الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أحمد بهاء الدين شعبان المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير ورئيس الحزب الاشتراكى المصرى: السيسى بحاجة لبرنامج ثورى.. وتقديم «الرئاسة» على «البرلمان» قرار صائب




■ فى البداية.. ما الرسالة الموجهة للإخوان من إقرار الدستور؟
ـ إن مشاركة الجماهير فى استفتاء الدستور، أفشلت كل ما كان يدعيه الإخوان من أكاذيب وإشاعات، وبإقرار الدستور انتهت شرعية الإخوان وحديثهم عن عودة مرسى.
فالشرعية للصناديق التى أعرب المصريون من خلالها عن تأييدهم لـ30 يونيو وخريطة الطريق، وهى شرعية الثورة والمصريين، لا شرعية الدم والعنف والإرهاب.

■ وماذا ترتب على احتفالات ذكرى ثورة 25 يناير؟
ـ شكلت خسارة كاملة لجماعة الإخوان، وأظهرت فقدانهم للظهير الشعبى الذى من المفترض أن تسعى أى قوة سياسية للحفاظ عليه دعمًا لتواجدها فى الشارع، لكن فى الوقت الذى كانت الجماهير المصرية تتجه للميادين، فإن مسيرات الإخوان كانت تتعرض لهجوم وملاحقات من قبل المواطنين، وانتهت بالتشتت ولم تحقق شيئًا يذكر، وتم الفتك بهم.
ومن ثم، أندهش من العقول التى تدير هذه الجماعة، لأنها فى غيبوبة مستمرة، وحتى الآن لا تدرك رغم إزعاجها لقوات الأمن والجيش، أنها خسرت الشعب وتعاطفه معها.

■ وماذا عن مستقبل الجماعة بعد رهانهم على ثورة جديدة فى 25 يناير؟
ـ أصبحت تقف على رمالٍ مُتحركة، ومسألة اختفائها نهائياً من المشهد السياسى المصرى هى مسألة وقت فقط. ورغم دعوتهم خلال الاستفتاء على الدستور إلى المقاطعة وعدم الاعتراف به ومن ثم إفشال المرحلة الانتقالية، فإن النتائج جاءت مخيبة لآمالهم، وتم إقرار الدستور بـ«نعم» للأغلبية، ثم جاءت الذكرى لتنهى آخر محاولات الإخوان للقفز على السلطة مرة أخرى والعودة للمشهد السياسى.
إذ أكد المصريون بنزولهم للاحتفال بذكرى الـ30 من يونيو، ونقلوا صورة حضارية جميلة إلى العالم تداولها مختلف وسائل الإعلام، مفادها أن مصر ضد الإرهاب وفى طريقها لإنهاء المرحلة الانتقالية ولن تستسلم لتلك الجماعة الإرهابية التى اتخذت الدم والعنف منهاجاً لها.
فاستمرار الجماعة فى التصعيد والمظاهرات، يعنى مزيدًا من الانتحار السياسى، لأنها باتت بلا شعبية وبلا قدرة على الحشد، ويرفض المصريون تواجدها ويناهضونها.

■ هل أثمرت دعوات حركة 6 إبريل والاشتراكيون الثوريون» خلال ذكرى الثورة عن شىء؟
ـ بالنسبة لتلك الحركات.. فهى تسير فى طريق خطأ، وللأسف يتم استدراجهم من قبل جماعة الإخوان، لأن قدرة الجماعة على الحشد أصبحت ضعيفة، لذا تحاول إغراءها للنزول للشارع لتصبح غطاء لها وللعنف الذى يقوم به أعضاء الجماعة.
وبالتالى انتهت تلك المظاهرات أيضا بخسارة 6 إبريل والاشتراكيون الثوريون لشعبيتهم ومصداقيتهم أمام الرأى العام أصبحت بالغة السوء، نظرا لتحولهم لستارة لإرهاب الإخوان المسلمين.

