الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عقيلة رياض تخاطب «إيزيس» و«كليوباترا» فى المرأة المصرية




كتبت- سوزى شكرى

الفنانة التشكيلية الدكتورة عقيلة رياض أفزعها حال المرأة المصرية التى تخفى ملامحها وصفاتها وترتدى رداء يجعلها تبدو كشبح أسود أو حتى شبح ملون، فتساءلت: هل من المعقول أن تصبح كل النساء متشابهات شكلاً، التشابه ضد التحضر والتقدم وضد  الطبيعة! وفى نفس الوقت يتناقض هذا الرداء مع مطالبتها بالحرية والمدنية، وتتعجب عقيلة من قبول المرأة وسعيها لهذا الإخفاء الكلى، وكأنها مواطن من الدرجة الثالثة.

وبدأت الفنانة تتابع حال المرأة، فوجدت أن الإقبال على الإخفاء حدث ليس فقط فى فترة حكم الإخوان الذين زرعوا أفكارهم المتطرفة والمتحجرة عمداً لاستبعاد المرأة من المشهد، بل حدث منذ عودة المصريات من دول الخليج، فتوجهت الفنانة بحوارها التشكيلى الإنسانى للمرأة بقولها: أنا لست ضد الحجاب فهى حرية شخصية، ولكنى ضد الحجاب الفكرى الذى جعل المرأة تقمع نفسها باختيارها، وطرحت عقيلة تساؤل لكل امرأة: هل تعلمين من انتى؟ هل تعلمين ماذا فعلت المرأة المصرية على مر العصور؟ هل تعرفين الملكة الجميلة نفرتيتي، وحتشبسوت وشجرة الدر وكليوباترا وإيزيس، لو علمتى لفعلتى كما فعلن، لو علمتى ما أخفيت ملامحك، جميعهن نساء سطرن التاريخ بصفحات مضيئة، دون التفريط أو التنازل عن ملامحهم، ايها المرأة انتى لست عار، ارفعى رأسك انتى من كرمك الله، فهل من كرمها الله تنكر إنها امرأة؟

 بتلك الكلمات المؤلمة، عبرت الفنانة عقيلة رياض عن حال المرأة المصرية بقاعة «الباب» بالأوبرا، الذى تقدم به معرضها الجديد تحت عنوان «مصرية على مر العصور»، استحضرت الفنانة شخصيات ونماذج للمراة المصرية عبر التاريخ المصرى، كل لوحة تسرد قصة مصرية خالصة، ضم المعرض 24 لوحة تصويرية بأحجام كبيرة بخامة الاكريليك، عبرت عن المرأة المصرية فى العصر الفرعونى والرومانى والقبطي، والإسلامى والمملوكي، والعثمانى، وعصر الثلاثينيات، والأربعينات، والأسرة العلوية «أسرة محمد على»، وبنات السبعينيات، والعصر الحديث.

المميز فى كل اللوحات من الجانب التشكيلى أن ملامح المرأة لم تتغير رغم اختلاف العصور، اختارت الفنانة البساطة مع العمق، بساطة فى التكوين والأسلوب الفنى، وعمق التعبيرى فى ملامحهن، إنها امرأة مصرية صميمة، قمحية اللون سمراء هادئة، قوية شامخة وفخورة بكونها امرأة، ترتدى ما يبرز جمالها من رداء ملون شفاف بزخارف نباتية، وزهور مبهجة تضعها  تاجا على رأسها، راقية أنيقة، يكمل جمالها مجموعة من الحلى المرصع، وقصات الشعر بحسب كل عصر، أظهرت  فى اللوحات المرأة العازفة والمطربة والشاعرة والملكة والأميرة والراقصة وسيدة القصر والفتاة المتحررة فى فترة السبعينيات التى ترقص وكأنها تلعب فى براءة، الأعمال تقترب من التعبيرية ومن الفنتازيا الإنسانية.

أما على الجانب الفنى استخدمت الفنانة مجموعة لونية تراثية تبوح برائحة الماضى اللون الذهبى والأصفر الرملى والأحمر والأخضر والأزرق الحذر، ومن الجانب التقنى استخدمت معالجات تحضرية على ملامس سطح اللوحات الخشبى وعجائن بعدة اتجاهات، وهذه الخشونة على السطح ساهمت فى توصيل رسالة الفنانة، وهى أن هؤلاء طلوا علينا من صفحات التاريخ المصرى لنتذكر ماضيهن المشرف، وأنهن كانوا جميلات وقيادات وزعيمات فأول سيدة تحكم فى العالم كانت من المرأة الفرعوينة حتشبسوت، فكل شعوب العالم التى مرت على مصر وأقام بها أصبحوا مصريين وتمصروا.