الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بهاء طاهر: الثورة قادرة على اجتياز التحديات.. والمنطقة تتعرض لمؤامرة دولية




 كتب- محمد عبد الخالق

عن تصوراته حول كيفية الخروج من الوضع الراهن، تحدث الأديب والروائى الكبير بهاء طاهر، الذى استقبله جمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب فى لقاء مفتوح، مؤكدا أن المصالحة الوطنية فى واقع الأمر فى حاجة إلى طرفين، كلاهما يقدم تنازلات من أجل مصلحة الوطن، وليس طرفاً واحداً، وكيف لنا أن نتصالح مع أشخاص تلوثت أيديهم بالدماء ! هذا إلى جانب أن جماعة الإخوان لا نية لديهم للمصالحة، ومع ذلك  فالوطن يفتح ذراعيه للجميع، وقد أعلن الدكتور حازم الببلاوى أكثر من مرة أن الجميع يرحبون بكل من يريد أن يعود إلى صفوف الوطن. عن تصوراته حول كيفية الخروج من الوضع الراهن، تحدث الأديب والروائى الكبير بهاء طاهر، الذى استقبله جمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب فى لقاء مفتوح، مؤكدا أن المصالحة الوطنية فى واقع الأمر فى حاجة إلى طرفين، كلاهما يقدم تنازلات من أجل مصلحة الوطن، وليس طرفاً واحداً، وكيف لنا أن نتصالح مع أشخاص تلوثت أيديهم بالدماء ! هذا إلى جانب أن جماعة الإخوان لا نية لديهم للمصالحة، ومع ذلك  فالوطن يفتح ذراعيه للجميع، وقد أعلن الدكتور حازم الببلاوى أكثر من مرة أن الجميع يرحبون بكل من يريد أن يعود إلى صفوف الوطن. 
 
عأما عن كيفية تغير الفكر المتشدد لجماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسى، فقد أضاف طاهر كما يقولون التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر والتعليم فى الكبر كالنقش على الماء، وتغير فكر هذه الجماعات المتشددة فى حاجة إلى معركة ثقافية وسياسية واجتماعية ودينية قد تمتد لسنوات، فليس من المعقول أن تقنع شخص تربى على السمع والطاعة العمياء أن يُغير مساره فى يوم وليلة، ولذا فلابد أن يكون لدينا تيار فكر مدنى قوى لديه مصداقية وفكر وسطى وواضح للتغلب على هذا التيار الرجعى.
 
وعن دور الدولة المصرية فى مواجهة هذه الجماعات المتطرفة، ومدى قدرتها على حسم المعركة لصالحها وصالح المجتمع قال الأديب الكبير: هذا السؤال يفترض أن تكون الدولة المصرية فى يدها المبادرة، وما نعرفه جميعًا أن دور الدولة المصرية على مدار ثلاثين عامًا من الفساد والطغيان فى ظل حكم مبارك، قد تآكل ويكاد يكون تحلل وتلاشى دورها، ويرجع ذلك إلى الفساد والبيروقراطية والظلم والطغيان الذى ساد وضرب بجذوره فى كافة مفاصل الدولة المصرية فى هذه السنوات العجاف،وبكى يعود للدولة دورها فى المرحلة القادمة، أرى أنه على الجميع أن يقوموا بأدوارهم وخاصة المثقفين، وإن كنت أرى بأنه لا يوجد حتى الآن ما ينبأ بأن هذا الدور الهام والحيوى فى توعية البسطاء من الشعب يوجد من يقوم به؟!. ومع ذلك فأكاد أجزم بأن هذه الثورة قادرة على اجتياز كل العقبات والتحديات التى ستواجهها، وستحقق كل ما قامت من أجله شريطة أن نعمل ونجتهد، ونعى ما يحاك ضدنا من مؤامرات ودسائس تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية.
 
وبحكم معاشرتى للغرب أكاد أجزم ولو تطلب الأمر أن أقسم، بأن ما يحدث هو مؤامرة دولية تصل لحد حرب عالمية جديدة هدفها تقسيم المنطقة العربية وإسقاط مصر، وشراء عملاء لهم من الداخل من خلال أموال التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، أو أموال دويلة قطر، وأرى أنه علينا ألا نبالى كثيرًا بالنظر لموقف الدول الخارجية، وعلينا أن ننظر لواقعنا الداخلى ونعمل على حل مشاكله والنهوض بمصر، وما ننفقه من أموال لتحسين صورتنا لدى الغرب، لو أنفقناها على الشأن الداخلى لكان أفضل.
 
وعن رأيه فيمن يرون أن مصر فى طريقها من جديد لأحضان العسكر قال طاهر: أنا من أكثر المؤيدين للحكم العسكرى، وشديد الحماس والإيمان بالعسكرية المصرية، الوطنية منذ عصر أحمد عرابى حتى يومنا هذا، ولا أنكر وجود أخطاء وقعت فيها، ولكن هذا لا ينفى وطنيتها وإخلاصها لمصر أولاً وأخيرًا، وكلما ذكر الجيش المصرى تذكرت هذا البطل «محمد عبيد»، الذى شارك مع عرابى فى معركة كفر الدوار والتل الكبير ضد قوات الاحتلال الانجليزى، ويقول المؤرخين أن عبيد ظل صامدًا على مدفعه يدافع عن وطنه، حتى انصهر جسده من شدة حرارة المدفع.
 
وحول اليأس الذى انتاب بعض الشباب ممن شاركوا فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو ويرون أن الثورة سرقت منهم، قال طاهر أرى أن الشباب المصرى النقى الطاهر، يتعجل الوصول للنتائج، وعليه أن يصبر ويهدأ لنبدأ فى مرحلة البناء، ومن المؤكد أن هؤلاء الشباب هم من ستعتمد عليهم مصر ما بعد يناير ويونيو فى بناء مجدها، ولكن علينا أن نتحلى بمزيد من الصبر، وأن ننحى اليأس جانبًا، فما يحدث الآن هو حالة من القلق والتمرد الطبيعى الذى يكون مصاحبًا للثورات.
 
وحول حرمة الدم المصرى ولماذا أصبح الدم المصرى رخيصًا، أشار طاهر إلى أن كل من يروج لثقافة الدم والعنف هو آثم، ودون الدخول فى مقارنات حول ما حدث فى لبنان والعراق وسوريا وليبيا، ينبغى أن نرفض بكل الطرق والوسائل ثقافة الدم فى الصراع السياسى، وهذا نداء موجه للطرفين. واختتم طاهر لقاءه بالحديث عن رأيه فى كيفة النهوض بالتعليم فى مصرقائلا: إن بداية إصلاح التعليم تبدأ من ضرورة أن نعترف أولاً بأننا أمة فى خطر، كما أعلنت الولايات المتحد الأمريكية فى سبعينيات القرن الماضى، وأن نضع حلولا جذرية للمشكلة، فالتعليم منظومة تتداخل فيها الأسرة مع المعلم والمجتمع والمدرسة، وعلينا أن نقضى على ازدواجية التعليم فى مصر، فلا توجد دولة فى العالم بها تعليم حكومى وتعليم خاص وتعليم أجنبى وتعليم دينى.