■ وهل استقبل الجيش والداخلية رسائل الشعب خلال احتفالات ذكرى ثورة يناير؟
ـ كانت هناك رسائل مزدوجة للجيش وقوات الأمن من قبل الشعب، وهى أن الشعب سيقف بقوة خلفهم للدفاع عن الوطن، وبكل ما يملكون من طاقة وقدرة على الصمود وضد من يعتدون على الوطن، وكذلك رسالة خاصة بأنه رغم المحن والظروف التى مر بها الشعب، فإنه سيساندهم فى مواجهة الإرهاب ولا يخشون هذا التطرف.
والدليل.. نزول الشعب بعد ساعات من حوداث الانفجار، فكان الحشد واضحا على مستوى المحافظات، والرسالة أن الشعب لن يختبئ داخل المنازل، وأن الشرعية التى تحكم الآن هى شرعية الشعب لا شرعية الإخوان والرئيس المعزول بإرادة الشعب.

■ ما تفسيرك لدعوة الشعب للنزول فى ظل العمليات الإرهابية؟
ـ الشعب يعلم أن التحدى للإرهاب هو النزول لدعم الجيش والشرطة، ولا يعنى هذا أن الدولة مقصرة ولا تقوم بدورها فى مكافحة الإرهاب، ولكن لا بد من إظهار إرادة شعبية، وإرسال رسالة مهمة لرءوس الإرهاب بأن خططهم لن تجدى نفعا.

■ وهل تتوقع توقف العمليات الإرهابية؟
ـ محاربة الإرهاب تستغرق وقتًا، خصوصًا أنهم فى حالة سعار وغضب شديد، وستستمر ملاحقتهم للجيش والشرطة، وكل مرة ستزداد صورتهم سوءًا لدى الرأى العام .
لقد تمكن الشعب المصرى من إسقاط الإخوان، وكشف خداعهم وتزييفهم للحقائق، والمعركة الحقيقية الآن التى تخوضها مصر هى ضد الإرهاب، إذ يجب فوراً تطهير الجسد المصرى من تلك الجماعات الإرهابية، التى تُحاول أن تتغلغل فى الوطن كأورامٍ سرطانية خطيرة.
فقضية الإرهاب ما زالت قائمة، وعلى مختلف دول العالم، لاسيما الدول العربية، أن تدعم مصر فى مواجهة الإرهاب لتطهير المنطقة من الإخوان، ولدى ثقة كاملة فى نجاح الأجهزة الأمنية فى التصدى له، خاصة فى ظل المشهد الحالى الذى يتميز بالتفاف تاريخى للشعب والقوات المسلحة والشرطة، ولا بد من زيادة أعداد دوائر نظر قضايا الإرهاب والعنف التى ترتكبها جماعة الإخوان الارهابية ومحاسبة جميع المتورطين فيها.

■ هل تؤيد المطالبات بإجراء تعديل وزارى؟
ـ أداء الحكومة بشكل عام عليه ملاحظات كثيرة، وكان بإمكانها أن تصبح أكثر حسمًا فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب، ولكن بعد أن أعلن الرئيس المؤقت قرار الانتخابات الرئاسية أولًا، أصبح من غير المفيد إجراء تعديل وزارى، خاصة أن الرئيس القادم سيلجأ لتشكيل وزارى جديد طبقا لبرنامجه الرئاسى وما يتطلبه من آليات، ومن ثم فالتغيير الآن ربما لن يفيد مستقبلا.

■ وهل ترحب بقرار الانتخابات الرئاسية أولا؟
ـ دُعينا مرتين لمناقشة فكرة الانتخابات الرئاسية أولًا، وقد قام الرئيس المؤقت باستطلاع مواقف واتجاهات جميع القوى السياسية والأحزاب وتجمعات الشباب والمجتمع المدنى والنقابات العمالية والمهنية والعمال والفلاحين، وقد أجمعوا على أن الاغلبية مع الانتخابات الرئاسية أولا، وقليلون فقط من كانوا مع مبدأ الانتخابات البرلمانية أولا، كما أن المزاج العام يميل إلى إجراء الرئاسية أولا، والدولة فى حاجة إلى رئيس منتخب خلال هذه المرحلة يتمتع بسلطة قانونية تمكنه من تدبير أمورها ومواجهة الإرهاب، مؤكدا أن كل هذه القرارات مطلوبة لمواجهة الإرهاب حتى القضاء عليه.

