الإرهاب الأسود يغتال أحلام السياحيين بأرض الفيروز

يبدو أن العاملين بالقطاع السياحى كتب عليهم على مدار 3 سنوات عجاف أن يدفعوا ثمن الصراعات السياسية من قبل وتقاعس وتخاذل الاجهزة الامنية فى الفترة الحالية حتى أصبحوا أمام أمرين أيسرهما أكثر مرارة إما أن يتركوا العمل بالسياحة التى بمثابة لهم ليست وظيفة فحسب وإنما حرفة وهواية أو يتمسكوا بمهنتهم ويواجهون شبح الفقر الذى أصبح يطاردهم.. ومع تصاعد العمليات الارهابية الشرسة فى سيناء ضد السياح اغتيلت أحلامهم فى عودة الحركة السياحة إلى معدلاتها مقارنة بالأعوام السابقة.

أكد الخبير السياحى عمارى عبدالعظيم رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية أن السياحة خرجت من مرحلة الاحتضار وتحتاج للعناية الالهية موضحا أن عودة الامن والاستقرار هو العامل الاساسى لعودة السياحة لمصر مشيرا إلى أن مرتكبى حادث تفجير الحافلة السياحية بطابا اختاروا توقيت كارثى بالنسبة للسياحة قبل بدء المؤتمر العالمى للسياحة فى برلين فى مارس المقبل، والذى سوف تشارك مصر فيه، والهدف من هذه العملية هو وضع مصر فى مأزق خلال حضورها فى سوق برلين السياحية.
وطالب عبدالعظيم ضرورة تقديم الدعمين المادى والمعنوى لوزارة الداخلية من قبل غرفة الشركات ووزارة السياحة لحماية وتامين السياح بمصر، مشيرا إلى انه يجب أن يتكاتف القطاع السياحى بأكمله ويشارك فى صد هذه الهجمة الارهابية ولا نترك كل الامر على عاتق الدولة وحدها فى هذا التوقيت الحرج مطالبا بأن يعلن وزير السياحة هشام زعزوع خطة محددة نابعة من القطاع السياحى للمساهمة فى القضاء على العمليات الارهابية.
وأوضح عبدالعظيم لابد من تغيير المنظومة السياحية الحالية التى تعمل بشكل نمطى تقليدى فى جذب السائحين لمصر والتى تسببت فى بيع المنتج السياحى بأسعار لا تتناسب مع قيمة ومكانة مصر الحضارية.
ومن جانبه شن أحمد محمود مرشد سياحى هجوما عنيفا على وزارة الداخلية ، موضحا أن المدن السياحية المهمة تعانى من قصور أمنى واضح، وعلى رأسها مدينة الغردقة مطالبا الأمن بتكثيف جهوده لتأمين المدن السياحية متمثلة فى الأقصر وأسوان والغردقة وغيرها.
وأوضح محمود أن الاجهزة الامنية تقوم بتشديد الاجراءات وترفع حالة التأهب القصوى لتأمين الفوج السياحى الامريكى أو الصينى أما باقى الجنسيات تكتفى بالاطلاع على الهويات ولا يوجد أى سيارات شرطة ترافق الفوج لتأمينه.
وأشار محمود إلى أن الحركة السياحة فى مصر ستشهد انخفاضا فى الفترة المقبلة بعد حادث تفجير طابا، مؤكدا أن هذه العملية ستسبب أضرارا بالغة للنشاط السياحى الذى لم يلبث أن يستعيد جزءا من رونقه حتى طالته يد الإرهاب، وسيقضى على البقية من السياح الذين حاولوا المجيء إلى مصر خلال الشهور الماضية، وأن أثار تلك العملية لن تزول إلا مع بداية الموسم السياحى المقبل على أقل تقدير.. بينما أكد ثروت العجمى رئيس غرفة الشركات السياحية بالاقصر أنه بعد تفجير الحافلة السياحية بطابا علينا وضع استراتيجية جديدة للامن السياحى والتحرك الفورى للمجتمع المدنى ورجال الاعمال والسياحة وذلك بهدف إنعاش الحركة السياحية.
وأضاف العجمى إنه خلال الفترة المقبلة سنطلق حملة لطرق الابواب لتنشيط السياحة تشمل 8 دول مصدرة للسياحية للسوق المصرية وعلى رأسها كوريا والهند وروسيا وإيطاليا واسبانيا وفرنسا مشيرا: اننا قمنا باعداد دراسة لبدء 3 احداث ثقافية بالاقصر لمزيد من الجذب السياحى وننتظر موافقة محافظ الاقصر عليها.
وفى سياق متصل أدانت منظمة السياحة العالمية فى بيان لها حادث تفجير حادث الأتوبيس السياحى فى سيناء وتقدمت بخالص العزاء لأسر الضحايا وللحكومة المصرية.
وقال طالب رفاعى أمين عام منظمة السياحة العالمية إن الحادث فاجعة بكل المقاييس ونتشارك فى هذه اللحظات الصعبة مع أسر وأصدقاء الضحايا ومع مصر حكومة وشعب.
وأضاف رفاعى إن السياحة هى مصدر دخل للملايين من المصريين الذين يعتمدون بشكل مباشر على قطاع السياحة، وما حدث يمثل انقضاضا على آمال وطموحات تلك الملايين.