الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنفلونزا الخنازير




على مدار أسبوعين أتابع أخبار على استحياء فى بعض المواقع وأخرى فى الجرائد اليومية والأسبوعية عن حقيقة انفلونزا الخنازير فى مصر.
الواضح أمامى أن هناك تعتيمًا من جانب الحكومة وخاصة وزارة الصحة والسكان عن حقيقة انتشار المرض فى بعض المحافظات.. ففى القليوبية مثلًا تم اكتشاف عدد من الحالات المصابة وظهرت عليها أعراض المرض بشدة، ولم يتم الإعلان صراحة عن هذه الحالات، والغريب أن الصحة فى عالم آخر وما يحدث من ظهور بؤر يومية فى المحافظات يتم التعتيم عليها.
اتيحت لى الفرصة أن أجرى اتصالًا بأحد الأطباء فى مركز متخصص مثل المصل واللقاح لأعرف منه الحقيقة، وهل فيروس انفلونزا الخنازير موجود وهناك حالات إصابة بالمرض بالفعل ولماذا لم تعلن الصحة كما كان يحدث فى سنوات ما قبل الثورة عن تفشى المرض فى بعض المناطق ويتم عمل حجر صحى واحتواء الأزمة كما كان يحدث فى أزمة انفلونزا الطيور.
وكانت المفاجأة على لسان هذا الطبيب ان المرض موجود وأن هناك عددًا من الوفيات قد حدث الأيام الماضية، والمصيبة الأكبر ان بعض الأطباء تعرضوا للوباء ولقى البعض منهم حتفهم.. هذا على لسان الطبيب وان الحكومة نايمة فى العسل لا تشعر بشى لأن المرضى يصعب تحديده من جانب الكثير من الأطباء فاعراضه مثل الانفلونزا العادية تبدأ برشح وزكام ثم ارتفاع فى درجة الحرارة، ولكن مع وباء انفلونزا الخنازير يمر على المريض 48 ساعة وتبدأ المضاعفات فى ازدياد معدل درجة الحرارة بالجسم وتحدث عمليات انخفاض حاد فى الدورة الدموية وتعرض جزء من المخ نظرًا لشدة ارتفاع درجة الحرارة إلى تلف جزئى يؤدى فى النهاية إلى الوفاة.
بالأمس وبعد انتشار خبر الوفاة على أحد المواقع الإخبارية لبعض الحالات هرعت الأمهات والآباء إلى المستشفيات والعيادات الخاصة للكشف على أبنائهم خوفًا من هذا الفيروس القاتل وهم فى حالة ذعر شديدة بعد مناقشة القضية فى برامج التوك شو أمس الأول.
والسؤال للسيدة وزيرة الصحة لماذا لا تعلن الوزارة الحقيقة للناس مهما كانت النتائج؟ فالفيروس موجود فى مصر وفى العديد من دول العالم ولا يخفيه أحد المسئولين فى البلاد الأخرى لأنه وباء عالمى صعب السيطرة عليه.. والإجابة فى الحقيقة: ان المصريين أصبحت دماؤهم رخيصة وأرواحهم ارخص وهذا ما دفع الصحة ان تعمل «ودن من طين وأخرى من عجين»  المصداقية والشفافية فى كل الظروف والأحوال هى عنوان الحقيقة.. أيها السادة المسئولون لا تدفنوا رؤوسكم فى الرمال حتى تنالوا الاحترام والتقدير من الناس.. لن تستطيعوا إخفاء الحقائق طويلًا.. وسائل الإنترنت والميديا لا تهدأ ولا تسكن طوال الليل والنهار.. وأنتم ودن من طين وأخري من عجين.

[email protected]