الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اللواء أحمد رجائى عطية على مسئوليتى.. الضباط الثلاثة وأمين الشرطة المختطفون أحياء فى قبضة حماس




حوار ـ سوزى شكرى
عندما يتحدث تنصت له بتركيز، وسوف تكتشف أنك لا تعلم ماذا يحدث فى مصر، أو ماذا حدث لمصر فى ثلاث سنوات، وحتى إن كنت تعلم.. فبالتأكيد سوف يفك لك شفرات ويجمع لك خيوط المؤامرة منذ بدايتها إلى اليوم بل إلى الغد القريب، تجده دائما متفائلا حذرًا، لكنه يطمئنك على مصر، كتب العديد من الدراسات والمشروعات التنموية والأمنية لمصر تحت عنوان «مصر أولًا ـ مشروع قومى»، لذلك حين تسأله عن مستقبل مصر، يجيبك بكلمات بسيطة مختزلة عميقة بقوله  «لابد من رؤية تنموية»، هو مقاتل محارب أعطى لمصر الكثير من البطولات والتضحيات التى تحتاج منا إلى صفحات وصفحات لرصدها، نعم إنه اللواء أحمد رجائي عطية مؤسس الفرقة 777 لمكافحة الإرهاب.

 فى حوارنا معه أفصح  لنا عن الكثير من المفاجآت، منها أن الثلاثة  ضابط  وأمين الشرطة المختطفين أثناء ثورة يناير مازالوا أحياء فى غزة، وحذرنا من  تباطؤ محاكمة الإرهابيين لأن التباطؤ زاد من تطاول الإرهابيين على الدولة، واعترض على حكومه الببلاوى لأنها إلى الآن لم تسحب الجنسية المصرية ممن جنسهم مرسى من الجماعات الإرهابية والتكفيرية، ولم تتخذ إجراءات صارمة ضد الإرهاب، وطالب السيسى بضرورة الترشيح وإلا فإن مصر سوف تقسم أكثر، وغيرها من الموضوعات المهمة وإلى نص الحوار.

■ هل مازالت خطة تقسيم مصر والشرق الأوسط قائمة أم انتهت؟

ـ النظرية التقليدية فى احتلال الشعوب عن طريق الحروب بالأسلحة والحروب انتهت، فحرب تحرير سيناء من احتلال اسرائيل كانت آخر الحروب وفشلت فشلا ذريعًا، فأمريكا والغرب أصحاب مصالح فى منطقة الشرق الأوسط، فبعد أن انتهوا من العراق وليبيا ومحاولاتهم فى سوريا، ينتظرون مصر «الجائزة الكبرى» بالنسبه لهم، فالمؤامرة ارتكزت على معرفة الغرب بطبيعة الشعوب العربية،  وبالتأكيد الهوس الدينى هو أهم  مدخل للاحتلال العقلى، الذى يستلزم التعاون مع  الجماعات الإسلامية والتنظيم الدولى، فهدف الإخوان واضح فى تكوين إمارات إسلامية صغيرة تحت مظلة الخلافة الاسلامية، وهذا يتماشى مع أهداف الغرب فى تفتيت وتجزيء الدولة المصرية إلى دويلات أو إمارات، ثم احتلال مصر بالكامل واختراق مؤسساتها وزرع جواسيس وعملاء.

أمريكا والغرب اعتمدوا فى هذا المخطط على «الإخوان»، رغم أنهم يتعاملون معهم على اعتبار أنهم إرهابيون، وحاولوا أيضا فى مخططاتهم استغلال اليونانيين وأطماعهم فى سانت كاترين،  فكان المخطط تقسيم ليبيا إلى 3 اجزاء، والسودان إلى 4، والعراق 3، أما التخطيط لمصر فكان أن تصبح سيناء دولتين، ويتداخل شمال سيناء مع غزة وإسرائيل، أما الجنوب فللاتحاد الأوروبى، بينما غرب مصر ينضم إلى مدينة العلمين، والنوبة إلى إقليم دارفور والسودان، وهذا بالتأكيد يتبعه احتلال ومحو جغرافى وتاريخى.

