الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«تأملات فى التصوف» ... حوار الأديان بعيدا عن القبلات والأحضان




كتب ــ أحمد سميح

كان كتاب «تأملات فى التصوف والحوار الديني»، للكاتب الإيطالى جوزيبى سكاتولين، موضوع الندوة التى نظمها «كاتب وكتاب»، وشارك فيها الدكتور محمود عزب والدكتور جمال رجب، وأدارها الدكتور مصطفى لبيب.

قال جوزيبى سكاتولين عن كتابه: الكتاب يعتبر ملخصا لرؤيتى الشاملة حول موضوعين وهما: «الحوار الديني» و»الحياة الصوفية»، وقد قسمت الكتاب إلى جزأين: الأول يتطرق إلى موضوع الحوارw الدينى مع إبراز بعض من الملامح الأساسية لمضمونه وأبعاده فى واقع حياتنا البشرية فى عصرنا هذا.
لقد دخلنا عصر العولمة والتى تهدف إلى توحيد البشرية جمعاء فى كتلة ثقافية موحدة وتسمى بالثقافة التسويقية، وهذه الثقافة تسعى إلى إلغاء كافة الخصوصيات الثقافية والاجتماعية الأخرى التى ظلت قرونا طويلة عصب الحياة لشعوب العالم عبر تاريخهم الطويل، بل وتؤدى هذه العملية التسويقية إلى عودة الكائن البشرى الى ما بعد الحداثى مع انهيار شبه كامل لقيمه الأخلاقية والروحية الأساسية، كما أنها عملية «روبتة» شاملة للكائن البشرى مما قد يؤدى إلى فقده شبه الكامل لهويته الإنسانية.

ويأتى الجزء الأول على شكل مقالتين: الأولى تعالج قضية جذور الحوار الدينى الذى إذا فقده الإنسان فقد معه هويته الإنسانية.

أما المقالة الثانية فتعالج قضية العولمة وتحدياتها الجسيمة فى عصرنا الحالي، فتشير إلى ضرورة الحوار الدينى لكى يسترد كل دين قيمه الروحية فى مواجهة هذه الثقافة التسويقية الخطيرة.

أما الجزء الثانى فينقل القارئ إلى عالم التصوف أو الحياة الدينية الروحية وأتطرق فيها إلى قضية قراءة النصوص الصوفية لفهمها حسب مضمونها الحقيقى وليس طبقا لتصورات غريبة أو أجنبية عنها فيها الكثير من السطحية من طرف النقاد الذين يسقطون عليها ما يريدونه.

ولفت المؤلف إلى أن الدخول فى الحوار الدينى لا يعنى وضع الرؤية الإيمانية الخاصة بكل طرف منه بين قوسين فهذا موقف أصبح مرفوضا فعلى كل طرف أن يدخل فى الحوار الدينى بإيمانه الخاص وبغير تنكر وان ينفتح كل طرف الحوار من إيمانه على التعرف والتفاهم والتواصل مع الآخر المختلف.
ودعا إلى ثورة عميقة تبدأ فى داخل كل إنسان خاصة كل من يدعى انه متدين ثورة تحرر إنسانيتنا المعاصرة من تلك التبعية التاريخية الثقيلة من الصدامات والحروب والقتل حتى ندخل فى عصر جديد يعيش فيه الإنسان فى عدالة ومحبة إلا أن هذا يتطلب ثورة روحية جادة مستأصلة من كل شر، وهكذا ينفتح كل إنسان على أخيه الإنسان الآخر.

ومن جانبه قال الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر: سبب تعثر مصر حتى الآن هو فقدان الحوار، حيث إن ما يحدث فى مصر والعالم العربى ليس حوارا، فالحوار يتطلب عدة أساسيات وهى الاعتراف المتبادل والاعتراف بنسبية الرأى والموقف وإذا اتضح عدم صواب رأى فعلينا الاعتراف والعودة إلى الصواب، والإعلان أننا على استعداد لتنفيذ وتفعيل ما نتفق عليه.

وحول الحوار الذى بدأه الأزهر قال عزب: يقوم الأزهر الآن بعمل وثيقة المواطنة، هذا إلى جانب إجراء حوار مع المسيحيين المصريين أولا ثم المسيحيين العرب ثم المسيحيين فى العالم، ومن المقرر ان يجرى حوارا مع اليهود البعيدين عن الصهاينة.

واختتم حديثه قائلا: أقول لمن يدعوا الإسلام ويهلكوا دينهم ووطنهم الجهل لا يصل لهذه الدرجة لغياب الروح القرآنية التى توضح معنى الإنسانية لدى المسلمين.

فيما قال الدكتور جمال رجب أستاذ ورئيس قسم العلوم الاجتماعية بكلية التربية جامعة السويس، ما أحوجنا لمثل هذه الكتابات فى ظل المشهد الملتبس فى مصر، فالمؤلف يبحث عن الجوهر فى الإنسان وهى لغة الحوار والتعارف ولغة التراحم وينطلق فى إطار نسقى منهجى. وأضاف أن التصوف يقوم على الخبرة الروحية الحقيقية، ويمثل أرضية مشتركة للتفاهم بين أصحاب الديانات المختلفة، وما أحوجنا لتلك اللغة بدلا من لغة التنافر.