الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مدرسة «ملائكة الرحمة» فى أشمون ينعق فيها «آلبوم»




أسقف مهدمة وجدران متأكلة، والحشرات والفئران وكتب متناثرة فى كل مكان وإدراج المكاتب مفتوحة ومهملة والمياه متسربة  كل هذا وأكثر بمدرسة التمريض للفتيات بمستشفى أشمون العام فى المنوفية لذلك لم تستطع طالبات المدرسة متابعة  دراستهن مثل باقى زميلاتهن فى المدارس الأخرى ولم يجدن مكانا للدراسة به سوى فى قسم الحميات يتقاسمون غرف القسم مع المرضى والإدارة رغم أن عدد الطالبات 90 طالبة موزعات على الطابقين الأول والثالث بقسم الرجال، مما أدى إلى إصابة 6 منهن بمرض الغدة النكافية. 
كل هذا الوقت ومديرية الصحة لم تنفذ قرار إزالة المدرسة الايلة للسقوط وإعادة إنشائها. 
 «روز اليوسف» رصدت تلك الماساة فى هذه السطور الدكتور إبراهيم الأعصر رئيس قسم الحضانات بالمستشفى والذى يقوم  بتدريس مادة الأطفال للطالبات يشخص المشكلة فى عدم اهتمام مديرية الصحة بتنفيذ قرار إزالة مبنى المدرسة الآيلة للسقوط  وإعادة بنائها.
وتساءل  كيف تكون المدرسة موجودة وتشغل حيزاً كبيراً من الأرض ولا يتم الاستفادة منها، مطالبا بتفعيل قرار الإزالة وبناء مدرسة جديدة ليتوافر للطالبات مكان مناسب للدراسة بدلا من وجودهن بين المرضى فى قسم الحميات.
وأشار إلى أن بعض الطالبات أصبن بمرض الغدة النكافية، لافتا إلى أن  المدرسة أصبحت ملجأ للحشرات والفئران، بدلا من أنها مكان للدراسة. 
يقول الدكتور جميل هيبة مدير قسم الحميات بالمستشفى إن وجود طالبات مدرسة التمريض فى القسم يؤثر على  الطاقة الاستيعابية للمرضى مما يجعل المستشفى يرفض أحيانا استقبال بعض المرضى لعدم وجود غرف شاغرة،
واوضح  أن المدرسة تشغل 6 غرف من حصة القسم ووجود الطلبة به غير مناسب لا للمرضى حيث يجب توفير الهدوء والراحة وعدم الازعاج لهم ولا للطالبات خوفاً من انتقال أى عدوى لهن.
وتحدثت فتيات المدرسة ومنهم فاطمة مرزوق، إسراء أيمن، خلود شريف، عبير محمود، هدير رمضان، سمر السيد، بسمة عبدالكريم، دينا عبد النبى عن معاناتهن  بأن  فصول الدراسة فى قسم الحميات سيئة وغير جيدة التهوية وغير صحية، والحمامات غير نظيفة، و6 طالبات منهن فى الصف الاول أصبن بالغدة النكافية، ولم يتم فعل شيء أو تقديم أمصال للوقاية لباقهن  حيث ظهر المرض على طالبة  فى البداية، ثم ظهر على باقى زميلاتهن ويخافن تعرضن   لإصابة لأن فترة حضانة المرض 3 أسابيع، ويظهر بعد ذلك، كما أنهن يريدن مكانا يستطعن تغيير ملابسهن به والتدريب العملى حيث انهن يغيرن فى الفصل والفصول مكشوفة ويمكن رؤيتهن  كما يريدن معملا ومكانا للاستراحة.
وأشتكت طالبات التمريض من  تأخر استلام الكتب رغم أن الامتحانات على الأبواب ولفتت الى أن المناهج قديمة فلم تتغير منذ اكثر من 20 عاماً فعندما يقمن بالتدريبات العملية لا يجدن شيئا مما درسته أصبح يطبق الآن، الفصول ضيقة والمقاعد صغيرة تكاد لا تسعنا.
أما عزيزة سعد عبدالحافظ مديرة فتضيف أن  مبنى المدرسة أنشىء منذ  60 عاما، ونظرا لسقوط أجزاء من السقف وفشل   ترميم المبنى تم نقل الطالبات والإدارة وهيئة التدريس إلى  المستشفى   منذ 2007، ما بين أقسام  المستشفى العام  حتى استقر وجودهن  فى قسم الحميات مؤخرا  فى غرف ضيقة سواء للاداريين او للطلبة، فهناك  11 موظفا و عاملة نظافة و90 طالبة بكل صف 30 طالبة.
وأشارت إلى أنها تتقاسم  مكتبها مع 3 موظفين، كما أن الإدارة فى طابق والفصول فى أماكن متفرقة.