فالمؤامرة على مصر عالمية، فمنذ قديم الأزل يطمع العالم فيها، لكننا دمرنا المخطط وكشفناهم لجميع الدول العربية، وإذا قضت مصر على الإرهاب نهائيا، نكون بذلك أنقذنا الشعوب العربية من الإرهاب، قد تعود المؤامرات بين الحين والآخر على مصر، سواء من أفراد أو جماعات لكنها لن تشكل خطرًا، لأن الشعب المصرى اليوم أكثر وعيًا، والجيش بمخابراته يقظ بدرجة كبيرة، فالمخطط أغفل أن مصر دوله مؤسسات وكلها وطنية، فلسنا دولة تعيش بدون أساس، نحن (الجيش ـ الشرطة ـ القضاء ـ بيت العائلة الذى يشمل الأزهر والكنسية)،  فالجيش هو المؤسسة العسكرية الوطنية التى لا يستطيع أحد اختراقها، وواهم  وساذج من يظن أن الجيش المصرى يُخترق، ومن هو الجيش؟ إنه أبناء الشعب المصرى، الجيش والشعب كيان واحد ووجدان لا يتجزأ.

■ هل كانت الأجهزة الأمنية على علم بمؤامرة التقسيم منذ بدايتها، وهل تأخرت فى التصدى لها؟

ـ قراءة الموقف فى أثناء الأحداث ليست بالأمر السهل، فخلال الأحداث تختلف قراءة المشهد من وقت لآخر، وربما تختلف بين لحظة وأخرى، وهذا هو الإرهاب وتلك هى الحروب المعاصرة.

فى فترة 1965 كانت لدى جمال عبد الناصر قراءة ورؤية مبكرة عن الإخوان والإرهاب، وقال بعد أن تاكد إنهم تجار بالدين، فقد غير عبد الناصر السياسة والاقتصاد فى مصر، واعتمد على الرأسمالية الوطنية، والسادات انجاز لسياسة عدم الانحياز، أما عصر مبارك فهو عصر انبطاح وربط الاقتصاد المصرى بالرأسمالية العالمية ومن هنا كان التحكم فى مصر.

فى أثناء الأحداث كان الشعب المصرى يتصور أن حبيب العادلى والحزب الوطنى هما الفاعل فى موقعة الجمل، بعدها بفترة كبيرة عرفنا من المسئول، وبدأت تتضح الرؤية يوما بعد يوم، وهذا باعتراف الإخوان والإرهابيين أنفسهم،  فبالصوت والصورة سمعنا اللواء «حمدى بدين» وهو يقول فى التحرير إن الإخوان هم الواقفون على أسطح المنازل وضربوا الشعب فى التحرير، وجميعا كنا نتساءل من فتح السجون؟ ومن هرّب المساجين؟ من قتل المتظاهرين؟ وما علاقه كل هذا بقيام ثورة لها مطالب مشروعة (الحرية ـ العدالة الاجتماعية ـ الكرامة الإنسانية)، وتداولنا مفردات كثيرة منها (أجندات ـ الطرف الثالث ـ أصابع خارجية)، وربطنا المعلومات وتأكدنا بالأدلة أن الإخوان هم الطرف الثالث وهم الأجندات بالمؤامرة، وهم من  جاءوا بالمؤامرة من الغرب وأمريكا، فكل ما مر به المواطن المصرى مررنا نحن جميعا به.

لا يوجد أى تقصير أو تأخر من الجيش المصرى فى التصدى للإرهاب، ولكن بعد أن تأكد الجيش المصرى والمخابرات الحربية والأجهزة الأمنية، تصدوا على الفور وتحركوا قبل أن نعلم نحن الشعب، لأن قرار الحرب ضد الإرهاب ليس بالسهل فالجيش المصرى قضى على أكثر من 90 % من الإرهابيين ويكمل حتى يصل إلى القضاء النهائى.

  لكن.. نحن لا نحمل الجيش المصرى مسئولية الإرهاب وحده، فهناك جهات أخرى مثل جهاز الأمن الوطنى بالشرطة هو أيضا مسئول، ولكن نظرا لاختراق الشرطة من قبل الإخوان فى فترة حكم مرسى، وإزاحة أكثر من 450 ضابط أمن دولة، فإنهم استطاعوا وضع أيديهم على ملفات كثيرة، لكن الشرطة استعادت طاقتها المخابراتية وأعادت الكفاءات.

■ هل توافق على إذاعة التسريبات الخاصة بالثوار والنشطاء إعلاميًا؟ 

ـ ماذا يعنى أنهم ثوار؟ وماذا تعنى كلمة نشطاء؟ هل هذه مهن جديدة؟ وماذا يعنى أنهم من الثوار ويعملون نشطاء؟ هذه عبارات وشعارات ملتسبة شكلًا ومضمونًا، وأصبحت تفسر لنا الكثيرمن الأحداث.

