الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أحمد فؤاد سليم: عرض «المحاكمة» خالف التوقعات والفكرة هى بطل العمل والنجم إضافة له




بالرغم من النجاح الكبير الذى يحققه دائما الفنان أحمد فؤاد سليم فى أعماله التليفزيونية إلا أنه لا يتردد لحظة فى المشاركة بأعمال مسرحية هامة حيث يلعب سليم حاليا بطولة عرض «المحاكمة» للمخرج طارق الدويرى على خشبة مسرح ميامى ومن إنتاج المسرح القومى، وعن العرض وإصراره على النزول إلى المسرح بلا تردد قال سليم فى هذا الحوار: المسرح فى رأيى هو منصة الشعب وبالتالى من حق الناس أن يلتقوا بالنجوم وجه  لوجه بالأعمال المسرحية وأعتقد أن الفنان لابد أن يكون لديه احساس عميق بالمسئولية تجاه بلده ووطنه فيجب أن يحاول الفنانون توزيع وقتهم وجهدهم بين العمل فى الفيديو والمسرح إلى جانب أن هناك أعمال مسرحية تستحق النزول والمشاركة بها لأن الكلمة على المسرح تكون مؤثرة أكثر من السينما والفيديو لذلك دائما ما يطلقون على المسرح أنه «أبو الفنون» .

■ إذن لماذا أصبح يرى البعض أن المسرح انتهى دوره اليوم؟
- المسرح هو مدرسة الشعوب وأذكر دائما كلمة الرجل الصينى الذى قال «أعطنى مسرحا أعطيك شعبا عظيما» والمسألة تتعلق بشكل وحجم الجهد المبذول وللأسف الشديد المسرح مشكلته عادة تكمن فى الإنتاج وهذه الأزمة السبب فى انحصار موجة المسرح لأن المنتج عادة يعلم أنه لن يحقق ربحا من وراءه، وأتذكر فترة إزدهار المسرح فى أيام عرض أحد أعمال الفنان عادل إمام بمدينة الإسكندرية وقتها تم فتح المطار لإستقبال رحلات كانت تأتى للمسرحية مخصوص، لكن حاليا لا أرى أن المسرح تراجع كما يردد البعض بينما المجتمع أصبح به أزمة ومشكلة أمن شديدة لأن الشعور بالأمن مهم جدا وهو مشكلتنا حاليا وأرى أن مهمتنا اليوم هى تحدى الإرهاب الذى يتعرض له المجتمع.
■ فى رأيك هل كان من السهل تقديم هذا العمل فى فترة حكم الإخوان المسلمين؟
- المسرحية بالفعل كانت ستقدم أيام الإخوان منذ عام ونصف العام ولم يكن هناك أسباب منطقية لتعطيلها طوال هذه المدة وما قيل عن أن ميزانية العرض ضخمة أعتقد أنه غير صحيح على الإطلاق لأنه ليست هناك أجور ضخمة فمثلا أنا والسيد أشرف عبد الغفور لا نحصل على أجور مبالغ فيها وباقى العاملين بالعرض شباب صغير إلى جانب أن الديكور ليس ضخما أو مكلفا كما قيل وتكاليفه كانت بسيطة للغاية وبالتالى أظن أن موضوع المسرحية كان سببا فى تعطيلها سنة كاملة.
■ هل كان من الأنسب تقديم العرض أيام حكم الإخوان أم اليوم خاصة وهو يتناول فكرة التطرف الدينى؟
- على العكس أرى أن تقديمه اليوم أنسب كثيرا من تقديمه أيام الإخوان لأن العرض ضد فكرة التطرف والتسلط بشكل عام ويدعو إلى الحكمة فى الجدل والحوار كما قال الله تعالى «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة «، و»جادلهم بالتى هى أحسن»، « فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم»، هذا هو الدين لابد أن يكون هناك حكمة فى الحوار لذلك فالموضوع ضد ما يقومون به اليوم من إرهاب وتطرف وعنف لفرض وجهة نظرهم.