وقالت: كنا منذ ما يقرب من عشر سنوات نحاول أن نبحث عن طرق لاعتماد ميزانية لترميم المدرسة بعد سقوط أجزاء من السقف، لكن دون جدوى، وبعد معاناة توفر مبلغ 70 ألف جنيه للترميم، لكن بدلا من الترميم تم عمل سور، وبلاط جديد وتم رفع أرضية الحمامات عن باقى المدرسة فارتفع منسوب المياه عن الأرضية، ووجدنا أن البلاط «تفتت» الى أجزاء   واتهمت المقاول بأنه غش فى المواد المستخدمة، أعمال الترميم وأقامت دعوى  قضية ضد المقاول لكن لم يتم البت فيها حتى الآن، ولم تعد تعرف عنها شيئا منذ عام 2007 بعد خروجهن من مبنى المدرسة.
وطالبت بترميم المدرسة أو بإزالتها وإعادة بنائها، مشيرة إلى أن أحد أصحاب الأعمال الخيرية تبرع لترميم المبنى بعد أن توجهت اليه بهذه المشكلة، لكن إدارة المستشفى اخذت التبرع لإنشاء وحدة كلى،
وأضافت  أنها توجهت الى الدكتورة هناء سرور فأبلغها بأنها  تحتاج إلى  قرار إزالة مؤكدة أنها تحاول منذ 7 سنوات إلا أن قرار الإزالة لم يصدر سوى العام الماضى.
ولفتت إلى أنها تريد السماح للطالبات بأن يشاركن  طاقم التمريض فى الحمامات، كما أنهن لا يستطعن أخذ فسحتهن الدراسية إلا بين أروقة القسم أو المستشفى، ولا يستطعن تغيير ملابسهن للعملى الا فى الفصل، مطالبة بتوفير  مكان واحد لهن حتى تستطيع إحكام المدرسة بدلا من وجود الادارة بمكان والطالبات بمكان آخر ليخرجن كما يحلو لهن دون القدرة على السيطرة.
كما طالبت بتوفير فصول جيدة التهوية ومناسبة صحيا للفتيات بدلا من تواجدهن بقسم الحميات وهو من أكثر الأقسام التى يمكن ان تلتقطن عدوى من مرضاه، وبالفعل حدث ان اصيب احد الفتيات بالصف الاول، ونقلت العدوى لـ 5 آخريات بمرض الغدة النكافية، ولم يتم فعل شىء لهن بعد ان قامت  بابلاغ الادارة التى طلبت بإعطائهن إجازة 15 يوما دون اعطاء أى مصل لهن أو لزميلاتهن خوفًا من انتقال العدوى لهن.
فى حين يوضح  المحاسب حسن أبو ريشة المدير المالى بمستشفى أشمون العام أن المستشفى  فى انتظار اعتماد مالى من مديرية الصحة، حيث صدر قرار فى 21 مارس 2013 بالإزالة من قبل اللجنة الهندسة بمجلس مدينة أشمون برقم، 1708 وأرسلته المستشفى إلى إدارة التخطيط بمديرية الصحة لتقديم اعتماد مالى يمكن الادارة الهندسية من القيام بتنفيذ القرار والاجراء المتبع فى هذه الحالة ربما يكون إدراج القرار ضمن خطة.
ومؤخراً صدر قرار آخر للإزالة يوم   5 يناير الماضى، ويؤكد المهندس عاطف سالم ، مدير الإدارة الهندسية بمجلس المدينة أنه صدر قرار ازالة من قبل لجنة من الإدارة بان مبنى المدرسة آيل للسقوط ولابد من إزالته من مارس 2013، وهذا دور اللجنة، أما دور المدرسة والمستشفى بعد ذلك هو ان تقديم القرار لمديرية الصحة لتوفير الاعتماد المالى اللازم للهدم والبناء.
ومن جانبها تؤكد الدكتورة هناء سرور وكيل وزارة الصحة بالمنوفية أن قرار الإزالة لم يكن قد صدر حيث تحدث معها رئيس مجلس مدينة اشمون وطلبت منه ارسال قرار الازالة والذى تم ارساله أمس، وأضافت ان المدرسة موجودة بشكل مؤقت بمبنى الحميات بمستشفى اشمون العام ولا يؤثر وجودهم على القسم وعدد غرفه، ولم نتمكن من توفير أى مكان آخر لهم وهذا هو المكان الميسر لها حيث انه ينبغى أن تكون الطالبات داخل مبنى المستشفى حتى يستطعن القيام بتدريباتهن العملية، إلى أن يتم صدور قرار من الوزارة فى بدء تنفيذ الإزالة وبناء مبنيً جديد.