الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كفاكم «هطلًا» الظرف لا يحتمل




كتب -  صلاح أحمد نويرة
 
ليس صحيحًا أن حرية التعبير معناها الاتهام الجزافى والضرب تحت الحزام.. ولكن حرية التعبير معناها عرض القضايا بأبعادها دون انحياز حزبى أو أيديولوجى أو مصالح.
فما أسهل تشويه الآخرين فى مجتمع الفوضى  السياسية، ولأن لعبة السياسة لا تخلو من الخبث وخلط الأوراق.. لذلك نرى بعض الصحف وبعض الشاشات تنثر السخط فى المجتمع وقد تحرض على الفوضي.. أو ضد فريق يختلف معه فى الرأي.
بعض الأحداث تأخذ حجمًا أكبر من حجمها الحقيقى لتضمن التوزيع للصحف والمشاهدة على الشاشات، وفجأة يتحول البلد كله إلى زعماء وقضاة وجنرالات مقاه.. ظهروا بعد 25 يناير وأزدادوا  بعد  30 يونيو.. والسؤال أين بقية شرائح المجتمع.
المؤلم والمؤسف أن كل قلم وكل حنجرة على شاشة تحول أصحابها إلى زعماء وقضاة.. البلد تحول إلى زعماء يفتون ويقرون وكأنه بلد «ليس له صاحب» البلد  تحول إلى قضاة يحاكمون ويصدرون الأحكام وكأنه  بلد  بلا قضاة.. ورجال نيابة.
المثل الشعبى يقول: «لما تقع البقرة تكتر سكاكينها». وهو مثل ينطبق تمامًا على أى مصرى يقع فريسة للأقلام والحناجر.. حيث يبدو الغل واضحًا.. وكأننا نسينا مثلًا شعبياً آخر يقول: «ادى العيش لخبازه» لماذا لا يعمل كل منا فى مهنته أو حرفته فقط يبدع فيها.. يطور.. هدفه العمل الذى يؤديه.. متحملًا  مسئوليته الوطنية والمجتمعية.
ما أحوجنا إلى ثقافة الأدب والحياء فى الكتابة على الورق وفى الكلام على الشاشات.
يحكم بعض الصحف - للأسف -  شهوة «التوزيع» والشعار «اضرب توزع» و«اضرب بشدة تأكل السوق وعلى الشاشات اضرب تنجح.. تفرقع.. تزداد الإعلانات.
هل هذه طبيعة صحافة  ظلت محبوسة فى قفص ثم أطلقوها فانتابتها حالة سعار.. هل هذه طبيعة شاشات لا تملك إلا النباح أطلقوها لتنشر كل هذا القبح بدون حياء.. هل يفقد البرنامج طعمه الساخر إذا تخلى عن الإيحاءات الجنسية.. أو محاولة تشويه الرموز.
هل ما نراه اليوم هو ثمرة حرية التعبير؟!
فإما عصر شمولى مغلق بالضبة والمفتاح أو عصر حر يستباح فيه كل شيء.
النقد مطلوب وضرورى والرأى الآخر له احترامه.. ولكن التجاوز مرفوض وقلة الأدب خروج عن السياق مذموم.
ترشح أى مصرى تنطبق عليه شروط الترشح للرئاسة ويرى فى نفسه القدرة على تحقيق حلم المصريين.. حق أصيل.. سواء كان حمدين أو غيره.
وأيضًا ما يمثله المشير السيسى لغالبية المصريين من قيمة وقامة ورؤيتهم لقدرته على قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان ومطالبة السواد الأعظم له بالترشح هذا حقهم وحلمهم المشروع.
لقد انحازت القوات المسلحة فى 25 يناير بقيادة طنطاوى إلى الشعب ضد مبارك.. ولم يطلب المصريون طنطاوى  رئيسًا كما انحازت القوات المسلحة فى 30 يونيو بقيادة السيسى إلى الشعب ضد حكم الإخوان الإرهابى الذى كان ينتوى تقسيم الوطن..
لقد خلص المشير عبد الفتاح السيسى مصر من كابوس الإخوان.. بعد ان كشفهم الشعب ونزع عنهم ورقة التوت.. الرجل يواصل الليل بالنهار فى العمل من أجل مصر.. يشعر بمعاناة الشعب بآلامه وطموحه.. التقط الشعب كبرياء الرجل وحرصه على كرامة مصر والمصريين.. فنادى السواد الأعظم من  المصريين بالسيسى رئيسًا..
فهل يسمح المصريون بأن تسفه مطالبهم وتتم السخرية من أحلامهم وآمالهم.. ثم الادعاء بأن هذه حرية.
أليس المصريون أحرارًا.. يختارون من يريدون رئيسًَا وزعيمًا لهم.. خاصة إذا كان يمتلك مؤهلات القيادة ويشعر بآلامهم وطموحاتهم.
والسؤال ما العيب وما هى المشكلة عندما يستجيب المشير عبد الفتاح السيسى لنداء الشعب.. هل نلومه لأنه لبى نداء تحمل المسئولية فى هذا الظرف الصعب.
إلى باسم ومن هم على شاكلته:
أريد اجابتكم عن سؤال لماذا لا تريد أمريكا السيسى رئيسًا لمصر؟!
لماذا هذا الولع الوحشى بترويج مجموعة من الأفكار السطحية والساذجة؟! لماذا تصرون على أنكم تتمتعون بالحكمة والذكاء النادر والاستثنائى والقدرات والمهارات السياسية غير العادية.. هل تقلدون نظام مبارك؟!
لماذا تريدون صناعة عالم من الأكاذيب السياسية والفقاعات اللفظية تعيش فيها وداخلها الصفوات السياسية والمعارضة الأكاديمية.. هل تريدون اشاعة  احساس باللا جدوى من إمكانات الإصلاح أو تجديد الدولة والحكم والمعارضة أو  التصدى للفساد الهيكلى أو النخبوي.
نظريات تأمر الآخرين ضدنا تتناسل وتغير من أقنعتنا وألوانها مع الوقت.. ولكن جوهرها كما هو، هل تحملون على عاتقكم رؤية تركيا وإيران برعاية أمريكا من أجل افشال الدولة المصرية بمساندة دويلة قطر؟ لماذا لم يرصد برنامج «البرنامج» التراجع الأثيوبى ضد حقوق المصريين فى نهر النيل بعد زيارة المشير لروسيا.. هل تتذكرون مائدة حوار «الهطل» الذى بثه التليفزيون المصرى لمحمد مرسى وحاشيته لحل أزمة «سد النهضة» الإثيوبى الذى يحمل الموت والعطش لمصر فتجرأت إثيوبيا على حقوقنا..
لماذا تصادرون وتسخرون من أمنيات وآمال المصريين.. كفاكم هطلًا الظرف لا يحتمل.