الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فى المجمع الفاتيكانى الثانى : النساء يستطعن خدمة البشرية




قال الأب شريف ناشف الراعى المعاون بكنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك بمصر، إن دور المرأة فى المجتمع لا يقل أهمية عن دور الرجال بل مساوياً له فى القيمة.
وأضاف: فالمرأة هى المربية والمعلمة والميزان الحساس للمجتمع الذى يزن الأمور ويقدرها حق قدرها هى صانعة المستقبل ومصنع الرجال، لافتا إلى أن كرامة المرأة ودعوتها تشغل الفكر البشرى عامة والمسيحى بصفة خاصة وقد أكدت الكنيسة الكاثوليكية على ذلك من خلال مجمعها الفاتيكانى الثانى فى رسالته الختامية بقوله: «إن الوقت قد أوشك بل حان لتؤدّى المرأة رسالتها كاملة فقد أصبح لها فى المجتمع نفوذ وإشعاع وسلطة لم تَرْق فى يوم من الأيام إلى المستوى الذى بلغته اليوم.  لذلك نرى، فى هذا الزمن الذى عرفت فيه البشرية تحوّلات عميقة، أن النساء المتأثّرات بروح الإنجيل يستطعن الاضطلاع بدور كبير فى مساعدة البشرية على وقف تدهورها.
وكان البابا بولس السادس قال فى إحدى خطبه: «إنّ المرأة، فى المسيحية أكثر منها فى أى دينٍ آخر، قد حظيت منذ البدء بوضع خاص، من حيث الكرامة، تجلّت مظاهرة العديدة والمهمّة فى كتب العهد الجديد، حيث يظهر بوضوح أنّ المرأة مدعوّة لأن تحتلّ، فى بنية المسيحية الحيّة الفاعلة، مكاناً هو من الأهمية بحيث أننا لم نستوعب بعد كلّ ما ينطوى عليه من فعالية».
وأشار إلى أننا لا يمكننا الحديث عن حضور المرأة الفاعل فى الكنيسة والمجتمع، إلاّ انطلاقاً من قصد الخالق حين قرّر أن يكون الكائن البشرى دائماً وحتماً، امرأة ورجلاً. ان بولس الرسول فى رسالته لأهل غلاطيه يعلن: «لمّا تمّ الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة». إنّ الابن المساوى للآب فى الجوهر، يولد من امرأةٍ كإنسان، «عندما يتمّ الزمان». وهذا الحدث يقودنا إلى قمّة تاريخ الإنسان على الأرض، بوصفه تاريخ الخلاص. ان بشارة الناصرة: «ها إنك تحبلين وتلدين ابناً، تسمّينه يسوع... كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلاً؟ إن الروح القدس يحلُّ بك، وقدرة العليّ تظلّلك، لذلك يكون المولود منك قدّوساً وابن العليّ يُدعى... لأنه ليس شيء. غير ممكن لدى الله».
وقال: هكذا أظهر «تمام الزمان» ما للمرأة من كرامة خارقة تقوم على ترفيع للمرأة، فائق الطبيعة، إلى مستوى الاتحاد بالمسيح. أصبحت عذراء الناصرة أما للمسيح.
إنّ هذه الحقيقة التى أقرّها الإيمان المسيحى منذ البدء، عبّر عنها مجمع أفسس عام 431 بصفة رسمية ناقضا رأى نسطور.