الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الشعب فى مواجهة مصيره مع «إنفلونزا الخنازير»




تحقيق - محمود جودة

فى الوقت الذى تتجاهل فيه وزارة الصحة الإعلان عن حقيقة مرض أنفلونزا الخنازير فى مصر يعيش المواطنون فى حيرة وتخوف شديد من هذا الفيروس اللعين الذى يفتك بحياة من يصاب به خاصة بعد وفاة حالتين أول أمس فى مستشفى الأقصر .. وفى الوقت ذاته ينتقد الأطباء انتشار العدوى فى المستشفيات والميكروبات التى تسببت فى وفاة عدد من الأطباء وإصابة عدد أخر بالتهابات رئوية أودت بحياتهم ومنهم الدكتور أحد عبد اللطيف والدكتور حسين البربرى والدكتورة دعاء إسماعيل وآخرهم الدكتور أسامة راشد.
فى البداية أكد الدكتور خيرى عبدالدايم - نقيب الأطباء - وفاة 4 أطباء حتى الآن بإصابات بالعدوى، ولكن وزارة الصحة تصدر بيانات غير واضحة فى هذا الصدد، حتى أصبحت فيروسات منها أنفلونزا الطيور متوطنة فى مصر وتتعامل معها على أنها أنفلونزا عادية.
مطالبًا بخطة وقائية للأجهزة المعنية فى الدولة لعدم اختلاط المواطنين بالطيور الحية، ووجود العلاج المناسب والتشخيص السليم فى حالة الإصابة بالفيروس، والمواجهة العاجلة للفيروس من قبيل مواجهة الخطر والقضاء عليه.
وأكد الدكتور خالد سمير - أمين صندوق نقابة أطباء مصر - أن النقابة تحذر من وجود فيروس قاتل منذ فترة، ولكن وزارة الصحة تنكر وتبرر وفيات الناس بأسباب أخرى ومنها تسمم الحمل أو البكتيريا، مشيرًا إلى وجود التهاب رئوى غير تقليدى وخطير، فالمريض يصاب بسخونة مفاجئة لعدة ساعات ثم يصعب التنفس خلال يومين ويحتاج لتنفس صناعى، ولا يستجيب للمضادات الحيوية وتحدث الوفاة بعدها بساعات.
مشيرا إلى أن الشعب المصرى من حقه مصارحته بالمعلومات الطبية السليمة مع الاحتراز لظهور أى أعراض غريبة واللجوء للأطباء قبل وصول المرض لمرحلة لا يمكن علاجه منها.
أما الدكتور أحمد الفراش - طبيب تكليف بالمنصورة - والذى كان مرافقا لآخر طبيب توفى نتيجة إصابته بالعدوى قبل 3 أيام وهو الدكتور أسامة راشد أخصائى النساء والتوليد الذى أصيب بعدوى فى الجهاز التنفسى بعد تحويله لمستشفى الصدر وأصيب بالعدوى فى الرئتين، وتوفى نتيجة عدم وجود جدوى للعلاج أو التشخيص الطبى السليم للحالة.
قال: إن وزارة الصحة لا تتحدث بشفافية مطلقة فى هذا الموضوع على أساس أنها تتعامل معه على أنه أزمة تسيىء لها وتهين المسئولين فيها، ولكن الطبيعى الإعلان عن حجم المشكلة خاصة فى ظل وفاة 4 أطباء فى شهر واحد.
وانتقد الدكتور عمرو الشورى - عضو مجلس نقابة أطباء مصر - إهمال الحكومة وفاة الأطباء بسبب العدوى التنفسية التى أدت إلى إصابتهم بالتهاب رئوى قاتل، ومسئولية كل مريض وطبيب مات بسبب ضعف الإمكانيات وعدم توفر العلاج المناسب والفحوصات وبسبب سوء حال المستشفيات التى أصبحت مزرعة تكاثر للميكروبات المميتة، متسائلا: إلى متى تظل مستشفياتنا مراكز لنقل الأمراض لا لعلاجها؟
الدكتور عبد العاطى عبد العليم - مدير عام الطب الوقائى بوزارة الصحة - على أن 21% من الحالات المصابة بالأنفلونزا فى مصر هى لفيروس «إتش وان إن وان» المعروف بإنفلونزا الخنازير، وذلك لأنها تعتبر إنفلونزا عادية موسمية طبقا لتقارير منظمة الصحة العالمية.
