الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

100 عام على «زينب» أول رواية عربية




احتفى «المقهى الثقافي» بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بمرور 100 عام على صدور رواية «زينب» لمؤلفها محمد حسين هيكل، فى ندوة شارك فيها كلا من الروائى يوسف القعيد والكاتب محمد التداوى وأدارها الشاعر شعبان يوسف.
افتتح شعبان يوسف الندوة قائلا: إننا اليوم بصدد الاحتفاء بحدث بالغ الأهمية والأثر فى تاريخ الأدب المصرى الحديث، فرواية زينب التى صدرت سنة 1914 تعد الرائدة فى ميدان الرواية وهى التى مهدت لتطور هذا الفن فى العالم العربي. وإيضاح قيمة هذه الرواية وأهميتها وتفريعاتها فى الكتابة الروائية فيما بعد يحتاج فى الحقيق  ﻷكثر من ندوة.
وقال: محمد حسين هيكل له آثار عظيمة فى الأدب المصرى بخلاف رواية زينب، نشر العديد من الروايات والمجموعات القصصية والدراسات التاريخية، ومن أهم مؤلفاته «فى منزل الوحي» الذى يتناول سيرة الرسول، وكتابه عن جان جاك روسو. كما كان سياسيا بارزا اقترن اسمه بأحمد لطفى السيد وأنشأ معه مجلة السياسة.
بينما أوضح الروائى يوسف القعيد أنه لولا اختيار طه حسين شخصية العام فى المعرض، لكان يفترض أن تؤول المناسبة لمحمد حسين هيكل. أعتبر أن 2014 كان يجب تخصيصها لهيكل وزينب، وقد طرحت ذلك بالفعل ولكن لم يهتم المسئولين باعتبار أننا هكذا نمارس نوعا من الذاتية والنرجسية وننسب بداية الرواية العربية إلينا. وقد اهتممت بالدكتور محمد حسين هيكل مبكرا لأن رواية «زينب» عن الريف المصرى وأنا معنى جدا بكل ما كتب عنه، والمثير أنه كتبها بين لندن وباريس وجينيف إلا أنه استطاع رصد تفاصيل حياة الفلاحين وكأنه جالس بينهم. وأنا أقرأها كنت اسأل نفسى كيف يأته الحنين بهذه الشدة التى تجعله يعود بخياله  إلى قرية سنبلاوين ويعيد خلقها واستحضار روحها ببراعة فذة وهو فى الغربة.
وأضاف: كان من الطبيعى أن يتأثر محمد حسن هيكل فى كتابته لزينب بالأدب الفرنسى لأنه كان متاحا  له، وباعتبار الرواية بادرة لم يجد أماه من الأدب العربى ما يساعده على كتابتها. فنجده أمات زينب بطريقة السل وهى موجودة بكثرة فى الروايات الفرنسية. كما شكلت لغة الحوار فى الرواية مشكلة حقيقية، فمن يكتب عن الريف  يكون أبطاله ريفيون أميون ، يحار هنا الكاتب مابين استخدام الفصحى أو العامية التى تناسب السياق الثقافى لهذه الشخصيات، وهذه المشكلة ربما حلت باللغة الثالثة بجهود مبدعين وليس بعلماء اللغة أو الأصوات.
وأكد الكاتب محمد التداوى إن رواية «زينب» على أهميتها أفرزت جانبا مهما جدا مثل فيما بعد إشكالية فى تاريخ السرد الروائي، وهو مزج لغة العامية بالفصحى، كنا نعتقد أن العامية خاصة بالمدن ولكن محمد حسنين هيكل فى روايته أوضح خصوصية العامية والألفاظ المتداولة فى المجتمع الريفي، والتى تشكل فى ذاتها ثراء عظيما، فبعض المسميات التى تشكل جزءا لا يتجزأ من تراثنا وحضارتنا المصرية، خلدها فى «زينب» ونجدها طمست الآن. وقد أبدع هيكل فى تصوير نمط الحياة التى تعيشها أسرة ريفية تعانى من ظلم الإقطاع، يحيى حقى أوضح أن هيكل أظهر هذه الأسرة فى صورة سلبية فهى لاتجرؤ على التمرد أو القيام بثورة لاسترداد حقوقها.