الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«11 فبراير» ثلاثة أعوام على التنحى




كتب: محمد انور السادات
تمر أعوام ولا تزال ثورات المصريين تائهة، رغم أنها ثورات شعب بأكمله هب فقضى على نظم ديكتاتورية فاسدة فى ثورات بيضاء نقية، رويت بدماء خيرة أبناء مصر، ولا تزال تروى بمزيد من الدماء وتحبو فى طريقها الملىء بالعثرات فى سبيل تحقيق أهدافها ومساعيها.
احتفلنا معًا بسقوط نظامى مبارك والإخوان وتطلعنا جميعًا لمستقبل أفضل، ومضينا يسوقنا الأمل أن تأتى علينا أيام أخرى ومصر فى أبهى صورها، وتبدل الحلم الجميل بكابوس بشع، لنجد أنفسنا الآن أمام فوضى ومؤامرات إخوانية وإرهاب واضطرابات مضافًا إليها الانفلات الأمنى والبلطجة والفوضى، وعجلة الإنتاج المتوقفة، أضف إليها ما تشاء من مآس وكوارث يومية.
انتهى الإخوان المسلمون ولن يعودوا مرة ثانية إلى المشهد مهما فعلوا، فقد حاربوا الشعب وفازوا بكرهه لهم، كما أننا نحن وللأسف أيضًا ضيعنا أحلام ثوراتنا فى غياهب الفوضى والتخبط، وتبخرت نسائم الحرية، وتناثرت أشلاء الديمقراطية ما بين فئران خرجت من جحورها لتلتهم بشراهة كل ما ضحى الشعب من أجله. وآخرون من السياسيين والمثقفين والمفكرين وغيرهم - ممن يفترض أنهم قادة ورموز - انشغلوا للأسف بالبحث عن موقف وتحقيق الشهرة ولو على حساب المبادئ والقيم النبيلة، وتغيرت جلودهم فأجادوا أدوارهم وسايروا الشارع من أجل السلطة لا من أجل مصر.
تتصاعد وتيرة الأزمات السياسية والاجتماعية والأوضاع الاقتصادية، وبهذا الشكل للأسف نتجه جميعًا إلى نفق مظلم، فقد تركنا أولوياتنا وتفرغنا للتغنى بالثورات، وانكسر حاجز الخوف فأصبح الكل يستسهل طريق التهور وصارت فوضى الرأيى والمطالب شعارًا والتطاول رمزًا، ولا أحد يبكى هيبة الدولة التى بضياعها سوف تأكلنا نيران الفوضى داخليًا وخارجيا.
حققنا المستحيل وقدمنا نظامى مبارك والإخوان للمحاكمة، ولنترك القضاء يقول كلمته دون تخوين أو تشكيك، ولنبدأ العمل قبل أن تغرق بنا مصر، ولندع حرب الشعارات ونتفرغ لساحة البناء والتعمير والإنشاءات، ولا ننشغل بتفاهات لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
مضت أعوام وأصبحنا على المحك فإما نهضة وإما انتكاسة، وإما فرحة بالثورة وثمارها الحلوة وإما ندمًا على ضياعها وجنى ثمارها المرة، وإما عالمًا يشاهدنا ويصفق لنا وإما فرحة علينا وتسلية وسخرية منا، والأمر بأيدينا، والوقت لم يفت، فهيا نتكاتف ونعمل ونعيد للثورات روحها وبريقها ومعالمها التى طمسنا بأفعالنا منها الكثير.

[email protected]