الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأوقاف تنجح فى توحيد خطبة الجمعة.. وأنصار السنة والجمعية الشرعية يلتزمان




كتب- صبحى مجاهد

فى خطوة جديدة من خطوات اصلاح الدعوة قامت وزارة الأوقاف بتوحيد خطبة لجمعة لجميع المساجد ويأتى هذا القرار عقب قرار سابق لوزارة الأوقاف بتحديد خطبة الجمعة لمدة 15 دقيقة، ولقد كان اول تطبيق لهذا القرار الجمعة الماضية وهو ما تم رصده بنجاح حيث التزمت معظم المساجد بتطبيق الخطبة الموحدة.

فى الوقت نفسه قررت وزارة الأوقاف اتخاذ اجاءات حاسم للحفاظ على الدعوة حيث اكدت انها ستوقف عن العمل فورا كل من يستخدم المنبر للتحريض على الجيش أو الشرطة أو مؤسسات الدولة، وقالت إن المنابر للرحمة والحلم والصفح وليست للعنف أو الإرهاب أو الشتم والسباب.

 وعلى الجانب التطبيقى التزمت المساجد التابعة للجمعية الشرعية ووكذلك التابعة لجمعية انصار السنة المحمدية بتطبيق خطبة الجمعة الموحدة عن مساعدة الفقراء وتطوير العشوائيات، حيث ركزت تلك المساجد، البالغ عددها ما يقرب من 20 الف مسجد بمختلف محافظات مصر على الموضوعات التى حددها وزارة الوقاف.

فيما أكدت جماعة أنصار السنة المحمدية التزامها بخطب الجمعة الموحدة التى تفرضها وزارة الأوقاف انصار السنة تطالب خطباءها بالتزام بالخطبة الموحدة لوزارة الاوقاف، ودعت جميع دعاتها بالالتزام بالخطبة الموحدة التى تحددها وزارة الاوقاف.

كما حث الدكتور عبدالله شاكر الرئيس العام لجمعية أنصار السنة فى جميع المساجد التابعة لأنصار السنة الالتزام بقراروزير الأوقاف بتوحيد خطبة الجمعة بجميع مساجد مصر، وحث خطباء الجمعية على الالتزام بتعليمات الوزارة ,وعدم مخالفتها.وذلك من خطبة جمعة اليوم القادمةوالتى تحدد لها موضوع «تطوير العشوائيات ورعاية الفقراء مصلحة للفقير والغنى معاً»، مع الالتزام بخطة الوزارة فى موضوعات والخطب بالمساجد لشهر ربيع الآخر، حيث تكون خطبة الجمعة الأولى 7 من ربيع الآخر 1435 هـ الموافق 7 فبراير عن دور الشباب فى بناء المجتمع وتكون الجمعة الثانية 14 من ربيع الآخر 1435 هـ الموافق 14 فبراير عن الأمل والعمل والجمعة الثالثة 21 من ربيع الآخر 1435 هـ الموافق 21 فبراير عن العلم والعقل وتكون خطبة الجمعة الرابعة 28 من ربيع الآخر 1435 هـ الموافق 28 فبراير عن الحفاظ على البيئة ودوره فى التنمية.

فيما اتخذت جماعة انصار السنة قرارا بابعاد اى داعية لن يتلزم بتطبيق توحيد الخطبة لمنع نزع أى مسجد من تبعية الجمعية والحاقة لوزارة الأوقاف وفقا لقرار وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة. وعن اهمية توحيد خطبة الجمعة يقول د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ان الوزارة اتخذت قرار بتوحيد الخطبة فى جميع مساجد مصر «أوقاف – جمعيات – أهالى»، واوضح أن الأوقاف هى المسئولة عن إقامة الجمعة والشعائر فى جميع مساجد مصر، وبما أنها ماضية فى ضم جميع مساجد مصر إليها فإن الأولوية فى الضم ستكون لأى مسجد لا يلتزم بالخطبة الدعوية التى تحددها والمنهج الذى تلتزمه من الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة دون أى توظيف سياسى حزبى أو مذهبى أو طائفى للمنبر أو للمسجد.

وقال: إذا كان جمهور الفقهاء على أن الخطبة لا تنعقد إلا فى المسجد الجامع وبإذن من الإمام أو نائبه، فإن القياس والمصلحة يقتضيان الآن جمع الشمل وتوحيد الكلمة والاجتماع على كلمة سواء، ومن هنا قررت وزارة الأوقاف توحيد خطبة الجمعة على مستوى الجمهورية فى جميع مساجد مصر ابتداء من الجمعة القادمة.