أعلم أن من حق الصحفى أو الإعلامى أن ينفرد بالموضوعات ويذيعها من دون الإفصاح عن المصدر، لأن إذاعتها ستكشف جوانب أخرى من المؤامرة، وهذا لمصلحة الشعب حتى لا يستمر التضليل، وأتعجب من المعترضين على إذاعتها فى الإعلام  بحجة أنها تسجيلات خاصة، أو أنها تسجيلات خاطئة، فهل يستطيع أحد تكذيبها! أصحابها لا يستطيعون ذلك، يبدو أن للخيانة وجهة نظر، وللقتل أيضا وجهة نظر، من يحمل سلاحا فى الشارع ويقتل تحت عنوان أنه مع الشريعة ومع الشرعية أو ضد المعارضين، يقتل تحت وجهة نظر.

■ ما تفسيرك للصراع الموجود على الساحة بين ثوار 25 يناير و30 يونيو؟

ـ المؤسف أن الدولة والحكومة والأجهزة التنفيذية تفعل هذا،  فكثيرا ما أسمع أن اللقاء اليوم مع الرئيس المؤقت عدلى منصور مع ثوار يناير، من هنا بدأ التقسيم، والإخوان هم من بدءوا هذا تحت دعوات أن الثورة الحقيقية 25 يناير، لأنها بالنسبة لهم إزاحة مبارك وتنفيذ مخططهم، ويناير بالنسبة للشباب كما ذكرت مطالب مشروعة، والإعلام وجدها مادة للعمل عليها، إلى أن أصبحت مسميات بين الشباب، «أنت تبع يناير ولا تبع يونيو»، مؤسف جدا هذا التقسيم بين الثورتين وبين الشباب، لابد من خطاب تنموى مع الشباب، نحن فى ثورة واحده بدأت من يناير إلى اليوم، وهى الحرب ضد الإرهاب والتصدى للاحتلال الإخوانى والمخطط الأمريكى ـ الصهيونى ـ الأوروبى ـ التركى ـ القطرى، ولن تقوم فى مصر ثورات جديدة، جهات كثيرة تستقطب الشباب لتفرقه مثلما فعل حمدين صباحى حين استقطب اثنين من شباب تمرد إليه ليتضامنا معه فى الترشيح، إحنا خلصنا من الاتجار بالدين، ووقعنا فى من يتاجرون بالشباب وبالثورة، لذلك أقول المؤامرات بالداخل مستمرة ومدعومة من جهات خارجية، مثل مبادرات التصالح، فدائما ما تأتى المؤامرات تحت عناوين مثالية مثل «الدايمقراطية والمصالحة» ولكن  لن ينخدع الشعب مرة أخرى.

■ كيف ترى أداء حكومة الببلاوى تجاه مشكلات وقضايا مصر محليا وخارجيا؟

هذا السؤال لابد من تقسيمه إلى قسمين، محليًا: أداء الحكومة بطىء وضعيف بدرجة كبيرة، مرت 7 أشهر على ثورة 30 يونيو ولم يُبن منزل واحد فى سيناء أو الصحراء الغربية حتى نؤمن حدودنا، وإسرائيل تبنى فى كل شهر مدينة جديدة فى الضفة الغربية لـتأمين نفسها، مصر ليست محاور وطرق وكبارى وعشوائيات، فتكلفة الطريق التى تتعدى 26 مليون جنيه، تكفى لبناء مدن فى سيناء،  فعندما تبنى مدنا جديدة فى سيناء والصحراء الغربية، فسوف نقضى على زحام الطرق والكبارى والعشوائيات، وتذهب بالشباب للعمل إلى مستقبل أفضل والاستفادة من كنوز أرض سيناء الطبيعية بدلًا من تكوين البؤر الإرهابية.
كذلك تراخى الحكومة فى التعامل مع الإرهاب، وعدم اتخاذها الإجراءات المطلوبة، نحن فى حالة حرب، قالها وزير الدفاع المشير، إننا فى حالة حرب ضد الإرهاب، فلماذا لم نعلن بشكل واضح أننا فى حرب وأن الإرهاب منبعه غزة وحماس، فإعلان الحرب يعطى المحارب الحق فى استخدام الأساليب المناسبة للمقاومة، وليس بالضرورة حرب سلاح، هناك حروب عسكرية وسياسيةً واقتصادية، عسكرية بضرب معسكرات تدريب الإرهابيين، اقتصاديا بمنع الغذاء والمعونات.

