الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكوميديا السوداء وسخرية الطفولة فى معرض جمال عبدالناصر




رغم حزنه لوفاة أستاذيه النحاتان الدوليان صبحى جرجس وعبدالهادى الوشاحى يحتفظ النحات جمال عبد الناصر بروح السخرية والطفولة فى أعماله الجديدة التى تعرض حاليا بقاعة الفن بالزمالك، حيث يهدى معرضه الجديد الذى يقيمه كل عامين لروحهما مسجلا ذلك فى تقديم معرضه قائلا: فى هذا المعرض أحب أن أتذكر وأقدم التحية إلى روحى نحاتين من أعظم النحاتين فى مصر ل وفى العالم، واللذين أثرا على مسيرتى الفنية طيلة حياتى و قد رحلا عن عالمنا العام الماضى 2013 وهما صبحى جرجس وعبدالهادى الوشاحي.

فالوشاحى رحمه الله أنقذنى من غرق فى مستنقع فوضى تعليم الفن الذى ينتشر للأسف كالفيروس فى كليات الفنون، وكان يمد لنا جميعا يد العون دائما عندما نحتاجها بكل حب وحنان الأب. وكان «عنصريا» فى عطائه فيعطى كل طالب من توجيهات ما يحتاجه هو فقط. فلكل واحد كلام مختلف عن الآخر.

أما بالنسبة لعمنا الصديق العزيز صبحى جرجس فلقد تعلمت من أعماله السابقة لعصرها الكثير. فلقد استطاع هذا النحات العبقرى كسر معظم القوانين النحتية مع الحفاظ على قانون الطبيعة مستمدا منه قانونه الخاص. فكانت تبهرنى أعماله وتعطينى الكثير من الطاقة التى مازلت أعمل بها.
يتصدر بوستر المعرض أحد فراعنة مصر الملك إخناتون جالسا على عرشه  وممسكا بعصاه ينظر إلى الأفق البعيد كأنه يتأمل أحوال مصر التى باتت غير مستقرة و«ملخبطة» تماما كما هو الحال لتفاصيل وجهه الملونة وتاجه المذهب كما تم تذهيب عرشه، إخناتون هنا لا يرتدى الزى الفرعونى المعروف إنما ربما تأثرت ملابسه بالزخارف النوبية بدون التفاصيل المعروفة، حيث اكتفى عبدالناصر بالخطوط الأساسية للزخارف النوبية حتى لا يتحول عمله إلى مهرجانا لونيا، فهو يستخدم اللون على منحوتاته الخشبية لمنحها مزيدا من التميز الذى يميز أعماله كنحات ولإضفاء نوع من البهجة الخادعة لمعارضه فبنظرة عميقة أكثر لأعمال عبدالناصر النحتية نجدها تسخر السخرية اللاذعة التى تعكسها عبر تجسداتها وتشكيلها التى شكلها عليها عدالناصر بينما هى فى حقيقتها لا تشعر بهذا النوع من المرح ! ل هى فى حالة من التأسى على ما يجرى حولها مغلف باندهاشها من الأسباب الداعية لذلك والذى تعكسه عيونها الواسعة المفتوحة بشدة تنظر إلى أعلى قليلا.

تنوعت أعمال عبدالناصر ما بين المنحوتات الخشبية والمنحوتات البرونزية ذات تقنية أصعب من الخشب خاصة مع تكنيك عبدالناصر فى العمل، وهو المهتم بالتعامل مع التجويفات أكثر لخلق نوع من التعددية فى انخفاض وارتفاع السطح مما يعطى أبعادا أكثر للعمل، خاصة وأن عدالناصر يحرص على أن تكون منحوتاته نحيفة نوعا، كان للحيوانات نصيبا من منحوتات المعرض التى يحبها عبدالناصر حبا خاصا ويجد فيها نوعا من البراءة والاعتزاز بنفسها وكأنها تدك قيمتها بالحياة. يستقبل الفنان جمهوره حتى الثامن عشر من فبراير الجاري.