الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وحيد حامد: «المسكوت عنه» فى الكتاب الأسود للإخوان فى الجزء الثانى من «الجماعة»




أكد المؤلف وكاتب السيناريو الكبير وحيد حامد، الذى حل ضيفا على معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى ندوة «اللقاء الفكري» التى أدارها الناقد الفنى على أبو شادى، أكد أنه يثق أن مصر (الثقافة والأغنية والفيلم واللوحة) ستعود لما كانت عليه، من تراث حضارى كان ولازال محط أنظار العالم أجمع.
وأكمل: أود أن أقول لكم بأن الثقافة المصرية هى واسطة العقد فى الحضارة المصرية، فهى التى التف حولها المصريون، وهى الجواد الذى علينا جميعًا أن نراهن عليه فى الفترة القادمة.
تحدث وحيد حامد عن القضايا التى طرحها فى أعماله، وما تتسبب فيه من إثارة الكثيرين ضده، وما يترتب عليها من صراعات مع مقص الرقيب، قائلا: بالنسبة لى أن أؤمن بأن الثبات على رأى وفكر واحد ينتصر للحق، وأعتقد أن هذا الأمر يرجع إلى نشأتى وتربيتي.
ومن هنا كان حرصى على ألا أنافق أحد فأنا من أولئك الذين يسيرون فى طريق واحد لا يتغير، على الرغم من أننى شاهدت وعاشرت العشرات بل المئات من أولئك المتحولون كالحرباء من أجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية، ولقد وجدت نفسى من البداية وقررت ألا أكتب إلى ما يمليه على ضميرى مهما كانت الضغوط، وهذا القرار لم أغيره منذ أن كنت أكتب القصة القصيرة فى بداية حياتى، وقد فشلت فى كتابة القصة القصيرة، وكانت نصيحة الكاتب الكبير يوسف السباعى لى بأن أتجه للكتابة الدرامية، هى بداية نجاحى.
وليس هذا فحسب وإنما من الضرورى أن يكون لكل كاتب أو فنان قضية تشغله، وكانت قضيتى التى كانت ولا زالت تؤرقنى وتشغل بالى حتى الآن هى العدالة الاجتماعية بشكل عام، ولأن مجتمعنا كان يعج بالظلم والفساد، جعلت طريق البحث عن العدالة الاجتماعية هو طريقى.
وفيما يتعلق بموضوع الرقابة أؤكد من هذا المكان لكم بأن الرقابة، لم تكن هى التى تصادر أعمالى، وأعمالى التى تم عرضها عُرضت دون وساطة أو محسوبية، وعرضت بسبب إصرارى وتمسكى بقانون الرقابة، والذى يُعطى للمؤلف الكثير من الحقوق، وكانت لى صولات وجولات مع الجهات الرقابية أيضًا حول فيلم «الغول» تحديدا، وفى الحقيقة ومن وجهة نظرى، أود أن أشير إلى أن من يطالبون بإلغاء الرقابة هم مخطئون، فنحن لسنا ملائكة، فالرقابة موجودة للترشيد وليس للمصادرة، وبالنسبة للأفلام السياسية فكانت الجهات السيادية العليا فى الدولة كما يطلقون عليها هى من تصادرها وليس الرقابة، وكان المحظور لدينا هو الكلام فى الدين دون الرجوع إلى الأزهر أو الكنيسة، وكذلك الكلام فى الجنس وهو القائم حتى هذه اللحظة.
وواصل: وعندما تم تهديدى من قبل بعض قيادات الإخوان قلت لهم المحاكم موجودة فأنا ذكرت ما جاء فى مصادر قادة الجماعة، وحتى الآن لم يجرؤ أحد على أن يكذبنى فيما أوردته عن الجماعة، وعندما عرض على د.عبد المنعم أبو الفتوح ود. عصام العريان وهم من أصدقائى أن يساعدونى ويمدونى بالمعلومات رفضت ذلك، حتى لا أتأثر برأيهم.
وفيما يتعلق بالإيحاءات الجنسية بالعمال الفنية قال: أؤكد والكل فى الوسط الفنى وخارجه يعلمون ذلك، بأننى لا أكتب لأحد مهما كانت شهرته ونجوميته، وهذه الإيحاءات هى بالقطع ضرورة درامية، والمشكلة الحقيقية هى أن المجتمع المصرى والمجتمعات الشرقية تحاول أن تُعتم على الجنس، بكل الطرق والوسائل، وأنا أرى أن المشهد طالما لم يخدش الحياء ولا يوجد به إسفاف فلا خجل من ذلك.
والمشكلة فى كيفية التناول فكلنا قرأنا أدب نجيب محفوظ وعبدالرحمن الشرقاوى ويوسف إدريس، دون أن نشعر بحجل، لأنهم وظفوا كل شى فى مكانه المناسب.
وأجاب عن سؤال: هل يكفى الحل الأمنى والقمعى لمواجهة الإخوان؟ قائلا: الحل الأمنى فقط لا يصلح، ولابد أن نعرف جيدًا أن جماعة الإخوان، تعمل بنفس المنهج ونفس المعتقدات منذ تأسيسها فى عام 1928، وكل عام يتم تفريخ أجيالاً جديدة للجماعة، وتربى على السمع والطاعة العمياء، ولمن يقرءون التاريخ أحب أن أشير إلى أن ما حدث من أعمال عنف وإرهاب فى حادث مديرية أمن القاهرة، هو صورة طبق الأصل مما حدث عام 1948، من قيام أحد أنصار جماعة الإخوان، بوضع قنبلة داخل شنطة بمحكمة القاهرة، والكتائب الإخوانية المتطرفة ليست وليدة هذا اليوم ولكنها منذ أن أسس حسن البنا التنظيم السرى لجماعة الإخوان عام 1942، وأخذ هذا التنظيم فى التطور المجتمعى والقتالى.
وأنا أتعجب كيف لفصيل أن يحارب شعب، لقد كان باستطاعة  «فاروق» و»مبارك» أن يقتلوا الآلاف، ولكنهم فضلوا أن يتركوا مناصبهم على ألا تراق قطرة دم واحدة.
الأمر لا يقتصر على الإخوان وحدهم، هناك فئات أخرى لا أدرى ماذا تريد، وبدلاً من اللف والدوران والتأمر، علينا أن نتحلى بالوضوح والمصداقية. وللأسف الشديد لا زال هناك أنصار لمبارك وأنصار لمرسى لهم مصالح خاصة وأجندات خارجية تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية، وعلى المجتمع المصرى أن يلفظهم، لعلهم يشعروا بالندم و يعودوا إلى صوابهم ورشدهم، ويعلموا أن مصر هى الباقية والكل إلى زوال.
وفى تعليقه عن فتوى مظهر شاهين بطلاق الزوج لزوجته الإخوانية قال وحيد حامد الشيخ مظهر اندفع، ولمن لا يعرفون أول من أفتى بجواز طلاق الإخوان هو المرشد العام الخامس لجماعة الإخوان المسلمون مصطفى مشهور، فهم أول من أجاز ذلك، وانتظروا الجزء الثانى من مسلسل الجماعة لتشاهدوا المسكوت عنه فى الكتاب الأسود لجماعة الإخوان.