فالدول مازالت تطالب بالإفراج عن مرسى، بعد الاستفتاء على الدستور، فقد طالبت “ميركل وأشتون” بالإفراج عن مرسى، كما أن الدايمقراطية ليست فى الاستفتاء فقط، ولابد من توافق مع فئات الشعب، هل نتوافق مع الإرهاب، وهذه المطالبات بالإفراج عن القيادات تدخل فى شئون مصر، وهذا لا يحقق لنا الاستقلال الوطنى.

إن الإعلان الذى قاله الوزير حسام عيسى عن أن الإخوان “جماعة إرهابية”، مجرد إعلان إعلامى، أين القرار؟ ولماذا لم يقوله رئيس الوزراء الببلاوى الذى اختفى فى هذا اليوم، من الآخر كده.. هذه الحكومة عاجزة وغير مجدية، لأن بها تلاميذ البرادعى، سكوت الحكومة يجرئ جهات كثيرة على التدخل فى شئون مصر، فإلى اليوم لم تسحب الجنسية المصرية من الذين أعطاها لهم مرسى، ولم يعلن عنهم وهم عدد كبير. 

أما على المستوى الخارجى: فقد استقبل السيد عدلى منصور الرئيس المؤقت مع كامل احترامى له وفدًا موسعًا من أعضاء مجلس اللوردات، وأعضاء مجلس العموم البريطاني. وشرح لهم مزايا الدستور الجديد والمرحلة الانتقالية، سؤالى للرئيس «عدلى منصور»: هل يمكن أن يقابل السيد كاميرون رئيس وزراء إنجلترا وفدًا مصريًا، ويشرح لهم مزايا الدستور الإنجليزى أو تبرير فض المظاهرات الأخيرة فى إنجلترا؟ أكررها.. الاستقلال الوطنى أولًا.

مصر كبيرة قوى ولازم نعرف قيمتها، وما حدش يقعد يتفلسف ويقولى ده حنكة سياسية! أمريكا والغرب يعرفون عن مصر أكثر من مصر نفسها، فمازال عملاؤهم يعيشون بيننا وكل يوم يتساقط أحدهم والباقى فى الطريق إلى السقوط.

وأيضا مع احترامى للمشير السيسى فى رفضه محادثة أوباما تليفونيا وهذا موقف مشرف، لكن أتساءل: فى خلال 6 أشهر تم 31 اتصالًا تليفونيًا بين المشير ووزير الدفاع الأمريكى «تشاك هاجل»، أى بمعدل مرة أسبوعيا، وكلها فى الأمور السياسية وبحث المرحلة الانتقالية، هذه الزيارات المتكررة من الوفود من الخارج تذكرنى عندما يخلى سبيل المتهم، فإنه قبل الإفراج عنه يلف معظم المحافظات لإثبات خلوه من أى تهم أخرى، وهذا ما يسمى بالكعب الداير، كأن مصر متهمة ومطلوب منها أن تلف كعب داير، مصر حرة وليست متهمة.

■  التباطؤ فى المحاكمات  وقرار الرئيس المؤقت عدلى منصور بزيادة عدد الدوائر القضائية ما تعليقك؟

ـ التباطؤ فى المحاكمات سبب تطاول الإرهاب ضد مؤسسات الدولة، والتباطؤ فى العدل جريمة، قضايا كثيرة تستغرق 15 يومًا ثم 15يومًا، هذا يعطى انطباعًا أن القضاء يسير ببطء، ويمنح أملا للإرهابى ليكمل خطته، فقد ناشد الرئيس عدلى منصور فى بيان رئيس استئناف القاهرة بزيادة الدوائر لسرعة الإنجاز، العيب ليس فى قلة الدوائر، ولكن العيب فى بطء التقاضى للالتزام بالإجراءات التقليدية والحل هو فرض الأحكام العرفية وتقديم المتورطين، ما يعطى القاضى صلاحية الإنجاز، فالسرعة تحمى أفراد الشرطة والجيش من مواجهة المسلحين، ولا ينزعج أى مواطن من الأحكام العرفية، لأنها  لن تطبق إلا على المجرم والإرهابى، وهى لحماية للمواطن الشريف.

