الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الشعر




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه عبر السنين والأجيال داخل نفوس المصريين.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره بالآخر.. ناشرين السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. للشعر.. سيد فنون القول.. الذى يجرى على ألسنة شابة موهوبة..

 شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بمشاركتك على  [email protected]
روسوم : ماجد الكفراوى

 
أروقة الشرود


كل الأمانى
فى ارتحال
نحو أيام الرمادة
نحو اصداء الرعود
كل القرون تراكمت
كى ترتمى فينا
وترسم ذلها قهرا
على نفس الوجود
نختال فى وقت الضحى
ونظأطئ الرأس المفرغ
حين نقرأ بعض تاريخ القيود
للحزن أروقة من الصمت المعبأ
بين أوهام العهود
نتقاسم الجوع المؤبد
فوق أنات البيوت
لا وجه نبصر فيه أحلاما
نمت بحقيقة تسعى إلينا
بعد أوجاع الصدود
من أين ينفذ قولنا
وعلى الحوائط ألف كذاب
تحصن بالشهود
للسائرين إلى مفازات الهوان
سبيل عز واحد
تنمو على حديه
أشواك السكوت
للفقر أن يحتل أفدة البلاد
وأن ينام على عيون
لا ترى غير الشرود أيامنا حفظت لنا
وهج البدايات الأبية
أحرقت أحلامنا
وقت الصعود
لا سهل يأتى فوق أرض
هيأت أسبابها
للمساكين رقابنا
كتبت لهم عهداً
تجمل بالقعود الصبح مفتتح الضياء
فكيف أضحى عندنا علماً
لأيام تهيم بركب ذل
صار مفتتح الجمود
بين الحياة
وبين أوزار الذبول مسافة
فى لونها عار
يورثنا أكاذيب الجدود
صوت من المجهول ينبئنا
بأن الليل متسع لكره
طال فى وطن تفرق قوله
بدمائنا عند الحدود
وعلى حوائط مجده
وجع تجمل للخلود

شعر: عبدالعليم إسماعيل
ضم النخيل
فيه شىء جميل هزنى
صعب إنى احدد لون او طعم أو ريحة
شيء باهر زى ملمس زرع
حسيته . هو كمان حسني
خدنى فى جدايل شعر، وبتطويحة
شيء ان كتمته
تلتمع بيه العيون
وإن خبيته، تبوح بيه أوراق اللمون
شيء كأنه الجنون
آخد من الضى بريقه
ومن النيل العفى ريقه
ومن الكمنجة حزنها الشفيف
شيء يبدد فى قلبى الخريف
أخبى أسراره فى نن العين
هو أقرب من الفرح الحزين
أبعد من إنى أقبض بإيدى عليه
أمسكه
خايف لحد اللحظة موت إنى أحدده
الشريط كتان ملفوف لفة ورا لفة
مفتاح للنيل، وهزة للتوابيت
تعدية للضفة ده خوف م المغربية
أم تعويذة للأحجار وللتماثيل
حملنى حمل تقيل
بلعنى غلة، وتمر، وفصين توم
وهمس ف ودنى إنى أكون له كتوم
أصعب ما فيه إن المعانى عصية
غزال شارد فى مرعى من النجيل الطرى
الضحكة دى مرمري
جايز نونس بعضنا
وتصرى جرحى فى المنديل
الاخضر . بيلبسنى ويمسني
الحلم جوه القلب بيغزني
عصافير غزت قلبى، وشالتني
عنين سودة بتبهجني
أمد أيدى واقطف الجميز
الفرع ف آخر حتة مش مالكه
أنا طقيت.
باسند دماغى فوق كتفها
أنا الأمير الخايب اللى باموت
على عتبة الحواديت
مش عطيانى رغم الهجير.
ضلها.
شعر: سمير الفيل
 
