الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكنيسة الإنجيلية تناقش تنصيب المرأة «قساً»




كانت الكنيسة الإنجيلية فى لبنان هى أول  كنيسة فى دولة عربية تقوم برسامة المرأة «قسا» حيث تمت رسامة رولا سليمان، راعى الكنيسة الإنجيلية المشيخية بطرابلس بلبنان،  لتكون أول راعى كنيسة امرأة بالمنطقة العربية وذلك فى أغسطس 2009.
وفى عام 2009 تقدمت «آن زكى» للرسامة «قسا» فى الكنيسة الانجيلية المشيخية بمصر، وبالفعل تم اتخاذ قرار من مجمع القاهرة الإنجيلى برسامة المرأة قسا وإحالة الطلب الى السلطة الأعلى وهو المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية الذى أوقف القرار على القيام بالدراسة على مستوى مجامع الكنيسة فى مصر.
ولم يضع «مجمع القاهرة» شروطا جديدة لقبول المرأة قسا، واكتفى بنفس شروط الرجال وهى أن تكون عندها استعداد للخدمة الدينية فى أى مكان، وتكون حسنة السمعة، وتكون قدوة حسنة.
ومنذ هذا التاريخ وحتى الآن لم يتم اتخاذ القرار  وسوف يعقد السنودس حوارا مغلقا خلال فبراير الجارى لمناقشة الأمر ومناقشة تعديل دستور الكنيسة الانجيلية بما يتناسب مع معطيات العصر.
حيثيات القرار
وعن حيثيات اتخاذ مجمع القاهرة الانجيلى قراره برسامة المرأة قساً قال القس نصرالله زكريا  بعد تقديم السيدة «آن إميل»طلباً لمجمع القاهرة الإنجيلى تطلب فيه رسامتها قساً، حيث أتمت المؤهلات الدراسية التى تمنحها هذا الحق، ولأنها تشعر بدعوة لأن تُرسم قساً بالكنيسة الإنجيلية، قَبِل مجمع القاهرة الإنجيلى طلبها من حيث المبدأ، وبعد مناقشات مستفيضة، قرر إحالة طلب رسامة المرأة قساً للسنودس، بالإضافة لتحديد موعد خاص لأعضاء المجمع بكلية اللاهوت الإنجيلية لتقديم الدراسات الكتابية واللاهوتية فى ضوء ظروف المجتمع المصري، سواء كانت تلك الدراسات مؤيدة أم معارضة لفكر رسامة المرأة قساً.
وأضاف :فى عام 2010، قدَّمت دراستان إحداهما مؤيدة والأخرى معارضة رسامة المرأة قساً بالرغم من أن الدراستين استندتا على بعض من نصوص الكتاب المقدس.
وأوضح: ومع انعقاد دورة السنودس، ودراسته لطلب الرأى المقدم من مجمع القاهرة بشأن رسامة المرأة قساً، أعاد السنودس الطلب لمجمع القاهرة مؤكداً أن المجمع هو صاحب الحق الأصيل فى اتخاذ القرار بالرسامة أو الرفض.
وفى انعقاد مجمع القاهرة عام 2010، قدمت السيدة آن طلبها للمرة الثانية، ورأى المجمع إحالة الطلب للجنة التنفيذية للمجمع، التى اجتمعت وناقشت الموضوع وحيث إن السنودس لم يتخذ قراراً فى هذا الشأن، بل أعاده للمجمع صاحب الحق الأصيل فى اتخاذ القرار من عدمه، أبقت اللجنة التنفيذية الطلب أمام المجمع لحين اتخاذ قرار سنودسى بخصوص هذا الأمر، وبالتالى كان قرار اللجنة رفع الطلب للسنودس مرة أخرى، كما قررت اللجنة التنفيذية إمكانية رسامة السيدة «آن إميل» خارج البلاد.
اختلاف الروئ
وفى انعقاد مجمع القاهرة فى دورته العادية فى عام 2011 بالكنيسة الإنجيلية بالعباسية، تم طرح موضوع رسامة المرأة قساً للمرة الثالثة، وبعد مناقشات قرر المجمع إحالة الطلب للجنة التنفيذية المجمعية للدراسة وعقد مجمع خاص لدراسة هذا الأمر من كافة جوانبه، وبناء عليه، قررت اللجنة التنفيذية لمجمع القاهرة عقد مجمع خاص يوم الخميس 19 يناير 2012، للاستماع لبعض الدراسات المتنوعة سواء المؤيد منها والمعارض لرسامة المرأة قساً.
وأشار إلى تباين ردود فعل القيادات الكنسية فى مصر بعد القرار التاريخى الذى اتخذه مجمع القاهرة الإنجيلى برسامة المرأة قساً راعياً ومعلماً - وذلك لأول مرة فى تاريخ مسيحية الشرق الأوسط.
