الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشباب ورئيس مصر القادم




أعتذر ولا أملك إلا الاعتذار من زمن «داسوا» فيه على أحلام الشباب.. وهتكوا عذرية آمالهم.. وأعلنوا وفاة طموحاتهم.. فى عالمنا الثالث تموت الأحلام قبل أن يكتمل النمو فى رحم القدر.. وكأننا نعيش فى مسرح عبثى من الكوميديا السوداء أو كابوس يكتم الأنفاس من إرهاب أسود ممتلئ خسة وندالة لا يهدف سوى ترويع المصريين وتجويعهم بضربه للسياحة والاستثمار.. فى محاولة يائسة لكسر إرادتهم.. إلى مجموعة من الفقراء تصوروا أن كوبرى الشيخ منصور هو الملاذ والحماية لهم ولعششهم التى تؤويهم.. فتكون المفاجأة عدم قدرة الكوبرى على الصمود تحت وطأة معاناتهم.. وأنين أوجاعهم.. فينهار فوقهم.. ويهرع المنقذون إلى مكان الكارثة لاستخراج الجثث إلا الأحلام وكأنها ناقصة، وبجملة الهم يا عم انفجرت ماسورة المطالب الفئوية أطباء وصيادلة وعمال الغزل والشهر العقارى لا احد يريد اختيار التوقيت المناسب للحصول على حقوقه.
بالأمس القريب كانت معاناة إحدى الزميلات الشابات من تعنت أحد رؤساء التحرير وبدلًا من احتوائها ضغط عليها للدرجة التى دفعتها للحصول على حقوقها بتهور دفعت ثمنه ومازالت.. وزميلة أخرى لم يصبها الدور فى التعيين حتي وصلت قريبًا من سن المعاش.
ولا أنكر أن ما دفعنى لكتابة هذا المقال هو ثورة الغضب التى تمثلت فى وقفة شباب الصحفيين فى المؤسسة العريقة «روزاليوسف» للمطالبة بالتعيين.. وهذا حقهم.. وأيضًا ضعف إيرادات المؤسسة وعدم قدرتها على تغطية النفقات يضع المسئول الأول عن الإدارة فى موقف لا يحسد عليه فالرجل كان الله فى عونه «بين نارين».. خاصة أنه ورث تركة متراكمة من الفشل الإدارى والمالى على مدار عقود طويلة.. فالرجل بين شقى رحى.. والحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو التفكير الإبداعى خارج الصندوق وتعاون الجميع للخروج من هذه الأزمة.. وعلى المسئولين مساندة المسئول الأول عن إدارة المؤسسة العريقة ومد يد العون وتحمل المسئولية حتى تخرج المؤسسة من النفق المظلم.. وتكون مشعلًا من مشاعل التنوير وإضاءة الطريق أمام الرأى العام وتثقيفه وعاملاً فاعلًا فى القوة الناعمة المصرية.
الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل وهم يضعون طموحًا وآمالاً عديدة على الرئيس القادم لمصر سواء على المستوى السياسى أو على المستوى الاقتصادي، أو على المستوى الاجتماعى ولذلك يجب أن ننقل له مطالبهم وعليه أن يستمع إليها لقد كانت أهم  مطالب ثورة 25 يناير و30 يونيو.. العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. والمقصود بالعيش هنا ليس الخبز بقدر ما هو القدرة على توفيره أو إيجاد مصدر الرزق المناسب لكل شاب.. حتى يستطيع توفير لقمة العيش الكريمة.. والمقصود بالحرية ليست الحرية المفرطة التى نراها فى الشارع من قتل لرجال الشرطة واستهداف المنشآت العامة وعدم الالتزام بقوانين الدولة ومؤسساتها.. وإنما المقصود بالحرية هنا هى كيفية التعبير عن الرأى والدفاع عن المظلومين لأخذ حقوقهم وكيفية إيصال هذه المطالب إلى المستوى الأعلى بجميع الطرق السلمية والقانونية وبدون تحيز لفئة معينة أو لجماعة بعينها، والمبدأ الثالث وهو الأهم من وجهة نظرى وهو مبدأ العدالة الاجتماعية والتى تتمثل فى المساواة بين جميع المواطنين فى الحقوق والواجبات وعدم التمييز بينهم.
للشباب مطالب كثيرة وهموم متراكمة على مدى عقود من الزمن.. فلا يصح أن نكون قد قمنا بثورتين للقضاء على الفساد والاستبداد والظلم ولازالت عقبة المستوى الاجتماعى أو بمعنى أصح ضعف المستوى الاجتماعى حائل بين بعض الشباب المحترمين ووظيفة معاون نيابة أو ضابط شرطة أو ضباط فى القوات المسلحة أو فى بعض الوظائف الأخرى كالخارجية.. هذا الشرط مجحف ويجب ألا يظل موجودًا ليرفع أسهم الأغنياء على حساب المجتهدين من أصحاب الطبقات المختلفة.
فما ذنب شاب خرج ليجد نفسه من مستوى اجتماعى ليس له ذنب فيه.. بل ان من وضعوا هذه الشروط أراهم أنفسهم من أصلوا هؤلاء الشباب إلى هذا المستوى الاجتماعى الضعيف بإعلائهم لقيم الفساد والرشوة والوساطة على حساب القدرة والكفاءة والاجتهاد.
لا يجب السماح بأن تهان كرامة المواطن المصرى الذى صبر على كل هذه الابتلاءات التى أغدقها عليه نظام فشل فى إدارة الدولة وعمل على اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.. وهو سبب ما نحن فيه الآن.
من يريد أن ينجح ويستمر عليه أن يعطى كل من يستحق.. لا أن يوهب كل من يريد.
شبابنا يحتاج إلى القدوة إلى العطف إلى الانتماء الحقيقى لتراب هذا الوطن ولن يأتى هذا إلا إذا سارت الدولة على نهج العدل والمساواة وعدم التميز بين أبنائها.
يا سيادة رئيس مصر القادم الشباب يمد يده إليك فخد بيده ليساعدك فى بناء وتأسيس مصر الجديدة مصر الكبيرة.. مصر العظيمة.. مصر أم الدنيا التى نتمناها قد الدنيا.