الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لا تعطوهم فرصة




كتب - جهاد الخازن
أرجح أننى أنفخ فى زقٍّ مقطوع، ولكن أحاول لأن واجبى أن أحاول، فأخاطب المسلمين جميعاً وأقول: لا تعطوهم فرصة.
ثمة حملات على الإسلام والمسلمين مصادرها معروفة فكلها يمكن إعادته إلى أنصار إسرائيل، وأسبابها معروفة أيضاً فهى تحويل الأنظار عن جرائم الحكومة الإسرائيلية من قتل واحتلال واستيطان وغير ذلك.
أصر على أن 99 فى المئة من المسلمين لا علاقة لهم بالتجاوزات غير أن الأعداء يقدمون المجرمين وكأنهم يمثلون الناس جميعاً. وأكتب وأمامى مادة تكفى لتأليف كتاب عن الموضوع، وسأحاول تقديم ما أستطيع من أمثلة:
- موقع ليكودى نشر تحت عنوان «ثقافة الاغتصاب فى الإسلام» عن مسلم تحرَّش بامرأة فى نيوزيلندا، وآخر اعتدى على نساء فى أستراليا. أقول إن القرآن الكريم يمنع مثل هذه الأعمال إطلاقاً وينص على أن «الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة» (سورة النور 2). فى المقابل التوراة تضم مومسات بين فصل وآخر ودعوات لإبادة الجنس أو جرائم حرب، إلا أننى قطعاً لا أستعمل مثل هذا النص لأدين اليهودية واليهود فهم ناس عاديون مثل كل شعوب الأرض.
- منظمة مراقبة حقوق الإنسان نشرت تقريراً فى 106 صفحات عن ممارسة قوى الأمن فى العراق الاغتصاب والتعذيب ضد نساء عراقيات معتقلات. ومكتب رئيس الوزراء قدم للمنظمة تفاصيل عن 4200 امرأة معتقلة غالبيتهن العظمى من المسلمات السنيّات. هناك تفاصيل فى التقرير عن تعذيب بالكهرباء والجَلد وأعقاب السجاير، وروايات اغتصاب فظيعة أتجاوز تفاصيلها، وأراها تخرج النظام كله من دائرة الإنسانية كما نعرفها. أسجل أن نصف أصدقاء عائلتى فى لندن من العراقيين وكلهم من خيرة الناس.
- وضع النساء فى أفغانستان سيّئ جداً وهناك قانون جديد يعطى رب البيت حصانة من القضاء إذا مارس الاغتصاب أو التعذيب ضد أهل بيته. وأمامى تحقيق فى عشر صفحات نشرته «لوس أنجليس تايمز» عن حرمان الزوجة من حقوقها كافة مع أن القرآن الكريم يقول: «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» (البقرة 229).
- الرئيس أوباما دان فى خطاب له فى مناسبة «فطور الصلاة الوطني»، الصين وإيران وكوريا الشمالية وغيرها لقمعها الأقليات الدينية، وقال إن إدارته على اتصال مع دول كثيرة لحماية الأقليات، وأشار إلى بورما ونيجيريا والسودان وجنوب السودان وباكستان ومصر وسورية. أذكِّر المسلمين فى هذه الدول بأن القرآن الكريم يقول للمؤمنين: «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى» (المائدة 82).
الأمثلة من نوع ما سبق كثيرة، إلا أن أسوأها موضوع الختان، فهناك يوماً بعد يوم خبر يدين ممارسته ويطالب بقوانين فى الغرب تحرمه. الأسبوع الماضى «انفجر» الختان على شكل مانشيت فى بعض أكبر الصحف العالمية، ففى يوم واحد كان الموضوع «مانشيت» جريدة «الغارديان» الليبرالية، وأيضاً «مانشيت» جريدة «التايمز» المحافظة. و «الجارديان» عادت بمانشيت عن الموضوع نفسه فى اليوم التالى وعن حملة وعشرات ألوف التواقيع لسنّ قانون يمنع الختان فى بريطانيا، وهذا مع عشرات الصفحات فى الداخل. الموضوع اهتمت به أيضاً الصحف الأميركية ومواقع إلكترونية.
الختان ليس فى القرآن الكريم وهو عادة تعود إلى أيام الفراعنة، وتنتشر فى 27 دولة، أكثرها فى أفريقيا وفق تقرير للأمم المتحدة التى اختارت السادس من هذا الشهر يوماً عالمياً لرفض ختان البنات. كل ما سبق من أمثلة قصْر على عُشر واحد فى المئة من المسلمين، إلا أن الأعداء يلصقون الممارسة بالمسلمين جميعاً، ويجب تفويت الفرصة على الأعداء فالإسلام والمسلمون أبرياء من مثل هذه الجرائم والتجاوزات.
ختاماً، الألعاب الأولمبية الشتوية فى سوتشى كانت موضوع تغطية إعلامية هائلة فى حجم كل ما سبق، وصحافة الغرب تتحدث عن إرهاب مقبل وتتوقع لها الفشل، ويثبت كذبها فى النهاية. وأرجو أن نستطيع نحن أيضاً إثبات كذبها فى ما تنسب إلى جماعة المسلمين.
نقلا عن «الحياة اللندنية»