السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البوار يهدد 36 ألف فدان موالح فى القليوبية




القليوبية - حنان عليوة
تشتهر محافظة القليوبية من أشهر المحافظات المصرية فى زراعة البرتقال خاصة بقرى ومدن مركز طوخ وشبين وكفر شكر والتى تقوم بتصديره الى الاسواق الخارجية وعلى مستوى الجمهورية ولكن فى الثلاث سنوات الاخيرة تعرض اصحاب حدائق الموالح لخسائر كبيرة مما أدى لازالة أشجار الموالح على مساحة 256 فدانا خلال العام الماضى وذلك حسب تقرير صادر من مديرية الزراعة بالقليوبية.

ولايزال اصحاب هذه الزراعات يعانون من تردى الاوضاع الاقتصادية وانهيار سعر المحصول نتيجة توقف حركة النقل والتصدير وانخفاض السعر المحلى لكيلو البرتقال من المزارع لاقل من 100 قرش مما يعرض اكثر من 36 الف فدان مزروعة بالبرتقال فى القليوبية للبوار.

«روزاليوسف» ترصد معاناة أصحاب زراعات الموالح نتيجة تعرضهم لخسائر فادحة.

محمد سعد مزارع يشتكى من ارتفاع اسعار الاسمدة لأشجار الموالح حيث يصل سعر عبوة السماد الى 200 جنيه ورغم ذلك غير موجودة سوى فى السوق السوداء بأسعار عالية. علاوة على اعمال الخدمة وتنقية الحشائش وتجهيز الارض وكلها اعمال تتم بأموال يتكبدها المزارع ويصل اجر العامل من الصباح حتى الظهيره الى 50 جنيها.

ويكمل سلامة سعد انه عند صرف الأسمدة من الجمعية الزراعية لم يتم صرف الحصة المخصصة للأرض كاملة عند كل موسم وقد تصل الى نصفها مما يجعل المزارعين يضطرون الى شرائها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة.

ويلفت شحاتة على مزارع الى ان الفلاح يعانى اشد المعاناة لكى يتم خدمة الأرض والتى قد تصل سعر الخدمة على الفدان الواحد فى حدود الـ8 الاف جنيه وعند جمع المحصول يفاجأ الفلاح ان سعر الفدان يصل فى حدود مستوى الخدمة اذن هناك خسارة كبيرة يتكبدها المزارع بسبب انخفاض السعر لا يجد الفلاح مقابلا ماديا يعيش منه لذلك من السهل قلع تلك الأشجار ويحولها الى خضروات.

ويوضح احمد فتوح أن الفلاح يعتمد على عائده الأساسى طول العام الناتج من تلك المحصول سنويا لكى يحصل على امواله لانفاقها فى زواج اولاده او انه يعول اسرته ولكن الان اصبح الوضع سيئا للغاية ويقوم بعض الفلاحين الان بتقطيع الاشجار وبيعها أخشاب أو البناء عليها.

ويطالب محمد جمال بضرورة عودة الجمعية الزراعية الى سابق عهدها فى الوقوف بجانب الفلاح وتقديم يد العون له بان يكون هناك مشرفون زراعيون يمرون على الاراضى الزراعية وينصحون الفلاحين بانسب طرق الرى والزراعة ومقاومة الحشرات والديدان
 واكد ان الوضع الان سيئ لان كل الفلاحين بدأوا مؤخرا فى تقطيع اشجار الموالح مما يهدد ثروتهم من الموالح.

ويضيف فرج عبدالله مزارع ان الجمعية الزراعية اصبحت ليس لها دور نهائى ولا تقدم اى شيء للفلاح بعد ان كانت تخدم الفلاح فى منحه التقاوى والاسمدة ومستلزمات الانتاج واتفرغت مؤخرا لتجارة البطاطين وانابيب الغاز والادوات المنزلية.

ويشير عزت السيد احد مزارعى البرتقال والفاكهة الى ان مزرعته تتعرض لمشاكل فيروسية فى البرتقال والتى أدى الى انهيار المحصول، كما ان الفترات التى تعرضت الى سوء الأحوال الجوية بالمحافظة أدت الى تساقط الثمار بما تسبب فى ضرر بالغ مطالبا بضرورة تدخل وزارة الزراعة فى فحص المزارع المصابة وإيجاد حلول قطعية.

