إسدال الستار على رحلتهم فى الحياة

بورسعيد - مصطفى زغلول
الإسماعيلية - شهيرة ونيس

قرارهم نبع من إيمان قوى وعزيمة صلبة، دفعوا بكل غال ونفيس فداءً لمصر وتحريرها من المخربين والمفسدين. إنهم يدفعون حياتهم كى نعيش نحن، ذلك لأنهم أدركوا أن دماءهم لن تذهب هباءً، بل إنها ستحقق كل ما تصبو إليه وستكون هذه الدماء دليلاً واضحًا على أن الشرطة لن تتخلى عن هذا الوطن.
شهداء جدد أسدل الستار على رحلتهم فى الحياة، هم الرائد فادى محمود سيف الدين عواد من قوة إدارة مرور بورسعيد، الذى استشهد مساء الثلاثاء، أثناء مروره بمنطقة الجولف بدائرة قسم شرطة شرق لتفقد الحالة المرورية، حيث أطلق مجهولان يستقلان دراجة بخارية أعيرة نارية تجاه الضابط، مما أدى إلى مصرعه متأثرًا بإصابته.
الرائد فادى سيف الدين - ضابط بإدارة مرور بورسعيد - عرف عنه الجرأة والرجولة وكان أبرز المشاركين فى مظاهرات ثورة 30 يونيو حتى حمله المتظاهرون على أكتافهم ولقبوه (أسد الميدان).
ودعته بورسعيد عن بكرة أبيها فى جنازة شعبية عسكرية مهيبة تقدمها اللواء سماح قنديل - محافظ بورسعيد - بعد أن اغتالته أيدى الإرهابيين الجبناء فى أثناء تأدية عمله بالإشراف على الخدمات المرورية بشارع محمد على منطقة الجولف جنوب بورسعيد.
ويذكر أن الشهيد فادى كان أحد شهود الاثبات فى قضية (ستاد بورسعيد) - التى راح ضحيتها 72 من جماهير النادى الأهلى - وقت أن كان مديراً لمكتب مدير أمن بورسعيد وقتها، وقد شهد بمنتهى الجرأة والشجاعة على اللواء عصام سمك والذى ستعاد محاكمته بعد النقض على الحكم الأول.
ويعد هذا الاعتداء الذى راح ضحيته الشهيد فادى أحد حلقات مسلسل الاعتداء على رجال الشرطة والجيش فى الفترة الأخيرة وهو لم يكن الاعتداء الأول على الشهيد. حيث تعرض للاعتداء عدة مرات سابقة مما كان يعنى استهدافه المباشر من قبل عناصر بعينها.
فيما سادت حالة من الزعر والفزع بين أهالى محافظة الإسماعيلية عقب توالى الاحداث الارهابية ومقتل 4 من أفراد الأمن خلال 24 ساعة فقط، الامر الذى آثار حفيظة الجميع.
وشهدت الإسماعيلية فجر أمس ،استشهاد ضابط شرطة برتبة ملازم أول ومجندين، بعدما أطلق مسلحون مجهولون النار عليهم فى منطقة السماكين بدائرة مركز الإسماعيلية بعد ساعات من مقتل شرطى مرور بميدان ابراهيم سلامة على ايدى مجهولين أثناء تأدية عمله.
وتلقى اللواء محمد العناني، مدير أمن الإسماعيلية، إخطاراً من الرائد أحمد النمكى، رئيس مباحث مركز الإسماعيلية، بقيام مجهولين يستقلون سيارة نقل من دون لوحات بإطلاق النار على سيارة شرطة أثناء عودتها من كمين بطريق «الإسماعيلية – السويس» الصحراوي، مما أدى إلى استشهاد ضابط برتبة ملازم أول، ومجندين فى الشرطة، بعد إصابتهم بطلقات نارية فى أنحاء متفرقة من الجسم، وسرقة سلاحهم الميرى.
وأمر المستشار هشام حمدي، المحامى العام الأول لنيابات الإسماعيلية المستشار هيثم فاروق، رئيس النيابة، بمعاينة مكان الواقعة، وطلب انتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثامين.
الضحايا هم الملازم أول أحمد حسين فهمي، والرقيب محمد محمد عبدالقادر، والعريف عيد خيرى عبدالحفيظ، من قوة إدارة تأمين الطرق بمديرية أمن الإسماعيلية.
وأعرب مواطنو الاسماعيلية عن قلقهم الشديد من توالى الاحداث الدامية التى تشهدها المحافظة مؤخرا مطالبين بتشديد الإجراءات الامنية ورفع الكفاءة القتالية لدى جهاز الشرطة حتى يكون قادرًا على مواجهة الإرهاب الأسود.
ولم يبخل رجال الشرطة بدمائهم، حيث استشهد أمس أمين الشرطة إبراهيم مرسى محمد، من قطاع الحماية المدنية أثناء تأدية عمله بعد انهيار جزء من كوبرى الشيخ منصور بالمرج، حيث شب حريق فى 4 عشش أسفل الكوبرى الرابط بين منطقتى عين شمس والمرج، بسبب انفجار أنابيب بوتاجاز، وكذلك كابل كهرباء، مما أدى إلى انهيار نحو 50 مترا من الكوبرى.