الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وحيد الطويلة: الميت فى «أحمر خفيف» كان مقصوداً به نظام مبارك




كتبت- سوزى شكري
 
لم يكن المبدع جزءا منفصلا عن مجتمعه، فهو يشعر مع من حوله بكل منغصات المواطنة، من ظلم واستبداد، يثور مع بنى بلاده، ويلاقى ما يلاقوه، إلا أنه يضاعف له العقاب، لكونه قادرا على التعبير بابداع سهامه نافذه ، ربما يكون بسطر فى قصة أو فصل فى رواية، ليؤكد أن شعوره الوطنى المفعم بالاحساس ناتج عن تلاحم المنطقى، مدونا هموم شعبه فى ورقة يشهرها فى وجه كل ديكتاتور.
 
وفى ندوة بعنوان: «الرواية فى ضوء الواقع السياسى الراهن وكمرآة من مرايا الهوية المصرية» ناقشتها المائدة المستديرة وأدارتها الدكتورة سهير المصادفة بوجود ضيفيها الروائى وحيد الطويلة والروائية صفاء عبد المنعم، التى بدأت كلامها قائلة: يعتقد الكثيرون أن المبدع حين يكتب، يغلق على نفسه غرفه، ويبدأ فى رسم ملامح عمله الابداعى، وهذا اعتقاد خاطئ، فالكاتب جزء من مجتمعه يتفاعل معه ويكون مهتما بقضاياه، ويستلهم كل أحداث شخوص أعماله أيا كانت رواية، قصة، قصيدة شعر، من هذا المجتمع، تلاحما فرضته فطرة انسانية بين الطرفين.
 
والمبدع الذى يعمل بلا استشراف للمستقبل، يعد مبدعا عقيما، وهو من اختارته الأقدار لاحساس بالقادم، حدث ذلك معى فى رواية اسمها ريح السموم، كتبتها عام 2003 ورواية بعنوان حافة الروح عام 2011، تم فيهم التنبؤ، ريح السموم كانت ترتكز على أخ سافر الخليج وتطبع بهويتهم، فبدأ السخرية من أهله ويطلب من أخته أن تتزوج من شيخ عربى، وعن رواية 2011 تتحدث عن مديرة مدرسة تعانى من الاخوان وتحث الطلبة على عدم التصويت للإخوان، الا أنها فشلت فى ثنيهم عن مولاتهم، وبعد ما حدث من الإخوان، و تنبأت بكل ما فعلوه بالضبط، حدث ما توقعته ، وثبت للطلبة ما كانت تحذرههم منه.
 
أما وحيد الطويلة فقال: من خلال كلام صفاء عبد المنعم التى تتحدث عن المبدع كاتب النصوص، ومدى تفاعله مع الأخر، فالمبدع له عين ترى بشكل أبعد. ففى روايتى أحمر خفيف كتبت جملة أن النعش على باب المستشفى، والملائكة أيضا.. وفى آخر الرواية أن النعش على باب المستشفى والملائكة تفرقت.. كنت أقصد بالميت فى النعش هو النظام حينها، نظام مبارك وكان ذلك فى عام 2008، أشرت هنا لقبض روح النظام، لا أدرى من أين يأت للكاتب لحظة الإحساس والتنبؤ بالغد، وفى روايتى باب الليل، وهى رواية سياسية عانيت مما تحمله من دلالات، لأن كل شيء فى النهاية يصب فى السياسة، والأفكار السياسية فى الروايات تصب على التفكير فى الإنسان الفرد، الذى نريد أن نحرره ونتحرر معه، وعبد الرحمن منيف من أكبر المبدعين العرب الذين كتبوا روايات سياسية وأحدثت دوى فى مكانها، مما خلاصته أن المبدع يتفاعل مع مجتمعه، والرواية السياسية منها المباشر والغير مباشر، ولكل كاتب مقدرة على تطوير نفسه مع ما يناسبه منهما.