ويقول وليد سمير تاجر موالح ان توقف التصدير هواحد الاسباب المهمة فى انهيار سعر المحصول واصبح يتم تسويقه محليا باسعار لا تساوى تكلفة الانتاج للفلاح بالاضافة الى تراكم الانتاج فى الثلاجات أو يتم تركه على الشجر حتى يتلف لعدم الاقبال على الشراء بسبب انخفاض السعر، كما اننى اتعرض للخسارة بسبب شرائى كميات من المحاصيل وعند وقت التصدير والتى لاتتعدى اياما معدودة من جمعها من الارض فتقل الاسعار.

ويلفت المهندس يحيى عامر أحد المصدرين الى ان هناك مشاكل تواجه المصدر وهى عدم ثقة السوق الخارجى فى المصدر المصرى بسبب عدم استقرار الاوضاع الامنية والاقتصادية داخل البلاد مما يجعل هناك تخوف من التعامل مع المصدرين المصريين خلال الفترة الماضية خوفا من توقف حركة النقل فى اى وقت او اغلاق البنوك وصعوبة وصول البضائع المتفق عليها فى المواعيد المتفق عليها، ومن المصاعب التى تواجه المصدرين ايضا إغلاق الموانى ببعض الاحيان وحوادث قطع الطرق ، وإضراب العمال، والتظاهرات السياسية بجانب ارتفاع اسعار المنتجات داخل البلاد مثل ارتفاع اسعار
الخضروات والفاكهة التى يتم تصديرها بصورة مبالغ فيها بسبب ارتفاع اسعار المبيدات ومواد التعبئة وخلافة نتيجة أنخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، مما جعل منافسة المصدر المصرى مع باقى الدول صعب وخصوصا بعد الغاء الدولة للدعم الذى كان يحصل عليه المصدر فى العديد من السلع التى كان يحصل المصدر على دعمها والذى يمنحة قوة متنافسية امام منافسية من المصدرين. كما ان هناك ارتفاع اسعار العماله والوقود وكذلك صعوبة التحويلات فى البنوك وتحديد المبلغ التى يتم صرفة مما يجعل هناك صعوبة فى دورة رأس المال مما يجعل هناك تعطيل فى دورة رأس المال كمية العماله اقل.

من جهته يعترف المهندس عادل محمد مصلح، وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية بأن مساحة أشجار الموالح بالقليوبية انخفضت الى 36 ألفا 458 فدانا من (البرتقال، واليوسفى، والليمون، والنارنج) مقارنة بالعام الماضى حيث كانت تبلغ 36 الفا714 فدان أى انها انخفضت بحوالى 256 فدانا.

وأشار مصلح الى انه فى حالة الابلاغ عن أى شكاوى من المزارعين يتم تشكيل لجنة لفحص تلك الشكاوى والنزول الى الأرض الزراعية لمعرفة أسباب المشكلة

 وقال وكيل الوزارة ان الشكاوى عبارة عن «قله إنتاج، وإتلاف ببعض الأشجار»، موضحا ان سبب ذلك يأتى الى (عمر الشجرة فتقل الانتاجية مع زيادة السنوات وقله الخدمة، قله امكانيات المزارع، المساحات الصغيرة فتكون الخدمه اقل، أو عدم اهتمام المزارع بالمحصول لكونه غير متخصص فى الزراعة او انه غير متفرغ للخدمة). ورجح الى ان فى حاله ان العائد الاقتصادى قليل ياتى الى نوع الأرض الزراعية والخدمه المقدمه للأشجار، الحاله الأمنية فى التصدير.

وحذر وكيل وزارة الزراعة من رش المحاصيل بمواد مجهوله المصدر او من مصدر غير معلوم، وكذلك الهرمونات لأنها غير مصرح بها، والتى تعود بالسلب على المزارع والمواطن من الناحية الصحية، مطالبا المزارعين بأن يتم التعامل مع الجمعيات الزراعية بالمحافظة.