الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

التسول من الشارع إلى المستشفيات والمصالح الحكومية




كتبت – هاجر كمال

نشاهدهم كل يوم وفى كل ساعة وفى كل الاماكن التى نذهب اليها، وتزايد عددهم إلى أكثر من الضعف خاصة بعد الثورة، وساعد الانفلات الأمنى والاضطرابات السياسية بالشارع المصرى على انتشارهم بشكل مبالغ فيه.. انهم «المتسولون» نبحث عن سبب تزايد الظاهرة فى الايام الحالية.. دور الحكومة فى مكافحة التسول
لم يقف التسول على الشوارع او المواصلات العامة ودور العبادة والاسواق، ولكن تعدى الامر الى ان وصل للمصالح الحكومية وبعض المدارس والغريب والطريف فى ظاهرة التسول وصولها داخل المستشفيات،  فقد لوحظ تزايد أعدادهم فى الآونة الأخيرة داخل المستشفى وخارجها يستجدون الناس، ويضايقون المرضى وذويهم القائمين على رعايتهم بأصواتهم التى ترتقع بالدعاء الذى لايمت بصلة لطبيعة المكان .
«الجهل والفقر والبطالة» هما  السبب الرئيسى لتفشى ظاهرة التسول هكذا بدء «احمد مجدى» ،كلية حقوق ، حديثة عن ظاهرة التسول وارجع السبب الى اهمال الحكومة وتقصيرها فى حق المتسولين.
ولم يكن امام «امانى حسين» ، كلية طب ، وهى مستقلة مترو الانفاق فى طريقها الى كليتها اى خيار عندما استقلت سيدة ترتدى نقابا عربة المترو وبدأت تقول (عندى اربع اولاد ايتام اولهم فى اولى جامعة السنة دى يا ولاد ساعدونى يا حبايبى ساعدوا اخواتكم يا اولاد من فرج عن مسلم كربة فى الدنيا فرج الله عنه كربة فى يوم القيامة) وبشهامة اولاد البلد كما يقول المصريون فتحت امانى شنطتها واخرجت جنيها واعطته للسيدة المحتاجة وبعد يوم قضته امانى فى سعادة لمدها يد العون للآخرين ،استقلت المترو فى صباح اليوم التالى لتجد المفاجأة ان نفس السيدة تركب كل يوم المترو لتقول نفس الكلام وتطالب مروة بالمساعدة وهو ما جعلها تدرك انها امام نصابة محترفة وليست مجرد سيدة فقيرة فقدت زوجها وتحتاج للمساعدة.
أسباب التسول
الأسباب الدافعة لامتهان التسول منها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والثقافية، التى تتداخل فى ما بينها فبعضها يرجع الى طبيعة الشخصية وضعفها، فالشخصية الاتكالية التى تعتمد فى طلب رزقها على الغير هى القابلة لامتهان هذا العمل التسولى، والامية بالاضافة الى الغلاء المعيشى والبطالة خاصة فى ظل الاضطرابات السياسية الحالية ، وايضا غياب استراتيجية واضحة للدولة فى التعامل مع الظاهرة والاعتماد دائما على الحلول الترقيعية والمرحلية،وغياب كبير لدور الجمعيات والمنظمات المدنية المهتمة بالرعاية الاجتماعية وبقضايا الأسرة والطفولة والمعاقين.
ويرى علماء الدين انه يجب ان يكون اخراج الصدقات وايصالها للمحتاجين عن طريق عمل ‏مؤسسى موثوق به مثل بعض الجهات الرسمية المهتمة بالعمل الاجتماعى او بعض المؤسسات ‏الاهلية .
اما عن علماء الاجتماع فيرجع علماء الاجتماع التسول لكونه حالة نفسية تحمل المرء على السؤال، سواء أكان هذا السؤال مشروعا ‏أم غير مشروع‎ ، وهذا الصنف من الناس هم مجموعة من المحتالين الذين أصبحوا يتفننون فى رسم المشاهد البائسة ‏ويرسمون السيناريوهات المؤثرة من أجل ابتزاز لا يمكن بأى حال من الأحوال الوقوف على رقم ‏حقيقى لعدد المتسولين فى مصر ولكن فى الغالب يبلع عددهم اكثر من نصف مليون متسول، وهذا ‏راجع لعدة أسباب، منها ماهو موضوعي، باعتبار أن المتسول لا يرتبط بمكان معين، يمكن من ‏خلاله رصده.‏
 واكدوا ان ظاهرة التسول خطيرة ولعلها من أشد الظواهر الاجتماعية وأكثرها تعقيدا، فتنامى هذه الظاهرة فى مجتمع ما، يعتبر مؤشرا على هشاشة اقتصاده، وضعف إمكاناته، وقلة حيلته السياسية، فى تدبير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لهذا البلد، والنهوض بالتنمية الاجتماعية، فتكاثر عدد المتسولين وانتشارهم بأشكال لافتة للنظر فى الشوارع، هو ما يوضح بعمق التخلف المجتمعى ، لأنهم بأشكالهم الحزينة وحالاتهم البائسة، يسيئون إلى الوجه الحضارى لبلادهم ويؤثرون بطريقة، إن لم تكن مباشرة، فهى ضمنية، على هياكل اقتصادها، واصبح التسول غير قاصر على المحتاجين فحسب وانما شمل ايضا ضعاف النفوس ومحترفى الكسب الرخيص وغيرهم من الذين يتخذونه حرفة تعود عليهم بالمال الوفير دون تعب او جهد مستخدمين اساليب مبتكرة وجديدة لتحقيق اعلى ربح من وراء التسول معتمدين فى ذلك على استرقاق القلوب الجامدة واستدرار عواطفهم.