الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«التغييب الإعلامى» .. جريمة مارستها الأنظمة الساقطة فى حق الوطن




 حالة من التغييب السياسى مارستها بعض النوافذ الإعلامية، بغرض شخصى محض تجاه فصيل معين، يستقبل المتلقى البسيط هذا التحول فى توجهه بمنتهى القناعة، ايمانا منه وثقة فى أصحاب هذه المنابر. 
 فعلها الإخوان بتصدير الخطاب الدينى، فأثروا على البسطاء، وحققوا كل أغراضهم، وعضد مبارك حكمه بقنوات تسبح بحمده، وخبراء يمجدون فيه وحين أفاق المغيب، لم يعد يثق فى نافذة اعلامية، بعض فضحهم لبعض مهنيا، فاستقر على ما يحلله بالعقل ويخضع لقانون المنطق، وضرب بالثقة فى أغلب النوافذ الإعلامية عرض الحائط.
 
كان هذا ما تفق عليه تقريبا ضيوف ندوة ملتقى الشباب التى أدارتها الدكتورة سهير المصادفة وكانت بعنوان: المتلاعبون بالعقول ..الإعلام والجماعة .
وكان ضيوفها: داليا زياaدة المدير التنفيذى لمركز ابن خلدون، والمخرج رضا رمزى، وعلى سماحة أمين مساعد حزب مصر أكتوبر والدكتورة ايمان زهران بالعلوم السياسية.
 
وأكدت داليا زيادة استخدام الإعلام الإلكترونى للتأثير على الناس بطريقة معينة، مصطلح التلاعب بالعقول كتب عنه كتاب غربيين عام 1973 وكان محتوى الكتاب كيف يتم التأثر فى الرأى العام عن طريق الإعلام أو تحويله لحالة من التأييد الشعبى، لنظام اجتماعى معين، وغالبا ما يكون للحزب الحاكم.
 
أما المخرج رضا رمزى مخرج فيقول: مرحلة التلاعب بالعقول مرت بأكثر من مرحلة،  فقبل ثورة 25 يناير،  كان الإعلام لا يرتقى بمصر وحضارتها، حيث شارك بشكل مباشر فى رفع نسبة الأمية الثقافية، وحول أغلبنا للعمى المعلوماتى، كما أن جماعة الاخوان كان لها مصالح، ساعدت فى ذلك.. وبعد 25 يناير صار إعلاما متحولا، فصور الثائر بالخائن، مما ساعد على خلق حالة من الفوضى المجتمعية، ثم ظهر اعلام المصالح الرخيصة، حيث يوجد فى مصر حاليا قناة تقودها راقصة، تبتذل باسمها وطن كامل.
 
وفى فترة محمد مرسى، كان الإعلام متحول، باستثناء قليل كان يرى حجم الإخوان الحقيقى، وعدم ملائمتهم للحكم على الأقل فى هذا التوقيت، وأفاق الإعلام متأخرا، وحاليا اتجه الإعلام للنفاق للسيسى، وأراه يبالغ فى تمجيده بما لا يخدمه شخصيا.
 
على سماحة مساعد أمين تنظيم حزب مصر أكتوبر يقول: لعب الإعلام دورا مهما فى تغييب الشعب،  وتحويل وجهته إلى أكثر من مكان ، فأذكر حين جاء المجلس العسكرى وصرح ببيان بأن يعطى حرية للسيسى بالترشح من عدمه، فوجئنا بكل القنوات تتكلم عن التفويض ! ولو رجعنا للبيان لا يوجد فيه ما يشير إلى التفويض، هى كمبالغات اعلامية لا أساس لها .
 
وتقول الدكتورة إيمان زهران: يجب إعادة الهيكلة الفكرية، وفى السابق  كان الخطاب السياسى مختلف، والجماعة صدرت الخطاب الدينى، للتأثير الجماهيرى، وكان أحد أسباب سقوط نظام مبارك تردى الخطاب الاعلامى، فاستغل الاخوان تصدير الخطاب الدينى، حيث لا يجيدون تصدير الخطاب السياسى ، وفى النهاية ميز المواطن باجنهاده وقرر الانحياز لصوت العقل المنصف لكل تصرفه دون النظر لأى وسيلة اعلامية أو خطاب من أحد .