قال رفعت فكرى - رئيس لجنة الاعلام والنشر بسنودس النيل الانجيلى - الكنيسة الإنجيلية المشيخية فى مصر منذ وجودها وهى تهتم بالمرأة، فتم تأسيس مدرسة رمسيس للبنات من أجل الاهتمام بتعليم البنات كما اهتمت الكنيسة بخدمة المرأة فتم تأسيس رابطة السيدات واجتماعات كنسية خاصة بخدمة السيدات وبعد حوارات ومناقشات وافق سنودس النيل الإنجيلى على رسامة المرأة لوظيفة شيخ ومن ثم أصبح من حقها أن تكون عضو مجلس الكنيسة ومن حقها أن تعلم وتتكلم وتعظ  ومنذ  عامين تقدمت احدى السيدات بطلب لرسامتها قساً ولا يزال الأمر مطروحاً للنقاش أمام سنودس النيل الإنجيلى بين مؤيد ومعارض.
تاريخ الكنيسة الإنجيلية
وأضاف: بقراءة متأنية لتاريخ الكنيسة الإنجيلية فى الشرق الأوسط عامة، ومصر خاصة، تتضح ريادتها فى ربط التفكير اللاهوتى والكتابى بالواقع العملى المعاصر، وانطلاقاً من الرؤية اللاهوتية للكنيسة الإنجيلية والفهم الكتابى للمساواة بين الرجل والمرأة، وتطبيقه فى الواقع العملي، كانت الكنيسة الإنجيلية رائدة فى مجال تعليم المرأة، فقد افتتحت الكنيسة الإنجيلية أول مدرسة لتعليم المرأة عام 1835، وقت كان التعليم مقصوراً على الذكور فقط، كما يسجل التاريخ أيضاً أن مجلس الكنيسة الإنجيلية بالأزبكية – أقدم كنيسة إنجيلية فى مصر - وقت أن كان القس غبريال رزق الله، رئيساً لمجلسها اتخذ قراراً فى عام 1937، برسامة المرأة شيخاً مدبراً إلا أنه تم تأجيل هذا القرار  ومع تكرار التأجيل لم ترتسم المرأة شيخاً فى تلك الفترة. ومع نهاية ستينيات القرن الماضى وبالتحديد فى عام 1970، شهدت كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة تخريج أول سيدة بدرجة بكالوريوس الفلسفة والعلوم اللاهوتية، وهى الدرجة العلمية المؤهلة للرسامة قساً، وكانت تلك السيدة هى فيكتوريا فهيم عزيز. وفى عام 1971، اتخذ مجلس الكنيسة الانجيلية بالملك الصالح، وبالفعل تمت رسامة سيدتين للمشيخة فى الكنيسة، وهما السيدة مارى فاضل، والسيدة منيرة توفيق،
وأوضح أن مجلس الكنيسة يتكون من وظيفة الشيخ المدبر، والشيخ المعلم، وهو الذى يُطلق عليه مسمى «قس»، وكلاهما لهما نفس الرتبة الكنسيَّة، إلا أن الشيخ المعلم أى القس، يكون متفرغاً للتعليم فى الكنيسة، وبإقرار السنودس لحق المرأة أن تُرتسم شيخاً، إنه فتح المجال عملياً لأن تُصبح المرأة قساً إنجيلياً.
الشباب يختلفون
قالت: ايناس موريس أوافق على رسامة المرأة قسا فمن حقها أن تصلى وتعلم وتدير موارد الكنيسة وتعمد وتقوم بكل الانشطة المختلفة.
وقال مينا ثابت: هو امر معقد جداً وكثيرون اختلفوا حول ذلك الامر - وشخصياً - مالم يكن هناك مانع عقائدى أو إيمانى (كتابى) فلا أرى مشكلة لكن هذا يرجع فيه إلى المجمع المقدس للكنيسة.
وأضاف فادى يوسف: «المرأة لها دور فى الكنيسة كبير والعذراء مريم كانت اكبر مثال على الخدمة فى الهيكل والقديسة فيبى أول شماسة مكرسة بالإضافة لخدمات كنسية كثيرة تقوم بها المرأة واهمها زوجات الكهنة المشاركين مع أزواجهم لكن الدسقولية الكنسية لم تحدد دوراً كهنوتى للمرأة ولذلك الكنيسة الأرثوذكسية لم تختلف عن تقليد الآباء وعن القدسية بين الرجل والمرأة فيكفى أن أقدس من خلق على الارض هى  السيدة العذراء مريم.
وهاجم «عماد نصرى» فكرة رسامة المرأه قساً قائلاً لم نسمع ولم نقرأ على فكرة رسامةالمرأة كاهن غير من الشواذ فكريا  وأضاف إذا كان يصلح ان تكون قسا فكان يجب أن تكون السيدة العذراء كذلك.
وأشار الى أن هذا الموضوع يطرح فى الغرب لانهم منبع البدع – حسب تعبيره -  اما الكنيسة القبطية الارثوذكسية فلا تدخل فى هذا الفكر الشاذ.