حساب العمر م البدايات

فى حين ما احسب سنين العمر بالكلمه
فى أول ما احسبه انك
زرعتينى ولا بتجنى سوى اللعنة
ومن صلبك نزعتينى بلا رحمة
تركتينى بلا معنى
وفى سجل السنين جيتى شطبتينى
محيتى كل عناوينى
محيتينى
اكلتى قلبك الحنان
وصلبتى شرايينى
وأول ما احسبه انك
لضمتينى ف مساحاتك
وشخبطتى تصاويرى بحكاياتك
بقيت عاجز عن الاحساس
وصعلكتينى بين الناس
وأنا كاتبك وقاريكى
ولسه الصعلكه ف دمى
ولسه حبر اوراقى
ما جفش م المديح فيكى
أنا الراصف شوارعك ضله لخواتى
وزارع حجرك البالى بصلواتى
ويامه كنتى متوضيه بسكاتى
اجوع واعره
ولا كنتش من العميان
شطرتينى على الرصفان
وشعلقتى الأمل فيا على دوامة النسيان
أنا المولود وتواريخي
على كفوفك كلام مكتوب
أنا الماثل أمام عمرك وعمرى فى الهوان مصلوب
تنخور عضمى اللامى
يكدرنى جفاف الحيلة م البدايات
يا باشكى فيكى ارغامى على التوهه
يا مستنى اثور ع الزور
و ا تمرد على سمارك الملاعين
على عبادك الفجرة لدى الحانات
وحراسك على الطروقات
واعلن كل عصيانى على سنينى
واخر ما احسبه انك
ظلمتينى
ظلمتينى
ظلمتينى.

شعر: خميس حسون
 
ليان

هيا معجبينى وجمهورى
مولاتى وأميرتى بقرار جمهورى
قدامها يركع غرورى
اختفائى جنبها أفضل من ظهورى
عن الورد فى بيتى استغنيت.. هى زهورى
امتى تكبر.. يا أيام لفى.. يا دنيا دورى
النظر ليها بروتينى وفيتامينى وفوسفورى
حبى ليها عبادة
سكر بس شوية زيادة
بونبوناية
فتحت ليها حضنى عيادة
فى قلبى ليها الريادة
على حياتى حق العمادة
وصيفة أنا ليها وخدامة ودادة
يادى السعادة
حبيبة مامى.. ليان
اللى يزعلك فى خبر كان
الناس كلها فى الأرض
وإنتى من السماء فى العنان
نفسى فيها من العمر زمان
مش موجودة أنا اعتبرونى.. هى الكيان
هى الأهم.. أنا فى النسيان
جسمى قبل ما تلقاك يارب فآن
نفسى أهديها بحور حنان
أتعب وأديها كمان وكمان
بكل امتنان..
من صدرى أكلتها
شفايفى.. ترمومتر حرارتها
إيديا.. كرسى لقعدتها
رجلى ساندة لمشيتها
هدومى سجادة لجزمتها
ربى مش طالبة غير سلامتها
لما تكبر هلم وراها مهما كانت عملتها
خطفتنى بنت الذين.. عملتها
شعر: ولاء سمير

كما الريح تأخذنى

صحيفة أحوالى بيضاء
إذن
أنا مواطنٌ سلبي
هل كانت أمي
- الواقفةُ بين حقول الحنطة -
تعلم أنّى صبٌ فى التاسعة
أصرخ
أيها الناسُ
عُلِّمْتُ منطقَ الطير
فترقصُ بين يديّ الزنابقُ
تخضرّ العناقيد
والعناكب فى زيِّها العسكريِّ
تسدُّ المداخل
فى وجه سيدةٍ
لا تزال مقاوِمةً
كما الريح تأخذنى أمّي
كما الريح
تأخذني
فى المَجَرَّةِ
حيث الجدار البعيد
وحيث أنا والصبية
نحتاج لأوراقٍ بيضاء
وبعض الحلوى
وحكاياتٍ
نرويها فى الظل
تمنحنا النشوةَ
ودخول الليل
يسلّمنا
لهمسات المارّة
ولتأنيب أبي
حتى جماجمنا
فى منتصف الطرقة
تبدو على قبو المحطة
ضاحكةً
سلمتنى يازهرُ
لأنين المزهرية
وطين البداية
فهل تمسح أمى نسيانها
فى القميص
وتجلس فى آخر الصف
نادمةً
كسجدة السهو
فلبيك لبيك
يا امرأة
ترقدين هنا
بينما أنا مستغرقٌ
فى ضجيج هناك
شعر: كمال عبدالرحيم