أكد الدكتور عمرو قنديل - رئيس قطاع الشئون الوقائية بوزارة الصحة - وفاة 16 حالة فقط بفيروس «إتش وان إن وان» المعروف إعلاميا باسم أنفلونزا الخنازير مؤكدا وفاتهم خلال فترة موسم الشتاء الحالى منذ آخر أكتوبر الماضى وحتى تلك اللحظة وذلك من إجمالى 172 إصابة فى المحافظات، مشيرًا إلى أن الحالات المتوفية هذا الموسم قليلة جدا حيث تم انحسار المرض الذى لم يتحول إلى وباء وبالمقارنة لآخر موسمين للشتاء نجد أن شتاء عام 2009/2010 توفى 283 حالة وفى موسم 2010/2011 توفى 171 حالة.
وفى المقابل قال الدكتور نصر الدين طنطاوى، ممثل منظمة الصحة العالمية للأمراض المعدية «إن أعراض الإنفلونزا العادية تتشابه جدا مع إنفلونزا الخنازير، موضحا أنه إذا طال أمد الإصابة بها تصبح أكثر خطورة إلى حد الوفاة فى بعض الحالات».
وأضاف طنطاوى إن إجمالى حالات الإصابة بالالتهابات التنفسية فى مصر منذ بدء فصل الشتاء فى ديسمبر الماضى وحتى أمس بلغ 85 حالة، نصفهم بسبب فيروس اتش 1إن 1، المعروف باسم إنفلونزا الخنازير، ومتقاربة مع الشتاء الماضى وتتراوح بين 0.2: 0.3% من إجمالى عدد المترددين على العيادات الخارجية والاستقبال.
وأوضح طنطاوى أنه من بين حالات الإصابة التى تتعدى الـ40 حالة توفى 7 فقط، وهى نسبة منخفضة وغير مقلقة.
وأشار إلى أنه وفقا لآخر تقرير وصل للمنظمة بتاريخ 27 يناير، ثبت انتهاء مرض إنفلونزا الخنازير من العالم، وأصبح ضمن الفيروسات الموسمية، فى حين أثبت التقرير زيادة فى فيروس الإنفلونزا اتش 1 ان 1 فى الولايات المتحدة وكندا بنسبة 90% من الحالات، مشيرا إلى زيادة حالات انتشار الفيروس فى دول شمال إفريقيا ومن بينها مصر، إلا أنها مازالت تمثل 60% من الحالات فقط.
وتابع: ووفقا لمركز الوقاية ومكافحة الأمراض الامريكى، فإن سلالة الإنفلونزا الأكثر انتشارا هذا الموسم هى «اتش1 إن1»، وهى نفس السلالة التى تسببت فى الوباء عام 2009، الذى أصاب الأطفال والبالغين على حد سواء.
وأشار إلى أنه رغم قلة حالات الإصابة فإنه لا يمكن التهوين من الموقف فى مصر، وأن الوزارة تتعامل بشكل جدى منذ ظهور حالات جائحة فى يونيو 2009، عرفت بإنفلونزا الخنازير فى ذلك الوقت، كما يتم الترصد المعملى لفيروسات الإنفلونزا فى المعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان و5 معامل إقليمية على مستوى الجمهورية.
وأكد أن المنظمة أعلنت أن الفيروس انتهى كجائحة، وتحول خلال موسم الشتاء الجارى إلى نوع من الإنفلونزا الموسمية، لافتا إلى أن فيروس الانفلونزا لديه قدرة على التحور وأنه لم يطرأ أى تغيير فى شراسة الفيروس خلال العام الجارى.
وتابع طنطاوى، «أى حالة إنفلونزا مع إهمال العلاج لمدة أسبوعين قد تصل إلى التهاب رئوى، خاصة إذا كان الشخص من أصحاب الأمراض المزمنة أو سيدة حامل، وقد تودى هذه المضاعفات بحياته.
واستطرد «يتضمن علاج الإنفلونزا استخدام عقار التاميفلو للفئات العمرية والفئات ذات الخطورة (السيدات الحوامل، الأطفال أقل من خمسة أعوام، المسنين أكثر من 65 عاما، أصحاب الأمراض المزمنة) وحسب رؤية الطبيب المعالج.