الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سامح عيد: سيد قطب «بذرة» حسن البنا التكفيرية




 كان جمهور «المقهى الثقافي» على موعد مع ندوة شارك فيها الدكتور عمار على حسن وأدارها الشاعر شعبان يوسف، لمناقشة كتاب «رسائل التكفير فى فكر حسن البنا» للباحث سامح عيد الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية والمنشق عن جماعة الإخوان المسلمين منذ التسعينيات، الذى يكشف فيه كذب الآراء التى تردد أن الإخوان المسلمين فى انتهاجهم للعنف انحرفوا عن منهج الإمام البنا، وأن السبب فى هذا العنف أنهم أكثر تشربا لمنهج سيد قطب، مؤكدا أن حسن البنا أول من بذر العنف بأفكاره ورعاه حتى أثمر فى العقلية الإخوانية.
 
قال سامح عيد: دافع حسن البنا الأساسى لانشاء الجماعة لم يكن للدعوة والوعظ والإرشاد كما يشاع، ولكن أراد من خلالها أن يحقق حلمه فى إعادة الخلافة الإسلامية تحت مفهوم «أستاذية العالم» الذى تنطوى تحته فكرة السيطرة السياسية والعسكرية على العالم بأسره، من هذا المنطلق ترسخ لدى البنا مفهوم التعالى الدينى فهو يرى أنه الملهم من الله لإعادة الحكم الإسلامى كل من والاه مسلم ومن عاداه كافر.
 
وأضاف: كانت هذه بداية نشوء التكفير فى فكر حسن البنا الذى تتبعته بدقة فى رسائله وجميع ما كتب، لأصل إلى الحقيقة التى عرضتها فى كتابي، فحاولت من خلاله أن أصل إلى طريق العلاج والتخلص من أوهام القداسة والاستعداد لمراجعة هذه اﻷفكار بشكل حقيقى والتخلص مما بها من الكراهية التى أعتقد أن البنا كان يسربها لجماعته عن طريق فكرة الأحادية، وهى فكرة أنهم أصحاب الحق الفضيلة وغيرهم على طريق الضلال. مايكرس للعنصرية العميقة التى امتلأت بها عقلياتهم. فحسن البنا هو من رمى بذرة التكفير  وسيد قطب كان ثمرة هذه الفكرة، وضرب الفكرة الذى عمدت إليه فى كتابى هو مايساعد على القضاء عليها فالمواجهة الأمنية وحدها لا تكفى فى مواجهة العنف الناتج عن الجماعة، لأن الأفكار تنتشر بسرعة لايدركها القائمون على إدارة البلاد.
 
ومن جانبه أوضح الدكتور عمار على حسن أن كتاب «رسائل حسن البنا التكفيرية» يدق المسمار الأخير فى نعش فكر الإخوان المسلمين الذى ظلوا يروجون بالأكاذيب بأنه فكر معتدل يتبنى الاسلام الوسطى الذى رعاه حسن البنا، ويؤكد أن حسن البنا هو من أسس لمنهج العنف وبث سمومه فى رسائله.
 
وأشار عمار إلى أن أهمية الكتاب تأتى من خروجه من الداخل الإخوانى وليس من الخارج، مستخدما فى ذلك أداة بحثية شهيرة اسمها الملاحظة بالمشاركة، فميزته كانت فى موقعه داخل الجماعة التى آمن بأفكارها يوما ما عندما انضم إليها طفلا واقنعوه بالسمع والطاعة، ثم بدأ عقله يرفض هذه الأفكار ويساءلها. فحسام تمام وباحثين عدة خرجوا من عباءة الإخوان المسلمين مثل ثروت الخرباوى قدموا كتابات رائعة عن الفكر الإخوانى تحمل معاناة ومكابدة وترى فيها خبرة تختلف ولاشك عمن يكتبون عن الإخوان من الخارج.
 
وأضاف: كما يكشف الكتاب عن جوانب عدة فى فكر حسن البنا غير تبنيه للعنف وسيلة للوصول إلى غاياته، فالباحث يعرى فكرة أستاذية العالم التى أسس لها البنا وطموحه لإعادة الخلافة الإسلامية، مشيرا إلى النقلات الكثيرة التى حدثت فى تاريخ الإخوان المسلمين. وميزة الطرح الذى قدمه سامح أنه يعصف بالمقدسات التى يعتقدها أعضاء الجماعة، ويكشف لكل من حاول استنساخ فكر البنا على غير دراية أن هذه هى حقيقته. كما يزلزل هذا الطرح مبدأ أن فكرة الإخوان أزلية وتنظيمهم هو تنظيم عبقرى لايقهر، فيوضح الباحث أن استمرار الفكرة لخمس وثمانين عاما لم يأت إلا بدعم من الأنظمة السياسية التى تعاقبلت على حكم مصر والتى استقطبت الإخوان المسلمين ووظفتهم لصالحها فى حلبة الصراع السياسي.
 
وتابع: فنجد أنهم استخدموا منذ نشأة الجماعة 1928 لضرب حزب الوفد، ثم استعان الضباط الأحرار بالتنظيم السرى للجماعة فى بدء الأمر لإنجاح ثورة 1952 ومالبث عبدالناصر حتى انقض عليهم، وأخرجهم السادات من السجون مستخدما إياهم وسيلة للقضاء على اليسار، وكذا نظام مبارك الذى اتخذهم كفزاعة يلوى بها ذراع الغرب وغض النظر عن أفعالهم فى كثير من اﻷحداث، كما وظفهم الحزب الوطنى بشكل سرى فى حشد الجماهير. فالكاتب يقدم دليلا كاشفا  لكل من يريد مراجعة نفسه من أعضاء الجماعة.