الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الختان جريمة.. أوقفوه الآن




كتبت-علياء أبوشهبة
اليونيسيف: شبح الختان يعود من جديد على يد الأطباء
عادة مشينة أعلنت الحكومات المتعاقبة الحرب عليها لما يصاحبها من أضرار جسدية ونفسية للفتاة.. لكنها للأسف لم تنحسر بالشكل الكافى ولا نستطيع أن نقول أن أياً من الحكومات حسم تلك الحرب بالانتصار على عادة ختان الإناث.. ولأن يوم 6 فبراير من كل عام هو اليوم العالمى الذى تخصصه منظمة اليونيسيف بهدف التوعية بمخاطر ممارسة هذه العادة فسنخصص هذه المساحة لتذكير الحكومة بضرورة عدم نسيان حربها على الختان حتى لو كانت تخوض حروباً أخرى فى مقدمتها حربها على الإرهاب.
 
يوم السادس من فبراير من كل عام، هو اليوم العالمى الذى تخصصه منظمة اليونيسيف، «منظمة الأمم المتحدة للطفولة، بهدف التوعية بمخاطر ممارسة هذه العادة.

وقد أشارت تقديرات حديثة لليونيسيف لعام 2013 إلى أن هناك حوالى 120مليون امرأة وفتاة خضعن للختان فى 29 دولة تمارس فيها هذه العادة وأن ما يصل إلى 30 مليون فتاة تحت سن 15 سنة يزلن يواجهن هذا الخطر، والأكثر خطورة خلال العام الماضى هو تزايد معدل مشاركة الأطباء فى إجراء عمليات الختان، حيث إن نسبة قيام الأطباء بعمليات الختان وصلت إلى 72% فى حين أنها كانت 55% عام 1995، كما تراجعت جهود مكافحة هذه الممارسة لينخفض معها معدل مكافحة انتشارها من  76% عام 2005 إلى 74% عام 2008.

«ختان الإناث بين المغلوط علميا والملتبس فقهيا»، هذا هو عنوان الكتاب الذى أعادت اليونيسيف إصداره بمشاركة نخبة من كبار علماء الأزهر على رأسهم د.على جمعة مفتى الجمهورية السابق، ود.أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر، ود.عبدالله الحسينى وزير الأوقاف السابق، بعد رصد ظهور أفكار مغلوطة علميا وملتبسة فقهيا تسمح بانتشار ممارسة عادة ختان الإناث وضعف جهود محاربتها.

مصطلح «الختان» يشير إلى قطع جزء مخصوص من عضو مخصوص، وهناك مصطلحات أخرى مثل «البتر التناسلى» أو التشويه التناسلى»، كما أن هناك مصطلحات شعبية أخرى منها «ختان الإناث الفرعونى»، و«ختان الإناث السودانى»، وهناك أيضا فى المسميات المتعارف عليها حول الختان «سنة كبير»، و«سنة صغير» وهما يدلان على درجات ختان الإناث فى الصومال والسودان، وتستخدم كلمة «سنة» للإشارة بأنها عادة دينية وهى مغالطة.

وتجرى هذه العادة فى 29 دولة إفريقية وبعض الدول الآسيوية، ولا تنتشر فى العالم الإسلامى إلا فى مصر والصومال والسودان وجيبوتى وبعض أجزاء اليمن وعمان، أما باقى الدول الإسلامية فى شمال أفريقيا وفى آسيا وعلى رأسها السعودية لا يوجد بها حالة ختان واحدة.

وفى يونيو عام 2008، وافق مجلس الشعب المصرى على تجريم ختان الإناث فى قانون العقوبات من خلال الحكم بالسجن لمدة 3 أشهر كحد أدنى، وسنتان كحد أقصى، أو بدفع غرامة تتراوح بين 1000 جنيه مصرى كحد أدنى، و5000 جنيه مصرى كحدٍ أدنى.