أما قضايا التخابر لمرسى، فبما أننا نحاكم  مرسى  لاستعانته بدولة أخرى وللتخابر على مصر، إذا يجب أن نحاسب حماس أيضا، ونوجه لها تهمة التخابر، ونوجه التهمة إلى اشخاص بأعينهم (إسماعيل هنية، خالد مشعل والمرزوقى)، إذا كان مرسى خائن فهم من خان مصر بالاتفاق معهما.
 ولنتذكر أن حماس عندها الثلاثة ضباط وأمين الشرطة، ومازلوا أحياء فى حماس، وعلى مسئوليتى الشخصية، نعم هم أحياء، وينتظرون صفقه بحسب اتفاق خيرت الشاطر معهم، وأيضا ضرورة سحب الجنسية المصرية من كل خائن وعميل بقرار فورى، مصر مش بتهزر. 

أما قضية أحداث الاتحادية، فهل يعقل أننا جميعا شاهدنا الأحداث مباشرة على الهواء وتم التعذيب أمامنا جميعا، والقاضى يرسل للتليفزيونات يسأل عن صحتها، ويسأل من المصور، وهل هي تسجيلات حقيقية، هل القضاة من دولة أخرى، هذه قضيه لا تحتاج لكل هذه الجلسات، ولا تحتاج طعنًا ولا استئنافًا، نحن لو سألنا مصر كلها، هاتقول شوفناهم فى التليفزيون وقت الحدث، أو كانوا هناك عند قصر الاتحادية، فالتصدى للإرهاب يحتاج قوة وحسم وسرعة، وإلا سوف ندفع ثمنًا أكثر من كل ما دفعه الأبرياء.

■ ماذا تريد من الرئيس القادم لمصر؟

ـ الدستور حدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فكان يجب أن يوضح الدستور العلاقة بين الحاكم والوطن، كنت أفضل أن توضع الرؤية قبل الدستور، بصرف النظر عن الرئيس القادم، لابد من رؤية، ولا نبحث عن فرعون جديد، بل حاكم يضع آليه تنفيذ رؤية للوطن، وحلم مصر بالمستقبل والوصول إلى مستوى حضارى متميز دوليا ومجتمعيًا.

وبصفة عامة، على الرئيس القادم أن يقدم لمصر عدة أشياء هى: أن يحقق الاستقلال الوطنى ويقف ضد الإرهاب فى المنطقة العربية وأولهم أمريكا، ويكتب بواسطة العلماء رؤية لمصر لمدة 50 عامًا، يعمر صحراء سيناء  والصحراء الغربية والشرقية والنوبة، وينقل إليهم 30 مليون مصرى بما يضمن سريان النيل لمصر سياسيا أو حتى عسكريًا.

أما عن مشكلة سد إثيوبيا، فعلى القادم حلها فورًا، لأننا مع الأسف ذهبنا إلى إثيوبيا لحل مشكلة النيل بشكل غير لائق، إذ سبقتنا حملة مباخر (وفود شعبية) تستجدى الرضا، وأخذنا معنا السودان كقوة ضاغطة، والسودان أصلا لها مصالح غير قانونية لدينا، وتريد استخدام ذلك كورقة ضغط ضدنا وليس معنا لحل المشكلة، يجب أن تتحرك الدبلوماسية لمخاطبة دول الخليج لتهديد إثيوبيا باستثماراتها ونقل المشكلة إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة. تحريك مشكلة إقليم أوجاوين من خلال إريتريا والصومال، ومواجهة الشركة الإيطالية المنفذة من خلال المخابرات العامة، وضع 2 قاذف صاروخ سكاد فى منطقة أسوان (مسافة الصاروخ 1800 كم)، لا يجب أن يبعد عن أعيننا أن أمريكا تلتف دائما لتحقيق مآرب نحو الشرق الأوسط الجديد.
نحن لا نخشى على مصر أبدًا أن تكون سوريا أو ليبيا أو العراق، فرغم أن مصر فى حالة لا أمن ولا فوضى، فإنها تمثل للعالم قلبًا يتوقف مع الشرق والغرب، والغرب يعى ذلك جيدًا. 

■ هل أنت مع ترشيح المشير السيسى رئيسا لمصر؟

ـ المشير عبد الفتاح السيسى ضرورى جدا أن يرشح نفسه، وإلا فإن مصر سوف تقسم إلى تقسيمات أكثر خطورة، ولو أن  هذا الترشيح ضد مصلحته الشخصية، فإنه سوف يحاسب أمام الشعب بمنهج آخر، ومنزلته عند الشعب كزعيم أفضل وأعلى كثيرا من منصب رئيس الجمهورية، الزعامه لها مكانة خاصة وتدوم على مدى التاريخ، وهو وصل إلى القمة فى القلوب والأداء، أنا مع ترشيحه من أجل مصر، ولابد من وجود جبهة موزاية تنويرية من العلماء.