■ عندما توفى ممثل الدفاع عن الفكر المتطرف حزن خصمه على وفاته، لماذا؟
- العرض فى الأساس يناقش فكرة علمية جدا وهى أن الجدل لابد أن يكون بين طرفين فمثلا لولا ما يفعله الإخوان اليوم  لولا أن الحكومة مشدودة وتقوم بدورها كما قال الله تعالى «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض»، بمعنى أنه لولا أن هناك تحديات تواجه الإنسان لولا أن يكون هناك سبب للتقدم وهذا هو احد اسباب التقدم والثورة لأن الثورة قامت على الفساد فى الأساس، وهنا الرجل يناقش قضية الإنسان وحريته وشعر بالأسى لموت خصمه من الغيظ وكان رأى الرجل المدافع عن الفكر الحر أن مجرد إصرار خصمه على فكرته به كثير من العظمة لأن الإصرار على الفكرة أيا كانت فى حد ذاته قيمة كما أنه ضد فكرة أن يموت البشر من أجل أشياء تافهه إلى جانب أنه لولا هذا المتطرف لما كان هذا الداعية لحقوق الإنسان وهذا ما يحقق دائما حالة التوزان فى المجتمع.
■  رغم أنكم قدمتم عرض فى غاية الرقى والأهمية إلا أنه تعرض للتجاهل من قبل إدراة البيت الفنى للمسرح، لماذا؟
- رئيس البيت الفنى جاء لمشاهدة العرض وأعتقد أنه لم يقصد تجاهله لكن بالفعل حدث خلاف سابق فيما مضى عندما أرادوا سحب المسرح من عرضنا لمنحه لعرض أخر ووقتها وقفنا جمعيا رافضين لأننا نعمل بهذا العرض منذ عام كامل وتدخل وزير الثقافة بنفسه لحل الأزمة وانتهت المشكلة لكن ليس هناك خلافات فهو كان مجرد خلاف فى الرؤى لأنهم ظنوا أن فلان سيأتى بالجمهور فمن حقه أن يعرض على مسرح ميامى وعرضنا لن يحقق نجاح جماهيرى لكن الحمد لله عرض «المحاكمة « خالف الظنون.
 ■ فى رأيك لماذا تتهم دائما التجارب المسرحية الجادة بأنها غير جماهيرية أو أنها مجرد عروض تجريبية؟!
- ما نقدمه هنا ليس مسرح تجريبى وفى جميع مسارح العالم نجد فى كل فرقة كبيرة جزء خاص بالتجريب وعندما ينجح هذا العرض يتم ترقيته ووضعه على المسرح الكبير ليصبح عرضا جماهيريا وهذا يحدث عادة فى جميع  مسارح العالم مثل ورش العمل فى الكوميدى فرانسز وغيره، وبالنسبة «للمحاكمة» أعتقد أنه ليس عرض تجريبى على الإطلاق بل هو عرض مسرحى راق ومتكتمل العناصر، وللأسف فى مصر دائما نعمل بقاعدة أن النجم هو الموضوع لكننا اليوم فى مرحلة تحول انسانى بمعنى أنه يجب أن تكون الفكرة هى الموضوع وكون النجم يأتى لهذه الفكرة كى يزيد جماهيريتها هذا شىء جيد، لكن أرى أن المشكلة الحقيقية لدينا حاليا هى مشكلة نقد لأن النقاد الحقيقيون اختفوا من الساحة، فالنقد حالة من حالات تجويد الصنعة عندما يكون لدينا نقد حقيقى لابد للمسرح أن يتطور لأن الناقد الجيد هو من يدفع الجمهور لمشاهدة العروض ومتابعتها.
■ إذن كيف ترى قرار إلغاء مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى؟
   - الحقيقة هذا نوع من التراجع ومشكلتنا أننا كنا نعتمد دائما على الأشخاص وليس على أفكار وفاروق حسنى فى رأى كان يرى  مستقبل الفن والمسرح بشكل صحيح وأقام هذا المهرجان لأنه كان يرى أن التجريب هو مستقبل الفن المسرحى فى مصر وأذكر أننى شاهدت عروض هامة وتعلمت منها الكثير واشكره على ذلك وفى المستقبل سيعود التجريب مرة أخرى إلى مصر لأن تقديم الفن من خلال عمل تجارب جديدة هو فى رأى أشبه بمن لديه رسالة دكتوراه وامتلك بحور واسعة من العلم والإطلاع مكنته من عمل تغيير وتقديم أشياء جديدة ومبتكرة.
■ كيف ترى حال الثقافة والفن الفترة المقبلة؟
- دائما أشعر بالتفاؤل وأرى أننا سنذهب إلى مستقبل أفضل وبالنسبة للمسرح والسينما أرى أنهما سيكونان أفضل خصوصا عندما نهتم بالتعليم ووضع الدستور الجديد يرفع من شأن الثقافة والفن وهو ما يجعلنى متفائلا بالفترة القادمة.