حب الوطن.. والفساد

حث الاسلام على محاسن الاخلاق ونادى نبى الرحمة وخاتم الانبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه وسلم) على تهذيبها، وقال إن اكثر ما يُدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق وقال فى حديث آخر أنّ احبكم الىّ وأقربكم منى مجلسنا يوم القيامة  أحاسنكم خلقا، ويقول الامام مالك ان العبد بحسن خلقه يبلغ اعلى درجة فى الجنة وهو غير عابد ويبلغ بسوء خلقه اسفل درك فى النار وهو عابد.
لعل نفتقد فى زمننا هذا الاخلاق وطهارة الايدى التى ينادى بها الاسلام والديانات السماوية الاخرى بعد ان طغت مصلحة الافراد على مصالح الامة وصار السواد الاعظم من الناس يلهث وراء شهواته على حساب الوطن والامثلة عديدة ومريرة فى هذا الشأن، فكل من يمارس الفساد ويعتدى على المال العام ولا يتقن لعمله خائن لوطنه والحديث كثير عن الفساد فى اجهزة الاعلام المختلفة والتى لا تبحث عن الحقيقة بقدر اهتمامها بتحقيق مصالحها المادية والسياسية والاعلامية، وايضا ضرب الفساد الاجهزة الرقابية ومؤسسات الدولة والنزاع المستمر بين الاحزاب والحركات السياسية لتحقيق اهداف ومناصب فى الدولة.
ويكفى ان نشير الى ان مصر احتلت المركز 144 على مستوى العالم فى ديسمبر الماضى ضمن مؤشر مستوى الشفافية العالمية لقياس الفساد، والتى رصدت الفساد المتعلق بالقطاع الخاص واستثمارات رجال الاعمال فقط.
إننا فى اشد الحاجة، فى الوقت الراهن، لاخلاق الاسلام من صدق فى القول واتقان فى العمل وأمانة فى نقل المعلومات وقضاء عادل واثبات حب الوطن بالافعال وليس بالاقوال للعودة إلى المسار الصحيح والخروج من الازمة الاقتصادية والسياسية التى نعانى منها منذ ثورة 25 يناير2011 بسبب الصراع السياسى بين الطبقات ورغبة كل الاطراف الوصول لسدة الحكم.
الاسلام يعزز حب الانسان لوطنه والمحافظة عليه واغتنام خيراته فاخلاق الاسلام تحتم علينا ان يكون مصلحة هذا الوطن وبقاؤه واجب علينا بدلا من نهب خيراته.