة منذ الأدب القديم، حيث العلاقة التى تجمع الحيوانات والطيور، تطرح قضايا متصلة ومتجددة مثل غياب «العدل الاجتماعى» ومنها مجانية التعليم التى ألح عليها أكثر من مرة ومنها ما يتصل بالتحولات ويجعل بعض الناس ينقطعون عن حياتهم، ومنها الفكرة الأساسية المقرونة بين التباعد والتلاقى بين الإنسان والحيوان وهى لم ترتبط بوحدة الكائنات القديمة أو فكرة الصلة الحميمة التى تربط الانسان والنبات والحجر ولكن يطرحها من خلال بعد استنكارى يؤكد فكرة التحضر الانسانى.