لغة الكفوف
يا ريت.......الكف ..
ما كان منه البصر ضاع.. كف ..
ولا كان السلام .. ضع ..كف ..
وعن عشق الايدين كان كف ..
ما كان مد السلام ليكى ....... وسلمنا
ولا كان الهوى اتسرسب ..ما بين بطن الكفوف يغزل ..
حنين كفى بحنان كفك ....
ونار العشق ............... سلمنا
عشان يشبك وريد قلبى .. بوريد قلبك ..
ويتشعلق ف ............... سلمنا
باول حرف من اسمى .. مع اول حروف اسمك ..
ويعزف لحن من نبضى .. ويعزف لحن من نبضك..
موسيقا الحب ............... سلمنا
ولما يميل حدا قلبك .. يصب الدم ى وريدى ..
ولما يميل حدا قلبى .. بيجرى الدم فى وريدك ..
ولما الكف حف الكف
حطينا العقول ع الرف ..سلمنا
جه ميل ناحيتى مرة ومرجعشى ..
وانفلت الوريد منى .. وانقطع الوريد منك ..
واختار المصير هوا ............... وسلمنا
ده لو اعرف .. لكنت ادى لعند الكف.. مليون كف..
ولا يحف الصوابع حف ..
وكنت اقطع بايدى الكف ..
ولا اقول منى يوم ضاع ..كف
وكنا م الهوى سلمنا .
شعر: ماجد كمال أبادير

وصيـَّة

كَبِرنَا وشاخَتْ
خيولُ الأماني...
ضياعًا وجوعًا
وبحثًا عن النجم فى كَبدِ الغيمِ
كَبرنا وضاقتْ خُطانا...
وطالَتْ لِحانا
قليلاً... كثيرا
كَبِرنا...
أَما كانَ يُمكِنُ
أن تحملَ الريحُ من
بَلَدٍ - لا يذوبُ على بابهِ...
العاشِقون دِماءً ودَمَعا -
نَسِيمًا؟
أما كان يُمكِن أن تنشرَ الشمسُ
عن قِبلةٍ - لا يُرَدُّ بمحرابها اللائذون
حَيارى وهَلكَى -
سلاما
سلامٌ علينا...
فَهذا الطريق الجحيمُ
إلى آخر العمر يُفضى
وليسَ سواه
خُطانا ثوانٍ... نزِيف
وأنفاسُ هذى الجيادِ...
مراثٍ لما يَنقضي
 والحوافرُ حفرٌ لبيتٍ أخيرٍ
نَراه على مَشرفِ الدربِ
يَنمو
ويَفغُرُ فاه
أما كان يُمكنُ أن نحصُدَ...
الأغنياتِ كما وعدونا:
هنالكَ سوفَ ترونَ...
وسوفَ... وسوفَ...
فأينَ هناكَ؟!
ولا عَينَ فينا ولا فَم
كَبرنا...
وشاهَت وجوهٌ أضاءت
طريقَ الضلالَ هِلالا كَذوبا
كَبرنا...
وهذَا الأوانُ خريفٌ... رَماد
وتلك البلادُ سَرابٌ... سَراب
فَيا من...،
لِتحملْ سلامِي...
إِلَى بَلَدٍ لا يَذوبُ
عَلى بابهِ العاشُقونَ
إِلَى قِبلةٍ لا يُرَدُّ
بمحرابها اللائذون
إِلَى و..
سلامًا... سلاما.
شعر: أحمد سراج