الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تكريم الشهيد




شهدت مؤخرا احتفالية تكريم شهداء الشرطة، وهذه أول مرة أرى فيها هذا العدد من أسر الشهداء من كل الرتب، بداية من رتبة اللواء إلى رتبة الجندى، لا فرق بين أحد كلهم شهداء عند ربهم أحياء ينعمون فى الجنة بعد أن ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن.. ما لفت نظرى هذه المرة هذا العدد الكبير من الأسماء التى لقيت ربها خلال العامين الماضيين وتركت أسرهم وأطفالهم أمانة فى رقاب المسئولين، وعلى رأس هؤلاء الوزارة التى يعملون فيها وهى الداخلية.

اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية حسناً فعل أن قام بنفسه بتكريم أسر الشهداء وأخذ على عاتقه أن يكون مسئولا عن هذه الأسر بعد وفاة الأب الذى لا يمكن أن يعوض  ولو بكل كنوز الأرض.

رأيت الأمهات والآباء والأطفال الصغار وهم يدعون الله عز وجل أن يرحم الشهداء وأن يبرد الله ما فى القلوب من نار حتى يتم القصاص من الإرهاب.
والإرهاب الذى تواجهه مصر فى الوقت الراهن لا يمكن أن تتصدى الشرطة والجيش له وحدهما وإنما على الشعب واجب مواجهة هذا العدو الذى يريد أن يفتك بمصر وشعبها.. الهدف الرئيسى ليس البشر وإنما الوطن.. مصر طالما كانت فى ما نراه اليوم من تفجيرات هنا وهناك وعمليات إرهابية فى أماكن كثيرة فإن دولا بعينها ستكون مستقرة وفى أمان وحتى شعبها سينعم بكل ألوان الرفاهية.

لكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فشل، المخطط الكبير ولم يكتب لكم النجاح كما فعلتم فى دول أخرى من حولنا.. فلابد أن تكون هناك خطة بديلة وهى العمليات الإرهابية لزعزة الاستقرار ولوقف مسيرة التقدم الاقتصادى وما يترتب على ذلك من تردٍ للأوضاع فى البلاد فيزيد الفقر والجوع والمرض ويصاب الناس بحالة من الاكتئاب النفسى وفقدان الأمل فى مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم.

الإرهاب عدو خفى لا يظهر فى النور وإنما يتسلل فى الظلام لكى يقتل بلا رحمة أو شفقة.. والإرهاب ليس له دين أو وطن ولن يكون له وطن بإذن الله فىمصر كل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم منذ قيام ثورة 25 يناير قتلوا بغير ذنب وسيأخذ الله لهم حقهم إن لم يكن فى الدنيا من القاتل فإن فى الآخرة ينصب الميزان ويأخذ كل إنسان حقه من ظالمه أو قاتله، المعركة طويلة ولن تنتهى فى الوقت القريب ولكن لكل شىء آخر ومهما طال الليل فإن الصبح قريب.

وأدعو الله أن يفتح قلوب المسئولين بالخير فيأخذوا على عاتقهم الاهتمام بأسر الشهداء الذين ضحوا من أجل الجميع ونالوا أعظم تكريم من الله سبحانه وتعالى فى الدنيا والآخرة.