السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«يانوكوفيتش» يغادر القصر الرئاسى بلا حراسة.. والافراج عن «تيموشنكو»




كتبت - ابتهال مخلوف ووكالات الأنباء
فى الوقت الذى يكتنف الغموض مصير أوكرانيا، ترددت أنباء أن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش فر من العاصمة كييف إلى وجهة مجهولة، فيما أعلن رئيس البرلمان الأوكرانى المقرب من الرئيس استقالته.
وذكرت وسائل اعلام اوكرانية أن مقر يانوكوفيتش الواقع على بعد نحو 15 كيلومترا من كييف خال ودون حراسة والصحفيون يدخلونه بحرية، فيما أوضحت مصادر مطلعة أن الرئيس سافر الليلة الماضية إلى مدينة خاركيف الواقعة شرقى البلاد بالقرب من روسيا فى أعقاب التوصل لاتفاق مع المعارضة توسط فيه الاتحاد الأوروبى لانهاء الأزمة الراهنة.
وأعلن فيتالى كليتشكو أحد قادة المعارضة فى جلسة طارئة لمجلس الرادا الأعلى «البرلمان» أمس أن الرئيس الأوكرانى غادر العاصمة، كما أفاد صحفيون فى القناة الأوكرانية «أوردوا» أنهم دخلوا بسهولة منزل الرئيس فى ضاحية كييف الذى يخضع لحراسة مشددة، وذكر شهود عيان أن متظاهرين كانوا على بعد 50 مترًا من مدخل المقر الرئاسى بوسط العاصمة وانهم يسيطرون على جميع مداخل القصر الذى بدا خاليًا وبلا حراسة واعتلى المتظاهرون المركبات التابعة للجيش فى ميدان الاستقلال.
فيما قدم فولوديمير ريباك رئيس البرلمان الأوكرانى المقرب من الرئيس فيكتور يانوكوفيتش استقالته بعد أن أعلن عدد من نواب الحزب الحاكم انسحابهم من البرلمان.
وأعلن أنصار المعارضة أنهم يسيطرون على الحى الحكومى فى العاصمة كييف، فى الوقت الذى أحال فيه البرلمان الأوكرانى مشروع قانون حول الرجوع إلى دستور عام 2004 لمقر الرئاسة.
وأكد النائب عن كتلة «الوطن» أندريه باروبى أن سيطرة ما تسمى بـ«قوات الدفاع الذاتى لميدان الاستقلال» تقوم بحراسة مبنى البرلمان الأوكرانى والمقر الرئاسى ومبنى وزارة الداخلية بعد انسحاب الشرطة من الشوارع.
وما زال الآلاف من المتظاهرين يعتصمون فى ميدان الاستقلال وسط العاصمة رغم الاعلان عن اتفاق بين يانوكوفيتش والمعارضة من شأنه انهاء الأزمة السياسية التى تعصف بالبلاد.
وبحث اعضاء البرلمان فى جلسة طارئة أمس امكانية اسناد رئاسة الحكومة المؤقتة لأرسينى ياتسينيوك أحد زعماء المعارضة، فيما يسعى زعيم المعارضة فيتالى كليتشكو(43 سنة)، والذى كان بطل العالم للملاكمة فى الوزن الثقيل ثلاث مرات، لزيادة أسهمه فى أوساط المتظاهرين ليكون خليفة يانوكوفيتش.
ودعا فيتالى كليتشكو إلى إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة فى 25 مايو المقبل، مؤكدًا أن ملايين الأوكرانيين يرون أن الانتخابات الرئاسية المبكرة هى الخيار الأوحد للخروج من الأزمة السياسية التى تعصف بالبلاد، مشيرا إلى أن الرئيس غادر العاصمة.
وكان قادة المعارضة الأوكرانية قد وقعوا الجمعة مع الرئيس على اتفاق ينص على تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة والعودة للعمل بدستور 2004 وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وبموجب الاتفاق الجديد، سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات رئاسية مبكرة اواخر هذا العام.
كما ينص الاتفاق، الذى توسط فى التوصل اليه وزراء خارجية اوروبيون، على إجراء اصلاحات فى نظام الانتخابات وتعديلات فى الدستور.
ولكن العديد من المحتجين الذين ما زالوا معتصمين فى ميدان الاستقلال استقبلوا الاتفاق بالشكوك قائلين إنهم لا يثقون بالرئيس يانوكوفيتش، وهتف المعتصمون فى كييف ضد زعماء المعارضة الذين وقعوا على الاتفاق ووصفتهم بالخونة.
من جانبها، هددت احدى الجماعات اليمينية المتطرفة بأنها ستتصرف ما لم يستقل الرئيس يانوكوفيتش فى موعد اقصاه صباح أمس السبت.
من ناحية أخرى، صرح نائب رئيس البرلمان الأوكرانى روسلان كوشولينسكى اليوم، أن البرلمان أحال مشروع القانون حول الرجوع إلى دستور عام 2004 الى مقر الرئاسة.
من ناحية آخرى أعلنت شبكة» هرومادسكى» التليفزيونية نبأ إطلاق سراح يوليا تيموشينكو، رئيسة وزراء أوكرانيا السابقة وزعيمة المعارضة من السجن.
وقد وصوت البرلمان الوكرانى أمس فى جلسة طارئة  ا بأغلبية 310 أصوات مقابل معارضة 54 صوتا لصالح تسريع الإفراج عن تيموشينكو دون الحاجة إلى موافقة الرئاسة، يذكر أنها كانتقائدة الثورة البرتقالية فى البلاد
كما انتخب أعضاء البرلمان الأوكرانى امس الكسندر تورتشينوف الحليف الوثيق لتيموشينكو ليشغل منصب رئيس البرلمان عقب استقالة رئيسه المقرب من الرئيس.
فيما، أعلنت وزارة الصحة الأوكرانية أن 77 شخصا لقوا مصرعهم خلال أحداث العنف التى تتواصل، كما قالت إن عدد المصابين الإجمالى بين المدنيين ورجال الشرطة فاق 600 شخص.
وقد شهدت أوكرانيا على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة أعنف أحداث تشهدها البلاد على مدى 22 عاما بعد انتهاء الحرب السوفيتية؛ حيث لقى نحو 77 شخصا حتفهم فى اشتباكات اندلعت بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وقوات الامن بوسط كييف.
دوليًا، أفادت الدائرة الصحفية فى الكرملين بأن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكى باراك أوباما أمس الأول، بحثا خلاله والقضايا الدولية بما فيها الوضع فى أوكرانيا.