وشدد على ضرورة الالتزام بذلك، لافتا إلى أن الوزارة ستكون مضطرة إلى سرعة ضم أى مسجد تابع لأى جمعية لا يلتزم بالخطبة الموحدة ومحاسبة أى إمام أو خطيب لا يلتزم بها.

ولفت إلى انه ستكون الخطة شهرياً وتُنشر فى موعد أقصاه يوم «20» من الشهر السابق، وذلك على الموقع الرسمى للوزارة.

أضاف ان موضوعات شهر ربيع الآخر على النحو التالى: الجمعة الأولى عن دور الشباب فى بناء المجتمع، والجمعة الثانية الأمل والعمل، والجمعة الثالثة عن العلم والعقل، والجمعة الرابعة عن الحفاظ على البيئة ودوره فى التنمية، على ان تكون خطبة الجمعة القادمةعن موضوع «تطوير العشوائيات ورعاية الفقراء مصلحة للفقير والغنى معاً» وشدد أن القطاع الدينى بالوزارة سيقدم أهم العناصر مع خطبة فى كل موضوع للاستضاءة بها والتناول فى إطارها العام فى موعد أقصاه الثلاثاء من كل أسبوع.

فيما أكد الشيخ محمد عبد الرازق وكيل وزارة الاوقاف للشئون الدينية أن توحيد الخطبة يعمل على تأكيد رسالة المسجد ويمنع الانفلات فعلى المنابر مؤكدا أن هناك استجابة من الدعاة والجماهير لما تقوم الوزارة بتطبيقه من ابعاد الخطبة عن العنف او السياسة، بالاضافة إلى وحدة موضوع الخطبة.
وشدد أنه تم تكليف لجان لمتابعة الخطبة بالمساجد وفى حالة ثبوت أى اختراق لموضوع الخطبة سيتم إحالة الخطيب للشئون القانونية.

واوضح أن الوزارة اتخذت بالفعل اجراءات فى هذا السياق وقمت بالسيطرة على عدد من المساجد المعروف تبعيتها للجمعية الشرعية أو جمعية انصار السنة المحمدية بعد خروج المسجد عن دوره وعدم التزام الدعاة فيها بما تقرره وزارة الأوقاف من خطبة موحدة، مشيرا إلى أن الأوقاف تقوم بتحديد خطب الجمعة لشهر كامل حيث تحدد ذلك قبل الشهر العربى بعشرة أيام حتى يمكن التعميم والتحضير لموضوع الخطبة.

كما اعلنت نقابة الدعاة عن تأييدها لقرار وزارة الوقاف لتوحيد الخطبة على جميع المساجد سوء كان تابعة لها أو مساجد اهلية او تابعة لجمعية، وقال الشيخ عبدالناصر بليح المتحدث باسم نقابة الأئمة والدعاة أن قرار وزير الأوقاف بتوحيد خطبة الجمعة وتعميمها على جميع مساجد الجمهورية أمر حتمى و مطلوب فى الوقت الحالى وقرار صائب لحين تطهير الوزارة والمديريات من الطابور الخامس والمسيسين.

وأشار بليح إلى أنه لابد أن يتم انتقاء الموضوع بعناية فائقة بحيث يواكب متطلبات العصر وتطوير الخطاب الدينى.

وواقترح بليح انه من الممكن أن يتم عرض أكثر من موضوع للخطبة حتى يكون هناك فرصة للإمام الغير متميز أن يختار الموضوع المناسب له ويتحدث فيه.

 وطالب بتطهير المساجد من الطابور الخامس والعودة لما كان عليه الأمر مع مراقبة صارمة للأئمة المسيسين ومن يخالف ينقل من مسجده فوراً ويعرض لأشد الجزاء.

رأى مخالف

على الجانب الآخر يرى د.سعد الدين الهلالى استاذ الفقه بجامعة الأزهر أن توحيد الخطبة يقتل الحافز لدى الناس الذين يتنقلون من مسجد لآخر لسماع الخطب فعندما يتم التوحيد تصبح خطبة الجمعة روتينية كربونية، مبينا أن التوحيد يقلل من تأثير الخطباء فى الناس ويجعل الفكرة المراد توصيلها غير مقبولة.

أما د.أحمد كريمة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر فيؤكد أنه ليس من الحكمة التوحيد فلكل حى مشكلاته وظواهره السلبية، لكن لا بأس بتوحيد جزئى لخطبة الجمعة فى بعض المناسبات الشرعية والوطنية المهمة، مشترطا أن يكون التوحيد فى إطار مدعم بالفكرة وبعض النقاط المساعدة دون كتابة نص موحد وتوزيعه على الجميع حتى يظل باب الاجتهاد والبحث للخطيب مفتوحا.