الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«القرضاوى الإمعة»




لم يتحول المدعو يوسف القرضاوى الى ظاهرة تستحق الاستحقار من فراغ، إذ بذل هذا الفاسد المفسد كل ما فى وسعه حتى يجبرنا جميعاً على أن نرى «العمة» التى يرتديها ستاراً يخفى «إمعة» لا تنتج سوى الفتن، لنرى فيه - وأولاده - برهاناً على قول الله تعالى «إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً».
«القرضاوى» الذى فشل طول سنواته الـ88 فى أن يكون مفتياً للديار المصرية، لم يجد أمامه سوى لقب «مفتى الدمار» ليحصل عليه بجدارة، مع إصراره على إصدار فتاوى الدم لمن يريد - وكله بحسابه - حتى لفظه العلماء من «المؤلفة قلوبهم» الذين ظلوا يحترمونه ويقدرونه إلى أن كشفت الأيام عورته، لتعرى أطماعه وجرائمه وسعيه الدائم الى نعول «المؤلفة جيوبهم»، جامعاً الدولارات من هنا وهناك لتصل ثروته من وراء إباحة وهدر دماء المسلمين إلى 3 مليارات دولار.
تاريخ «الشيخ العار» يؤكد أن الإسلام لم يكن له سوى وسيلة يصل بها الى غاية الغنى الفاحش، ويضرب بها من يحاول الاقتراب من خزائن ثروته الحرام، ليتحول الدين الى مجرد كارت يلعب به فى وجه الجميع مستغلاً كتاب الله وسنة رسوله الكريم للوصول الى مآربه الشيطانية.
هذا ما يتقنه للوهلة الأولى كل قارئ لأوراق التاريخ القطرى الأسود، خاصة فى حقبة الثمانينيات، عندما فوجئ «القرضاوى» بالنجم المصرى «رجاء النقاش» يلمع فى سماء الثقافة الخليجية بعد إصداره مجلة «الدوحة الثقافية»، لتدفعه غيرته القاتلة الى شن حرب ضروس على «النقاش» وصلت الى حد إصدار فتوى بتكفيره بدعوى أنه «شيوعى»!
ورغم إشعال تلك الفتوى فتيل أزمة طاحنة فى قطر، التى لم تكن قد عرفت فتاوى «التكفير» من قبل، لم يكتف «مفتى الدمار» بذلك، بل سعى جاهداً لإقناع القطريين عبر المنابر بأن «النقاش» يسعى فى الأرض فساداً، ليتمكن فى النهاية من جمع تأييد التيار الإسلامى حول إغلاق المجلة، حتى وجد الشيخ خليفة حاكم قطر - فى هذا التوقيت - نفسه فى مواجهة شرسة مع المثقفين العرب الذين حاربوا «فتوى القرضاوى» بكل ما أوتوا من قوة.
ورغم انقلاب السحر على الساحر ليكتوى «شيخ العار» بنار فتواه، بعد أن دفعت أصوات المثقفين الشيخ خليفة الى سحب جنسية بلاده من «القرضاوى» استعداداً لطرده من الدوحة باعتباره مهدداً لـ«الاستقرار القطرى»، إلا أن «الإمعة» خرج من المعركة منتصراً على جثة «خليفة» ذاته مستغلاً الدين كالعادة، حينما أقنع نجله الصغير «حمد» بالانقلاب على والده، مصدراً فتوى بجواز خلعه من الحكم واعتقاله وسجنه بتهمة التشجيع على الكفر بإصدار مجلة يترأسها «النقاش الشيوعى».
عذراً إذا أطلت سارداً.. إلا أن هاتين الطعنتين اللتين أصابتا جبين «الفتوى» تكفيراً وانقلابًا، كان لابد من سردهما حتى نعلم مبدئياً كيف يستغل «مفتى الإرهابيين» الدين لخدمة أغراضه، ونكون فى غنى عن الحديث على «إخوانية الإمعة» التى تجبره على الإفك والتضليل، وبالطبع علاقته بـ«موزة» الزوجة المفضلة بين زوجات «المنقلب الشرعى حمد»، أو «أم المؤمنين» مثلما اعتبرها «شيخ الديوث» .. ولكى نتيقن أيضاً أن أسرار هجوم «ابنائه الضالين»، الجماعى على «مصر الثورة» لايتعدى كونه تطبيقاً لمقولة «من شابه أباه فما ظلم».
أخيراً .. إن كان «القرضاوى» يعلم جيداً أن الله قال فى كتابه الكريم «وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون»، وإن كنا متيقنين من شعور هذا الفاسد بفساده متناسياً عقاب الواحد القهار، واجداً فى نفسه تطبيقاً لكلماته تعالى «ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين. قال إنما أوتيته على علم عندى».. لا يسعنا إلا أن ندعو الله: اللهم أرنا آية فى هذا العالم الفاسد.