السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الاتحاد الأوروبى.. تطاول صنعناه بأيدينا




الاتحاد الأوروبى  ليس عبارة عن شراكة سياسية واقتصادية فريدة من نوعها بين 27 دولة أوروبية ديمقراطية تهدف الى السلام والرخاء والحرية لمواطنيها الـ500 مليون، فى عالم أكثر عدلا وأكثر أمنا. ولكن الحقيقة أن الاتحاد الأوروبى لعب دور العرّاب الرئيسى للدول الاستعمارية القديمة ومساعدتها فى فرض سيطرتها مرة أخرى على مستعمراتها.

فبريطانيا من خلال كونها ضلعاً أساسياً فى الاتحاد الأوروبى تتحمل المسؤولية الأولى والمباشرة عن مأساة شعبنا الفلسطينى، كونها المسئولة عن زرع دولة الاحتلال الصهيونى فوق أرض فلسطين، وبعد هجمات حزب الله على إسرائيل اصدر الاتحاد الأوروبى قرارا يعتبر الجناح العسكرى لحزب الله
منظمة إرهابية وهذا القرار ينطوى على الكثير من المعانى والدلالات، لعل أخطرها  قوننة  وتشريع العدوان، وكذلك هو لم يكن وليد الصدفة بل جاء نتيجة ضغوط كبيرة مارستها امريكا وإسرائيل.

ولا ننسى أن الاتحاد الأوروبى له ذراع عسكرية ضخمة تدعى حلف شمال الاطلنطى «الناتو» هذا الحلف يضم 28 دولة وتعداد جنوده يفوق 3.7 مليون مقاتل وإنفاقه الدفاعى 70 % من إجمالى النفقات العسكرية فى العالم، وعلى سبيل المثال لا الحصر قد سبق لهذا الذراع أن طالت نظام معمر القذافى لتغيير النظام فى ليبيا بدعوة واضحة من الجامعة العربية فى مارس 2011.

وبرغم كل الانتهاكات التى ارتكبها الاتحاد الأوروبى ضد الوطن العربى وضد القارة الإفريقية التى ننتمى إليها جغرافياً إلا أننا مازلنا نرتكب نفس حماقات الماضى ومازلنا نجلب بأيدينا العدو ليتحكم فينا، قد تكون لأهداف سياسية أو شخصية يبيع صناع القرار شعوبهم وهذا ما حدث مؤخراً عندما طلبت دولة
أفريقيا الوسطى بنفسها تدخل قوات الاتحاد الأوروبى بجانب القوات الفرنسية الاستعمارية هناك لعودة الأمن فى البلاد وحفظ السلام!.. ووافق الاتحاد الأوروبى على تدخل عسكرى فى جمهورية أفريقيا الوسطى لدعم 1600 جندى فرنسى، بالإضافة إلى 3500 آخرين من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقى المتواجدة بالفعل فى البلاد. إلا أن العملية كانت بحاجة إلى تفويض من مجلس الأمن واستطاعت أن تناله.

إذا مثلث الاستعمار الحديث المتمثل فى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والدول الاستعمارية الكبرى القديمة التى عادت كما كانت لمستعمراتها القديمة لم تكن لتتجرأ على خلق الفوضى فى أوطاننا سوى بمساعدة منا وبأيدينا طلبنا العدو وبأيدينا علينا أن نحاربه وإلا بعد أن عشنا فترة من الاستعمار الحديث المتمثل فى الاستعمار الفكرى والثقافى والإعلامى سنعود لنقطة الماضى الأليم المتمثل فى الاستعمار الحقيقى العسكرى وموطئ قدم العدو فى أوطاننا ستمحو موطئ أقدامنا.