الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى يوجه صفعة جديدة لأمريكا




كتب: أحمد عبد العظيم وحمادة الكحلى وأمنية الصناديلى ومى فهيم وإسلام عبد الكريم

أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس  خلال لقائه  المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى ونبيل فهمى وزير الخارجية، أن لدى روسيا ومصر آفاقا واعدة للتعاون فى مشاريع ضخمة.
وأعرب بوتين، خلال المقابلة التى تمت فى المقر الرئاسى بموسكو، عن أمله بأن يتمكن البلدان من التغلب على مرحلة الركود التى أثرت على حجم التبادل التجارى بينهما فى العام الماضي، وأن يصل إلى مستويات جديدة عند 5 مليارات دولار بدلا من 3 مليارات كما هى الآن.
وشدد على ضرورة تفعيل كل آليات التعاون وذلك بعد الانتخابات الرئاسية فى مصر وتشكيل حكومة جديدة.  وأعرب بوتين عن أمله بأن تستعيد مصر مكانتها السياحية بالنسبة للسياح الروس، لما يحمله ذلك من فوائد تعود على الاقتصاد المصري، وذلك بعد أن تراجع عدد السياح الروس إلى مصر خلال العام الماضى من 2.4 مليون سائح إلى 1.5 مليون سائح فقط.
ونقلت وكالة «ايتار تاس» الروسية عن بوتين ما قاله لـ «السيسى»: « أعرف أنك قررت خوض انتخابات الرئاسة فى مصر وأتمنى لك النجاح فى تولى مثل هذه المهمة لتحديد مصير الشعب المصرى، وهذا هو قرار مهم جدا، وبالأصالة عن نفسى وبالنيابة عن الشعب الروسى أتمنى لكم التوفيق».
من جانبه أطلع السيسى بوتين على مستجدات الأوضاع الداخلية، وسبل مكافحة الإرهاب الذى تشهده الدولة بعد الثورة على حكم الإخوان. ونقل السيسى، تقدير الشعب المصرى لوقوف الدولة الروسية بجانب ثورة 30 يونيو حيث كانت من أوائل الدول الداعمة لقرار الشعب.
وقال السيسي، إن تنسيق المحادثات الثنائية « 2 +2 » مهمة وفعالة، لأنها تسمح لنا بمناقشة عدد من القضايا ذات الأهمية والأولوية كالإرهاب والملف الأمنى والقضايا السورية، شاكرا بوتين لعقد اجتماعات شخصية، على الرغم من ضيق الوقت وقال السيسى للرئيس الروسى «اسمحوا لى أولا أن أعرب عن إعجابى بشخصيتك».
وأعرب السيسى عن شكره للاتحاد الروسى ورئيس روسيا على التنظيم الممتاز للألعاب الاوليمبية الشتوية فى سوتشى مضيفا أن الشعب المصرى يحترم بوتين.
واعتبر المشير الزيارة ستعطى  دفعة جديدة لتطوير التعاون العسكري-التقنى بين مصر وروسيا مشددا، فى لقائه مع نظيره الروسى سيرجى شويجو على أن هذا التعاون كان يعتمد دائما على المصالح المتبادلة ويصب فى منفعة البلدين. وعبر السيسى  عن امتنانه للوزير شويجو على حفاوة الاستقبال.
فيما أكد شويجو أن التعاون العسكرى بين روسيا ومصر يجب أن يتسم بطابع عملي. مشيرا فى ختام المحادثات إلى أن روسيا تولى اهتماما كبيرا بالعلاقات مع مصر البلد المحورى فى المنطقة. وقال: «لدينا باع وخبرة فى التعاون بين وزارتى دفاع البلدين ونحن مرتاحون لطابع الشراكة للتعاون».  موضحا: «هذا ناجم عن التحديات التى يواجهها بلدانا وأهم هذه التحديات الإرهاب».
وأضاف شويجو أن البلدين سيعملان لمنع وصول أسلحة الدمار الشامل إلى متناول العناصر الإجرامية. وشدد على أن نتائج المحادثات مع السيسى تؤكد على تطابق وجهات نظر البلدين من قضايا الأمن على النطاق الإقليمى والدولي. مؤكدا على مناورات مشتركة وصفقة أسلحة مضيفا: «ناقشنا مجموعة من الأحداث ذات الاهتمام المشترك. وتتضمن مشروعات لتوسيع تبادل الوفود وإجراء مناورات مشتركة وتدريب رجال القوات المسلحة المصرية فى جامعات وزارة الدفاع الروسية».
من جانبه قال وزير الخارجية نبيل فهمى إن روسيا مهتمة بإعادة الاستقرار إلى مصر وإيجاد التوازن المطلوب فى المنطقة، مشيرا إلى أن الزيارة لها أبعاد سياسية واستراتيجية.
وقال فهمى  إن مستوى الاتصالات المكثفة بين الجانبين المصرى والروسى خلال الفترة الماضية ومنذ زيارة وزيرى خارجية ودفاع روسيا إلى القاهرة فى الخريف الماضى يعكس اهتمام البلدين بتعزيز التعاون الثنائي.
كانت الزيارة قد حظيت باهتمام الصحف العالمية فذكرت مجلة التايم الأمريكية أن زيارة السيسى لموسكو تعيد إلى الأذهان التوجه الذى اتبعه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نحو التحالف مع الاتحاد السوفيتى وهو عكس التيار الذى انتهجه الرئيس المصرى الراحل أنور السادات الذى أتجه للتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، فى تقرير لها إن المشير عبد الفتاح السيسى عقد لقاءات مع كبار المسئولين الروس فى موسكو، للتفاوض على صفقة أسلحة بقيمة مليارى دولار، يفترض أن تعوض المساعدة من واشنطن.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس فى تقرير لها أن زيارة  السيسى  إلى روسيا تعد الأولى من نوعها له للخارج  عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى  وأوضح التقرير أن الزيارة من شأنها تعزيز صورة السيسى ونفوذه على الصعيد الدولي. 
فيما اهتمت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بزيارة وزير الدفاع المصري، المشير عبد الفتاح السيسي، إلى روسيا للتوقيع على اتفاقية أسلحة كبيرة بين الدولتين. ونقلت تصريحات عن مسئول مصرى بأن تلك الزيارة تهدف لإتمام تفاصيل صفقة الأسلحة الروسية والتعاون بين الجانبين.
وأشارت إلى أن الصفقة تشمل 27 طائرة من طراز ميج، وأسلحة متقدمة ضد الصواريخ، بالإضافة إلى أسلحة ومعدات للقوات البحرية المصرية ونظام دفاع جوى للصواريخ متوسطة المدي، وصواريخ أرض جو.
وقالت الصحيفة إن العلاقات المصرية الروسية توثقت للغاية فى أعقاب توتر العلاقات بين واشنطن والقاهرة، والتى فى أعقابها قررت الولايات المتحدة بتجميد المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر. ووصفت زيارة «لافروف» الأخيرة لمصر باللقاء التاريخى.