والقانون رقم 126 لسنة 2008 يفيد بتجريم ختان الإناث وهو ما أيدته المحكمة الدستورية العليا فى الحكم الصادر فى فبراير 2013.

وفى عام 2007، أصدر مفتى الجمهورية، فضيلة الشيخ على جمعة، فتوى تدين ختان الإناث، كما صدر بياناً عن المجلس الأعلى لمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، يوضح أن ختان الإناث لا أساس له فى جوهر الشريعة الإسلامية أو أى من أحكامه الجزئية.

ويقوم بإجراء الختان الدايات التقليديات أو حلاقو الصحة وكان يتم إجراؤها بواسطة آلات حادة أو مقصات أو مشارط أو قطع من الزجاج أو شفرات الحلاقة، ورغم تجريم وزارة الصحة المصرية لختان الإناث عام 1996، إلا أن معدل مشاركة الأطباء فى ممارسة الختان يشهد إرتفاعا متزايدا.

أشارت سارة الشافعى، المسئول الإعلامى فى الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة، إلى أن الجهود الرسمية المبذولة فى مجال مكافحة عادة ختان الإناث تراجعت بشكل ملحوظ خلال العام الأخير، وتأثرت بالأحداث السياسية.

ومن خلال جولاتها الميدانية فى فروع الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة فى المحافظات، لمست سارة أن الإقبال على ممارسة الختان يرتبط بالرغبة فى «عفة الفتاة» والتعجيل من بلوغ الفتاة، وهى أمور ثبت عدم صحتها، بل على العكس ثبت ضرر الختان النفسى والجسدى على السيدة سواء أثناء الممارسة الجنسية أو أثناء الولادة، كما أنه يعرض المرأة للكثير من الأمراض، وتعريض حياة المختتنة للخطر أثناء إجراء الختان،هذا بالإضافة إلى تأثيره النفسى السلبى.

أشار الشيخ سيد زايد، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن ختان الإناث لم يذكر على الإطلاق فى القرآن الكريم، وليس فى مروريات الأحاديث دليل واحد صحيح السند يمكن أن يستفاد منه حكم شرعى، ولكن الله خلق الإنسان فى أحسن تقويم وإن بتر قطع مهمة من جسم الإنسان هو تغيير لخلق الله وليس من فضائل الأعمال.

كما أن الشريعة الإسلامية تقر مبدأ أنه متى ثبت بريق البحث الدقيق أنه فى أمر ما ضررا صحيا أو إفسادا خلقيا وجب منعه وفقا لضرره، لأن التشريع الإسلامى وضع لجلب مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم، وأكد على أن زوجات الرسول وبناته لم يكن مختتنات وهو ما يعتبر فى حد ذاته نفيا لاعتبار هذه العادة سنة.

وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية أن: «إذا ثبت ضرر العرف باعتبار ممارسة الختان للإناث عادةة عرفية تطبق القاعدة الشرعية «لا ضرر ولا ضرار».

أما بخصوص القول بأن قطع جزء أو كل من العضو التناسلى للمرأة من فضائل الأعمال لأنه يقلل من رغبتها الجنسية فهو قول مغلوط لأن العلم أثبت أن مركز التحكم فى الرغبة الجنسية هو المخ، وإذا أردنا التحكم فى الرغبة الجنسية فعلينا بمخاطبة العقل وتهذيبه وتربيته التربية الدينية القويمة.

بخصوص الأحاديث النبوية التى يعتبرها البعض سندا شرعيا لممارسة عادة الختان فيرد الشيخ سيد موضحا أن قوله، صلى الله عليه وسلم: «الفطرة خمس الختان والاستحداد ونتف الإبط وقص الشارب وتقليم الأظافر»، فالأصل فيه تعميم فعل الختان على الرجال وليس النساء اقتداء بسيدنا إبراهيم عليه السلام لأنه كان أول من أختتن.
كما أن الأحاديث النبوية الأخرى ومنها: «الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء»، تعتبر أحاديث ضعيفة لا تصلح لاستنباط حكم شرعى.