الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كيمان فارس» بالفيوم على وشك الانهيار




على أنقاض مدينة فارس الأثرية أقيمت جامعة الفيوم وعشرات العمارات التى أطلق عليها اسم «الكيمان» نسبة الى الأكوام العالية التى كان يعيش أعلاها أجدادنا الفراعنة والرومان قبل آلاف السنين حيث شيدوا الثماثيل و المسلات المعابد وكانت تسمى بـ«أرستون» زوجة بطليموس الثانى وكانت هذه المدينة جزءا من عاصمة مصر فى عهد الأسرة 12 وفى عهد الرومان سميت بـ»كرداى آى» مدينة التمساح. وظلت هذه المدينة طوال آلاف السنين تكتظ بالآثار حتى تم اخلاؤها فى عام 1970 لصالح المحليات والتى شرعت فى عام 1980 فى إقامة عشرات العمارات وتشييد جامعة الفيوم ثم توالت المنشآت حتى أصبحت مدينة سكنية تضم آلاف العمارات حاليا.
 المثير أن أغلب الإنشاءات السكنية والحكومية أقيمت بدون شبكة صرف صحى وما حول خزانات الصرف الصحى الى الصرف فى مخازن الآثار الأربع الموجودة بالمنطقة والتى امتلأت بالحشائش الغريبة والتى تقطنها الذئاب والثعالب.
وبالرغم من المبانى الشاهقة الخاصة بجامعة الفيوم إلا أن العمارات التى تقع أمامها ولا يفصلها سوى طريق عرضه 30 مترا هذه المسافة تمثل حياة البؤس والموت بكل ما تحمل الكلمة من معانى سكان العمارات هناك يعيشون وسط أكوام القمامة ومياه الصرف الصحى الراكدة والتى تحولت الى ما يشبه «الهباب» الى جانب العشش التى زحفت بقدرة قادر خلف العمارات.
تريزا إسحق «ربة منزل» تقول أجريت جراحتين بعينى نتيجة الروائح الكريهة التى تنبعث من المياه الراكدة التى لم تنقطع عن المنطقة طوال الخمس سنوات الماضية إضافة الى جيوش الناموس التى تهب عليهم يوميا.
ويضيف مينا ملاك «عامل» أن عمال النظافة التابعين للحى لا يهتمون إلا بالمنطقة المحيطة بالجامعة والشارع الذى تمر منه السيارات لافتا الى أنه بالرغم من وجود العمارات التى يقيمون فيها خلف مبنى التنظيم والإدارة وأمام جامعة الفيوم يشعرون أنهم يعيشون فى دولة أخرى فلا خدمات ولا رعاية.
ويشير محمد صلاح «موظف» الى أن سكان المنطقة استغلوا غياب الرقابة وقاموا ببناء حجرات عشوائية بعد أن أحدثوا فتحات بحوائط العمارات مما يهدد بكارثة بسبب ظهور أسياخ الحديد.
ويلفت محمود مصطفى «موظف» الى أن سكان العمارات يقومون بتربية الدواجن التى تعيش على مخلفات الصرف الصحى مما أصاب عشرات السكان بالأمراض خاصة أن هؤلاء السكان ليس لديهم دراية بمخاطر تربية الدواجن والماعز على المخلفات وبقايا القمامة.
ويحذر أشرف عبد الله « محاسب» من اختلاط مواسير مياه الشرب بخطوط الصرف الصحى التى قام الأهالى بتحويل مسارها من أجل إقامة حجرات بجوار العمارات ويطالب هيئة مياه الشرب بمراجعة تلك الخطوط رحمة بسكان المنطقة من البسطاء.