■ هل تؤيد ترشح المشير السيسى لمنصب الرئيس؟
ـ نحن بحاجة لرئيس قوى قادر على اتخاذ إجراءات جريئة وقيادية للبلاد خلال هذه المرحلة الحرجة، ولكن لا بد أن يستقيل من موقعه حتى يصبح شخصية مدنية، فقد حدث ذلك خلال عهد جمال عبدالناصر، الذى كان رجلا عسكريا واستقال وترشح باعتباره مواطنًا مدنيًا، وللعلم فرص نجاح ووصوله للمنصب كبيرة، ولكن لا بد من توافر برنامج رئاسى، يتم من خلاله ترجمه أهداف الثورتين وتحقيق متطلبات الشعب.

■ ماذا لو ترشح حمدين صباحى.. وما فرص نجاحه فى ظل إعلان المشير السيسى ترشحه؟
ـ لقد ازداد الأمر تعقيدا لدى جميع المرشحين الآخرين، وبالأخص بعد ثورة 30 يونيو، وارتفاع شعبية الجيش ومساندته إرادة الشعب، فأصبحت مسألة وصول المشير السيسى لمنصب الرئاسة أمرًا حتميًا، فبعد نزول الشعب خلال ذكرى 25 يناير من أجل تفويض «السيسي» لرئاسة البلاد، فإن فرص وصول أى مرشح آخر منعدمة، خاصة بعدما يئس الشعب من شعارات الثوار والاعتصامات والمظاهرات.

■ وماذا عن فكرة وجود مرشح إسلامى؟
ـ يعتبر عبدالمنعم أبو الفتوح هو المرشح القادم لجماعة الإخوان، ولن يقاطع الإسلاميون الانتخابات الرئاسية، بل سيسعون لدعم مرشح إسلامى، وسيعطون أصواتهم لمرشح واحد هو عبدالمنعم أبو الفتوح الذى سيدعمه الإخوان والسلفيون والجماعات الجهادية.

■ هل خرج الشباب من معادلة العمل السياسى؟
ـ نعم بالفعل أصبحوا خارج نطاق اهتمام الدولة مرة أخرى، وهناك مجموعة أسباب أدت لذلك، ومنها التواطؤ من قبل أجهزة الدولة على منع تنفيذ مطالب الثورة والقصاص للشهداء، وللأسف من قتل الشهداء حصل على براءة، وهو ما أغضب الشباب.
كما أن هناك حملة ظالمة للثأر من ثورة 25 يناير من قبل رموز نظام مبارك، وقد عادوا يتصدرون المشهد ويسعون لتشويه الشباب واتهام الثورة بأنها مؤامرة أمريكية، وأنهم عملاء وحصلوا على تمويل ولهم أجندة أجنبية، وهو ما جعل الشباب يخشون على ثورتهم ويشعرون باليأس من عدم تحقيق أهدافهم.
إضافة إلى أخطاء التعامل الأمنى وعدم التفريق بين شباب يمارس السياسة وينتمى لمعسكر الثورة، وشباب ينتمى لمعسكر الإرهاب.

■ وما الحل إذن؟
ـ الحوار هو الأهم، لأنهم صانعو الثورة ومن ضحوا وسرقت منهم وتحركوا ضد الإخوان، وساهموا فى إزاحة النظام مرتين، وفوجئوا بالسباب والإهانة وعمليات القبض، ومن ثم لابد من احتضان الدولة لأبنائها والسعى للحوار الجاد وليس حوار «الطرشان»، وبالفعل أعطى الرئيس المؤقت عدلى منصور قرارًا بالإفراج عن الطلاب المتورطين فى أعمال شغب ومظاهرات، من دون تورطهم فى أعمال إرهابية، وهى بداية طيبة.