الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المتحف الإسلامى .. إرهاب «يخرب» وفنانون يحمون تراث الوطن




كتب- علاء الدين ظاهر
قال مصطفى خالد إبراهيم مدير متحف الفن الإسلامى أنه لم يكن هناك تقصير فى تأمين وحماية المتحف، مشيرا إلى أنهم وعقب الانفجار أمام مديرية أمن القاهرة حضرت إلى المتحف سريعا مع زملائى والأستاذة ماجدة يوسف مديرعام مساعد معى وقررنا منع دخول أى شخص إلى المتحف بالتعاون مع الأمن والشرطة، وقمنا بذلك لأن «بطن المتحف كله كانت مفتوحة»- حسب قوله، حيث الفتارين مهشمة والأثار على الأرض والمياة تتدفق من السقف الذى تحطم، ولذلك قررنا غلق المتحف ومنع الدخول إليه إلا رجال الأدلة الجنائية للفحص.
 

وتابع: كما قسمنا الأمناء ورجال أمن المتحف على النوافذ التى تحطمت بالمتحف، وبدأنا فى جمع التحف والأثار الموجودة على الأرض، وبعدها جمعنا الأثار التى كانت لا زالت فى الفتارين وقمنا بعمل مخزن مؤقت فى القسم الذى يتضمن شواهد القبور الأثرية والذى لم يتأثر بالإنفجار، ثم بدأ كل أمين لقسم فى وضع الأثار فيه، وبدأنا فى حصر المهشم كل حسب درجة وشكل الكسر، على أن أعطى كل أثرى تقرير عن الأثار المدمرة فى قسمه.
وقد بدأنا ترميم القطع، هناك لجنة من كلية هندسة القاهرة عاينت المتحف والمبني، وهناك لجنة سباعية شكلها الأمين العام وأنا عضو فيها وأقرت أن المبنى والحمد لله سليم ولم يتأثر بالحادث، والسقف سيتم إصلاحه، وهناك دكتور متخصص فى الهندسة الميكانيكية سيعاين نظم الإنذار الخاصة بالحريق والسرقة لإصلاحها.

وأشار مصطفى خالد إلى أن أبرز القطع التى تضررت كثيرا المشكاوات الزجاجية حيث أن الزجاج سهل وسريع التكسير، كما أننا لدينا أكبر مجموعة فى العالم كله من المشكاوات الزجاجية وتعود للعصر المملوكى لكن لسلاطين مختلفين، كما أن محراب السيدة رقية تدمر بشكل كبير، وبوابة المتحف كان عليها كاشف بالأشعة ويتم تفتيش الحقائب تماما، وقد منعنا دخول الحقائب إلى داخل المتحف وتوضع فى الأمانات خارجه.

وعن زيارة وفد اليونسكو للمتحف قال: كانت مفيدة جدا حيث أردنا إبراز حجم الدمار الذى تعرض له، وعندما تعلن اليونسكو ذلك تظهر للعالم حجم الدمار الذى أصاب المتحف كى يرى العالم نتيجة الإرهاب الذى يمارسه هؤلاء الإرهابيون ولا يمكن التعاطف معهم بعد ذلك، وهذا ما أردنا بيانه للشعوب الأخرى وماذا يفعل الإرهابيون فى تراث مصر حتى لا يتعاطفون معهم بعد ذلك.

وأكمل: نحن على مستوى المسئولية وأدرنا الأزمة بكفاءة عليا واستفدنا من الذى حدث لمتحف ملوي، حيث قمنا بغلق المتحف الإسلامى سريعا عقب الحادث وعملنا دروع بشرية وأغلقنا كل الأماكن التى يمكن الدخول منها للسيطرة على الموقف ولم لم نفعل ذلك لكن المتحف نهب حيث كانت الآثار والعملات الذهبية ملقاة على الأرض وهذه القطع سهلة السرقة والنقل للخارج، ولذلك نقوم بفحص الحطام جيدا حتى لا نترك به أى قطع أثرية تضيع داخله خاصة، وسرعة نقل الحطام سيفيد فى الفحص والبحث عن الأثار المدمرة والقطع المفقودة منها

وأوضح أن المتحف يحتوى على 97 ألف قطعة، المعروض منها 1471 قطعة، وما تعرض للتدمير مع اختلاف درجة الكسر والتهشيم 165 قطعة، والمكشاوات الزجاجية سيتم تجميعها وترميمها مثل قطع البازل ولذلك قد يستغرق ترميم وتجميع المشكاة الواحدة عامين، وقد بدأنا ترميم محراب السيدة رقية ومحراب الخليفة الأمر بأحكام الله وتنور الغورى وكرسى العاشق، وسنبدأ الفترة القادمة فى ترميم الخزف، خاصة أن معامل الترميم امتلأت بالقطع والأثار المحطمة لأنه لم يكن فى الحسبان تعرض المتحف لمثل هذا الحادث الإرهابى ولذلك استعنا ببعض أماكن أمناء المتحف من الأثريين واستغلالها فى الترميم.

أما ماجدة يوسف المديرالعام المساعد للمتحف قالت أن قسم الترميم بدأ فى التعامل مع القطع التى يمكن ترميمها سريعا كى تعود للعرض، أما التى تدمرت تماما ستأخذ وقتا كى تتم دراستها لتعود لحالتها الأصلية، حيث كانت لدينا معلومات كاملة عن كل القطع الأثرية فى مركز معلومات المتحف، ولدينا حصر لكل المعروض وما هو فى المخازن مع معلومات وأوصاف وصور لها، وهذا أفادنا كثيرا فى التعامل مع الأثار المدمرة فى المتحف، وهذا سيسهل علينا كثيرا فى الترميم.

وأوضحت أن الزيارة التى قام بها وفد اليونسكو جاءت سريعا بناء على جهود الوزارة مع سفير مصر باليونسكو السفير محمد سامح عمرو، وقد صدموا من مشهد الدمار، كما دخلوا المخازن ورأوا كل شيء، وحصلوا على بيانات مؤقتة لكل القطع التى تعرضت للتدمير، على أن نرسل لهم لاحقا بيانات كاملة ومفصلة لإحصها وبيان ما الذى يمكن أن تقدمه اليونسكو من مساعدة لنا وماذا نحتاج أكثر سواء خبراء أو مواد ترميم أو غير ذلك.

وتابعت: المشكاوات الزجاجية تحتاج لمواد حديثة فى الترميم والتجميع، وهو ما سترسله لنا اليونسكو، والمرممون لدينا أكفاء تماما، كذلك الأمن والعتالين قاموا بدور كبير فى إنقاذ المتحف، وقائد الحرس العميد محمد العجاتى ورجاله قاموا بدور كبير لا ينكر فى تأمين المتحف عقب الحادث الإرهابي.